نصح نائب عميد كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي وأستاذ طب العائلة المشارك فيصل عبداللطيف الناصر بالابتعاد عن الأشخاص المصابين أو المشكوك في إصابتهم بمرض الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد باعتباره إجراء احترازيا يمنع من الإصابة بالمرض. وحدد الناصر شروط الشك في إصابة أحد الأشخاص بالمرض بارتفاع درجة الحرارة، والسعال الجاف الناشف، وصعوبة التنفس ممن كان مسافرا خلال الأيام العشرة الماضية إلى دول الشرق الأقصى في تاريخ يعقب الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضاف الناصر أن البحرين مازالت بعيدة عن انتشار المرض ونقله، إلا أن الاحتمالات لاتزال قائمة في اكتشاف إحدى الإصابات، وخصوصا مع استمرار رحلات السفر مع بلدان الشرق الأقصى، مشيرا إلى أن الصعوبة تكمن في انتقال المرض عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي والذي يمكن أن ينقله أي شخص خارج حدود بلده.
وأكد أن المعرضين للإصابة هم الأشخاص المقربون من المرضى، أو العاملون في الحقل الطبي المشرفون على المرضى، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات الحيطة. كما يتعرض المسافرون إلى المناطق الموبوءة للإصابة بالمرض إذا احتكوا عن قرب بالمصابين.
وقدم الناصر مجموعة من النصائح إلى الأشخاص الذين يشكون في إصابتهم بالمرض، منها: أن يراجع الشخص أقرب مركز للرعاية الصحية، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بواسطة مناديل ورقية أو كمامة طبية. أما إذا تأكد الشخص من إصابته بالمرض وهو يتعالج في المنزل فيقول الناصر عليه ان يتبع النصائح الطبية ويحدد الزيارات الخارجية إلى أقل حد ممكن وذلك خلال العشرة أيام الأولى، إضافة إلى تكرار غسل اليدين بالماء والصابون، واستخدام المناديل الورقية عند العطس والسعال والتخلص منها بطريقة سليمة في أكياس بلاستيكية غير نافذة، وارتداء كمامة طبية باستمرار لمنع نقل العدوى إلى بقية أفراد الأسرة، مشيرا إلى أن هذه النصائح يجب إتباعها خلال عشرة أيام كحد أدنى.
وبالنسبة إلى أعضاء الأسرة الذين يشرفون على شخص مصاب بالمرض فقد نصحهم بارتداء الكمامة والقفازات الطبية، وغسل اليدين بالماء والصابون بعد التعامل مع المريض، وعدم استخدام أدوات المريض سواء المناشف أو أدوات الطعام، وتعقيم الأثاث المستخدم من قبل المريض، ومراجعة الطبيب فورا حال أصيب أي من أفراد الأسرة بارتفاع في درجة الحرارة. وذكر الناصر أن علاج المرض يتم في المستشفى أو في المنزل تحت إشراف طبي، وبما أن سبب المرض هو فيروس، فإن العلاج يتركز على تقديم المساعدة إلى المريض لتخفيف أعراض المرض، وذلك عن طريق تسهيل عملية التنفس، وكذلك محاولة خفض درجات حرارة الجسم، ومعالجة العوارض الأخرى التي تظهر على المريض. مشيرا إلى أن هناك بعض التجارب على مضادات خاصة للفيروسات لكي تستخدم للمرضى المصابين ولكنها مازالت تحت التجربة والاختبار.
واعتبر الناصر هذا المرض جديدا على مستوى الأمراض الصدرية في العالم، إذ انه يصيب الجهاز التنفسي ويعرف في الأوساط الطبية بمرض SARS وتم رصده أخيرا في دول الشرق الأقصى وبعض دول أميركا الشمالية وأوروبا، مشيرا إلى أن أول ظهور للمرض تم في مدينة جواندونج بالصين وهانوي في فيتنام وكذلك في هونغ كونغ. وأصاب هذا المرض بعض الأشخاص الذين كانوا موجودين حديثا في دول الشرق الأقصى والذين احتكوا عن قريب ببعض المصابين، إذ بدت تظهر عليهم العوارض خلال عشرة أيام من عودتهم من دول شرق الأقصى.
وأوضح الناصر أن سبب المرض هو فيروسات تسمى «كورونوفيرس»، وهي مسئولة عن الأمراض التنفسية وأمراض الجهاز الهضمي في الحيوانات وخصوصا في القطط والكلاب والخنازير والطيور والفئران. مضيفا أن منظمة الصحة العالمية أصدرت عددا من التحذيرات إلى جميع المسافرين إلى دول الشرق بأخذ الاحتياطات كافة عقب انتشار المرض في دول متعددة من الشرق الأقصى، وذلك للحد من انتشار المرض في دول العالم.
وذكر أنه منذ إطلاق تلك التحذيرات، سافر الكثير من المصابين الذين قد لا تبدو عليهم علامات المرض في البداية، من دول الشرق إلى دول العالم، ما ينذر بخطورة انتشار المرض إلى دول أخرى، وقال: «من هنا نصحت منظمة الصحة العالمية جميع المطارات في تلك الدول باتخاذ إجراءات احترازية لفحص المسافرين المشكوك في أمرهم، وعمل الفحوصات الدورية للأشخاص المحتكين بهؤلاء المرضى».
وأشار الناصر إلى أن منظمة الصحة العالمية تصدر يوميا تقريرا يبين عدد الحالات المصابة والتي تم الإبلاغ عنها، إذ بلغ عدد الحالات حتى الرابع من ابريل/نيسان الجاري 2353 حالة، من بينها من توفوا بسبب المرض. ورصدت الحالات في كل من الصين وهونغ كونغ وتايوان وتايلند وكندا والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية، وحالة واحدة اكتشفت أخيرا في الكويت.
أما أعراض المرض فقد أجملها الناصر في ارتفاع درجة الحرارة في الجسم والتي تصل إلى 38 درجة مئوية، ورجفة في الجسم وصداع وإنهاك ووجع عام، وبعد يومين يبدأ المصاب بالسعال الناشف وضيق التنفس وقد تسوء الحالة إلى درجة أن يكون هناك نقص في الأكسجين المتوافر في الجسم بسبب عدم قدرة الرئتين على استخلاص الأكسجين من الهواء، وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض في إلى التنفس الصناعي. وأضاف أن فترة حضانة المرض تتراوح بين يومين وسبعة أيام، وقد تصل إلى عشرة أيام.
العدد 226 - السبت 19 أبريل 2003م الموافق 16 صفر 1424هـ