استنكر مئات من خريجي الخدمة الاجتماعية بجامعة البحرين تصريحات وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي على خلفية تصريحات أدلت بها بشأن «افتقار البحرين للمتخصصين في مجال الخدمة الاجتماعية»، الأمر الذي اعتبروه «إهانة لمشاعر مئات الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل من تخصصات العلوم الاجتماعية، مطالبين الوزيرة البلوشي بتقديم الاعتذار عن الضرر الذي لحق بهم.
ورفض خريجو الخدمة الاجتماعية توقيع الوزيرة مذكرة التفاهم مع الجمهورية التونسية ممثلة في وزير الشئون الاجتماعية والتضامن يوم أمس الأول واعتبروا ذلك في بيان لهم أنه «تلميح باستقدام متخصصين في الخدمة الاجتماعية من تونس».
وأعرب الخريجون في بيانهم عن استيائهم من وضع البطالة المخيف خاصة وأن هناك المئات من الذكور والإناث المتخصصين والمؤهلين والحاملين لشهادة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية ويمتلكون المهارات المختلفة في مجال الخدمات الاجتماعية، وأشاروا الى أنه من صميم عملهم كأخصائيين اجتماعيين هو العمل مع رعاية الأحداث، وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال مساعدة تلك الفئات على التكيف مع مجتمعاتهم ورعايتهم وتدريبهم وتأهيلهم ليكونوا فاعلين ومنتجين في المجتمع. بالإضافة إلى مجالات أخرى يقوم بها الاختصاصي الاجتماعي كالبحث والتخطيط الاجتماعي ودراسة أحوال الأسر الفقيرة والمحتاجة والمساعدة على تنميتها وتفعيل عملية التكافل الاجتماعي من خلال العمل الاجتماعي.
وأوضح خريجو الخدمة الاجتماعية في بيانهم أنهم خضعوا لتدريب ميداني في مختلف المؤسسات الاجتماعية في المملكة كالمراكز الاجتماعية، ووحدات رعاية المسنين، ومراكز رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدارس المملكة الحكومية كأخصائيين اجتماعيين، ومراكز الأحداث وغيرها.
وحمّل الخريجون وزارة التنمية الاجتماعية كونها «سبب تعطل مئات الخريجين ذلك لسياستها غير واضحة في التوظيف، وباعتبارها المسئول الأول عن استيعاب هذه الأعداد الضخمة من المتخصصين في الخدمة الاجتماعية من البحرينيين لأن مجالات عملهم تتمحور في هذه الوزارة».
وطالب الخريجون وزيرة التنمية بالاعتذار عن تصريحاتها غير المسئولة للمئات من الخريجين الجامعيين من تخصص الخدمة الاجتماعية الذين قضوا سنوات طويلة ينتظرون الفرصة لخدمة وطنهم في حين تريد الوزيرة استبدالهم بالأجانب.
يذكر أن تخصص الخدمة الإجتماعية افتتح العام 1996 بجامعة البحرين، ويعاني خريجوه من مشكلة التوظيف التي لم تنجح محاولات المشروع الوطني للتوظيف من توفير فرص عمل لهم، وظل بعضهم أكثر من 6 سنوات ينتظرون الحصول على وظيفة. ويرى بعض المتخصصون أن سبب مشكلة خريجي هذا التخصص تكمن في إخفاق جامعة البحرين في تسويق تخصصات العلوم الإجتماعية عموما لدى مؤسسات ووزارات المملكة
العدد 2238 - الثلثاء 21 أكتوبر 2008م الموافق 20 شوال 1429هـ
