العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ

مقاطعة

في مطالبتها بمقاطعة الأفلام الأميركية، دعت نقابة المهن السينمائية المصرية، الشعب العربي عموما والمصري خصوصا، إلى مقاطعة الصالات التي تعرض أفلاما أميركية وبريطانية، كما دعت غرف السينما والأجهزة المعنية إلى وقف استيراد هذه الأفلام.

في هذه الدعوة، على رغم أنها جاءت رد فعل واضح للمجازر التي ارتكبتها وترتكبها القوات الأميركية الغازية بحق شعب العراق الأعزل، فإنها ليست دعوة منطقية بالمعنى الحرفي للكلمة. فالسينما الأميركية، لا تمثل هذا النظام الأميركي الاستعماري، وإنما تشكل فن السينما بمعناه الأشمل.

وقد جاء في بيان النقابة أيضا، وقف استيراد المسلسلات التلفزيونية وجميع الخامات والأجهزة التي تنتجها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والدول كافة التي تساند العدوان على العراق، وأن يستبدل بها الإنتاج الفرنسي والألماني والروسي. ولو أن البديل متاح للمستهلك العربي، لما تردد ولو للحظة في استخدامه.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد هو، هل نؤاخذ الفن بجريرة السياسة؟ بمعنى أنه هل من الممكن أن يكون الفن عرضة لمهاترات نجوم السياسة. فالفن عموما والسينما خصوصا، يجب أن تبتعد كثيرا عن السياسة.. بمعنى أن الفن الجميل موجود في أي مكان من العالم.. إن كان في فلسطين أو في أميركا. ثم اننا لا يمكننا تغافل موقف الفنان الأميركي المعارض لهذه للحرب الشرسة على العراق كمثال. والدعوة لعدم مشاهدة الأفلام الأميركية، معناه أن نحرم أنفسنا من فن السينما بكل ما يحمله من تطور فني وتقني متجدد ومتواصل. فهل بإمكان أحد مثلا، أن يمنعنا من متابعة الأدب الأميركي، وقراءة الثقافة الأميركية؟!

السينما الأميركية، بكل ما تحمله من أفكار وتقنية وابتكارات، مهما اختلفنا معها، هي من دون منازع، الأولى في العالم.. هذا على رغم أن كل سينمات العالم، حاولت مجاراتها في أكثر من مرحلة، إلا أن التفوق كان حليفا للسينما الأميركية. وهي، شئنا أم أبينا، تشكل المنبع الأساسي لهذا الفن وتغذيه، بالابتكار والتطور.

ونحن هنا لا نتحدث طبعا عن الموضوعات التي تطرحها هذه السينما، فكلنا يعرف من الذي يغذي هذه السينما بالموضوعات والأفكار... وإنما نتحدث عن كل ما تعطينا هذه السينما من متعة بصرية وجمالية، ربما لا نجدها في السينمات الأخرى

العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً