توفي حديثا عميد الفنانين المصريين محمد توفيق عن عمر ناهز الثانية والتسعين. ولد توفيق في مدينة طنطا (120 كلم شمالا) العام 1908 وبدأ حياته الفنية وهو مازال طالبا في مدرسة الخديوي اسماعيل الثانوية التي كان من زملائه فيها أحمد علام ومصطفى وعلي أمين وعثمان حافظ. إثر التحاقه بكلية التجارة انضم الى الفرقة المسرحية لهذه الكلية التي كان مدربها الفنان عبدالوارث عسر ومن أعضائها عماد حمدي. وفي العام 1935 التحق بالفرقة القومية للتمثيل وسافر في بعثة دراسية الى لندن لدراسة فن الاخراج والتمثيل على يد الفنان العالمي لورانس أوليفيه. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية لم يتمكن توفيق من العودة الى مصر بعد ان اتم دراسته بلندن فعمل مخرجا في القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية. وبعد عودته العام 1947 الى مصر عمل في الاذاعة المصرية حتى وصل الى منصب كبير المخرجين وخلال تلك الفترة بدأ عمله في التمثيل السينمائي مع فيلم «مصنع الزوجات» كما عمل في المسرح إذ كانت أول مسرحية له «خروف». شارك محمد توفيق في أكثر من 120 فيلما من بينها أفلام تركت بصمات في تاريخ السينما المصرية مثل «حسن ونعيمة» و«لك يوم يا ظالم» و«شيء من الخوف» و«الاخ الكبير» و«امرأة على الطريق» و«أرض الاحلام» و«عفاريت الاسفلت». ومن أعماله المسرحية «قنديل أم هاشم» كما قام بإخراج مسرحية «الزلزال» اضافة الى مشاركته في الكثير من المسلسلات التلفزيونية وأبرزها «القاهرة والناس» و«رحلة أبوالعلا البشري» و«هند والدكتور نعمان» و«غوايش». قام شيخ الفنانين بتدريس فن الاداء التمثيلي في المعهد العالي للسينما بمصر ومعاهد السينما في الكويت والعراق وليبيا وعمل مديرا للمسرح الحديث بالتلفزيون العام 1967 وتولى منصب رئيس جمعية التمثيل والسينما حتى العام 1997. وحصل توفيق على وسام الدولة للعلوم والفنون من الطبقة الاولى في عهد الرئيس جمال عبدالناصر العام 1967 عن دوره في إقامة مشروع الصوت والضوء في منطقتي الاهرام والاقصر
العدد 209 - الأربعاء 02 أبريل 2003م الموافق 29 محرم 1424هـ