من بين نجوم الكوميديا الكبار الذين أضحكوا العرب خلال فترة الخمسينات والستينات يحتل محمد أحمد المصري الشهير بـ «أبولمعة» موقع الصدارة بخفة ظله الفريدة، وبأعماله الفنية المسرحية والاذاعية والسينمائية التي بلغت نحو 15 مسرحية، و18 فيلما، غير أن البداية المبهجة لصاروخ النكتة المصرية الذي اشتهر بالثنائي الطريف الذي جمعه والفنان الكبير الراحل فؤاد راتب الخواجة «بيجو»، انتهت على نحو درامي، عندما رفض مستشفى استثماري شهير في العاصمة المصرية الافراج عن جثمانه قبل ايام بعد اسابيع من الالم، الا بعد أن سددت أسرته باقي كلفة العلاج التي بلغت 25 الف جنيه.
وكان الفنان الكبير الراحل أصيب في يناير/كانون الثاني الماضي بكسر مضاعف في عظام الفخذ استدعى نقله إلى المستشفى إذ أجرى له الاطباء عملية جراحية غير أن مضاعفات اصابته بمرض السكري حالت دون تماثه للشفاء.
ولد الفنان محمد أحمد المصري العام 1927 في مدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، واشتغل بالفن منذ كان تلميذا صغيرا، ثم عضوا في المسرح المدرسي، ثم طالبا في كلية الفنون التطبيقية، غير أنه بعد تخرجه من الجامعة قرر الاتجاه إلى التدريس فحصل على دبلوما تخصصية في معهد التربية، وتدرج في العمل التعليمي حتى صار مديرا لمدرسة السعيدية وظل فيها حتى أصبح وكيلا لوزارة التربية والتعليم، ويقول زملاء للنجم الكبير الراحل أن علاقته باعتباره محترفا للفن بدأت في العام 1953 عندما لفت الأنظار اليه عبر عدة اعمال مسرحية صغيرة، دفعت مسئولين في الإذاعة المصرية إلى التعاقد معه على تقديم برنامج كوميدي، فكانت بدايته مع شخصية «أبولمعة» من خلال فرقة (ساعة لقلبك) التي كون فيها مع الفنان فؤاد راتب دويتو شهير.
وكانت فرقة (ساعة لقلبك) بدأت تقديم حلقاتها الإذاعية في العام 1953، وبرع نجومها في تقديم عدد من الشخصيات الكاريكاتورية مثل «المعلم شكل» الذي قدمه محمد يوسف، و«الخواجة بيجو» الذي برع فؤاد راتب في تقديمه و«الدكتور شديد» وغيرها من الشخصيات، ويقول زملاء للفنان الراحل من بينهم النجم الكبير عبدالمنعم مدبولي إن محمد المصري ساهم بشكل كبير في جذب جمهور الإذاعة إلى متابعة البرنامج، وخصوصا في الادوار التي كانت تجمعه بـ «الخواجة بيجو»، لما يتمتع به من حس كوميدي وأسلوب ساخر، ساعداه في أن يكتسب محبة الجمهور العربي في كل مكان.
وقدم محمد المصري الكثير من المسرحيات كان من أهمها «أربع مواقف لمجنون» و«طبق سلاطة» و«مروحة ليدي» و«أهلا يا دكتور»، شارك فيها من دون بطولة مطلقة، الى جانب عدد من الافلام السينمائية كان آخرها فيلم «حب في الزنزانة»، لكنها لم تحقق النجاح الذى حققه في الاذاعة، ما دفعه الى الاعتكاف في بيته، يعيش على راتبه الذى يحصل عليه من وزارة التربية والتعليم بعد احالته إلى التقاعد منذ مايزيد على عشر سنوات مستمتعا بصحبة احفاده الصغار
العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ
الحورية
هل هذا ما اتيت من اجله؟ ياالهي, ما خطب الجميع؟