قد لا يكون فيلم باللغة الهندية وبممثلات يتمايلن على ايقاع موسيقى حزينة وسيلة مثالية لرواية قصة عنف الطالبان ضد النساء. غير ان بوليوود راهنت على ذلك وقبلت التحدي.
لقد انتجت بوليوود هذه فيلم «Escape From Taliban» (هروب من الطالبان) الذي يتناول معاملة نظام الحكم المتشدد في افغانستان للنساء.
وقد توقع صانعو الفيلم ان يلقي اهتماما دوليا ولذلك صوروه باللغتين الانجليزية والباشتو. وهذه الاخيرة هي لغة احدى اكبر القبائل الافغانية، ولاحقا تمت دبلجة الفيلم باللغة الهندية.
ويقول مخرج الفيلم اوجال تشاتوباديايا: «لا أنفي ان حوادث 11 سبتمبر/ايلول وجهت انظار العالم نحو الطالبان ولكنني كنت افكر في هذا المشروع قبل وقت طويل وقد انجزته قبل الهجمات الارهابية في نيويورك وواشنطن».
وتتضمن النسخة الهندية للفيلم التي يستغرق عرضها ساعتين، خمس وصلات غنائية راقصة. الا ان الاغاني اقتطعت من النسختين الانجليزية والباشتو اللتين يأمل المنتج اشوك خيما عرضهما في افغانستان وبلدان اخرى في آسيا والغرب. ويعتقد مروجو الفيلم ان الجماهير الاجنبية لن يعجبها الرقص والاغاني.
ان الرقص يكثر على نحو مذهل في معظم الافلام التي تصنعها بوليوود - اي هوليوود الهندية - من دون سبب واضح ومن دون ان تكون لها علاقة بحبكة الفيلم، كما تتميز الافلام المصورة باللغة الهندية بالازياء الملونة والحوار الميلودرامي والجرعات الكبيرة من الاغاني ومواقف لقاء شاب وفتاة، وهذه تشكل العمود الفقري لحوالي 800 فيلم يجري صنعها سنويا في بومباي، عاصمة السينما الهندية التي تعرف ايضا باسم بوليوود.
ويسعى الفيلم الجديد الى كسر القالب الروتيني للافلام الهندية بحبكة جديدة.
وتقول نجمة السينما الهندية مانيشا كويرالا التي تؤدي بطولة «هروب من طالبان» ان الفيلم غير اعتيادي بالنسبة إلى بوليوود لأنه مبني على قصة حقيقية. وقد قالت الممثلة في اتصال هاتفي بـ «الاسوشيتدبرس» ان لديها احساسا بأن النساء الافغانيات سيرين انفسهن عندما يشاهدن الفيلم.
وتلعب مانيشا (32 عاما) دور امرأة هندوسية تتزوج صيرفيا افغانيا مسلما على رغم معارضة عائلتها، وهي تعيش في افغانستان وتدير صيدلية يدمرها نظام حكم الطالبان.
وقد أجرت مانيشا بحثا يتعلق بالدور باجتماعها عدة مرات مع سوشميتا بانداباديا، السيدة الهندية التي استوحت موضوع الفيلم من الكتب الثلاثة التي ألفتها عن التجارب التي تعرضت لها في ظل حكومة الطالبان.
والكتب الثلاثة التي ألفتها باللغة البنغالية هي «زوجة كابوليوالا البنغالية» (1997)، و«الطالبان والافغان وأنا» (1999) و«ولا حتى ذرة من الكذب» (2000).
وتضيف بانداباديا التي تعيش الآن في كالكاتا مع زوجها الافغاني انها تعرضت للضرب المبرح والاهانة من دون رحمة، وان نساء افغانستان بينهن الزوجة الاولى لزوجها التي لاتزال تعيش في افغانستان ساعدن على حمايتها من الطالبان.
وتضيف بانداباديا التي كانت تعيش مع زوجها وعائلته في مقاطعة «باكتيكا» شرقي افغانستان ان النساء والرجال كانوا يعملون جنبا الى جنب قبل مجيء الطالبان وكان مسموحا للمرأة ان تقود سيارة وتذهب الى الجامعة.
وتمضي بانداباديا (42 عاما) قائلة: «احد الاشياء التي اردت ان اقولها من خلال الفيلم هو ان الفتاة يجب ان تكون مستعدة للكثير من التغيير بعد زواجها، ولكن مهما حدث ومهما بلغ حجم الضغوط التي تتعرض لها وأينما كانت الفتاة تعيش في هذا العالم لا ينبغي ان تفقد هويتها».
ومعروف ان حكومة الطالبان منعت النساء من ممارسة أي عمل أو الذهاب الى المدرسة وأرغمتهن على ارتداء البرقع الطويل.
وتقول عضو «الجمعية الثورية النسائية الافغانية» ساهر صبا: «إن القول ان حكومة الطالبان كانت قاسية على الاقليات. وخصوصا الاقلية النسائية، هو قول صحيح».
ويذكر ان هذه الجمعية استطاعت ان تصور سرا اعدام النساء في عهد حكومة الطالبان، ما أثار موجة من الصدمة والسخط في العالم.
وتعتقد صبا ان النساء الافغانيات سيستقبلن الفيلم بالاستحسان ولذلك من الحيوي الوصول اليهن. ويجب ان يعرف العالم الاعمال الوحشية التي ارتكبت بحق النساء وخصوصا اؤلئك اللواتي تجرأن على العمل.
ويشار الى ان افلام بوليوود على اشرطة الفيديو رائجة جدا في افغانستان، والممثلات الهنديات من امثال مانيشا كويرالا مشهورات وبوستراتهن تباع على عربات في الطريق مع كاسيتات الافلام الهندية. كويرالا ادت نجومية 50 فيلما منذ فيلمها الاول في العام 1991
العدد 226 - السبت 19 أبريل 2003م الموافق 16 صفر 1424هـ