العدد 226 - السبت 19 أبريل 2003م الموافق 16 صفر 1424هـ

هوليوود لعبة اليهود...في جامعة البحرين

الصخير - إبراهيم الشاخوري 

19 أبريل 2003

لأن «البنية الشعبية التي تربط عناصر الوجود بعضها ببعض وتشكل الوعي العام بما هو كائن، بما هو مهم، وما هو حق، وما هو مرتبط بأي شيء آخر. هذه البنية أصبحت في الوقت الحاضر منتجا يتم تصنيعه»، وحين يكون اليهود الذين هم أقلية لا تذكر في الولايات المتحدة الأميركية صناع هذا المنتج فإن الوضع بحاجة إلى وقفة تأمل طويلة، بل وطويلة جدا. ويبدو أن الدور المتنامي لصناعة الرأي العام وصياغة العقل عبر الوسائط المتعددة بدأ يزداد في التعقيد بشكل مطرد، فأضحى كل شيء معقدا بتعقيد الدوائر الإلكترونية، وبدأت السينما ترسم لها مساحة واسعة في إمبراطورية الهيمنة، إمبراطورية تعليب الأفكار حيث قصور(سيدني) و(وارنر بروس) وحيث يتربع اليهود على عروش أكبر مؤسسات الإنتاج السينمائي الفني.

وجاءت الندوة التي نظمتها اللجنة الثقافية بمجلس طلبة جامعة البحرين محاولة لتسليط الضوء على المشهد، فحملت عنوان «قراءة نقدية في السينما الغربية»، وذلك يوم الثلثاء الموافق الثامن من شهر أبريل/نيسان الجاري بمبنى الجامعة في الصخير، ويلخص جعفر حمزة، منظم الندوة المشهد بقوله: «هذه محاولة جادة لاستنطاق لغة الصورة ومدى تفاعل الشباب مع هذه اللغة التي تشكل جزءا من الشخصية العربية التي تتفاعل مع كل ما هو جديد، بغض النظر عن كون هذا الجديد سلبيا أم ايجابيا، ما يعني بالتالي تفاعلا سلبيا وإيجابيا، وهي محاولة أولية لقراءة جادة في مفردة مهمة، إذ ان السينما تملك القوة لترسم شخصياتنا وتعيد تشكيل ملامحها، وهناك محاولات أخرى قادمة عن طريق أية قناة طلابية لقراءة جادة نتمنى أن تكون متكاملة».

وأدارت الندوة بتميز الطالبة عبير سوار، وشارك فيها حسن حداد، الذي تكلم عن تاريخ هوليوود من زاوية فنية بحتة، فبدأ برسم الصورة متخذا من اللحظة التي سقطت فيها ورقة التوت عن هوليوود عقب حوادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول نقطة بداية رجع منها إلى بدايات السينما الأميركية وأسس لمراحلها تاريخيا، ذاكرا كل مرحلة وما صاحبها من إنتاج فني.

وتكلم بسام الذوادي عن صورة العرب في السينما الغربية، وصورة الغرب في السينما العربية، فكانت هذه الثنائية محور حديثه الذي سلط الضوء فيه على مفاصل هذه العلاقة ومسيرتها مدللا عليها بأهم الإنتاجات السينمائية التي صاحبت كل فترة من فترات هذه العلاقة، وطرح صورة العربي في السينما العربية بصورها المستقاة من كتب ألف ليلة وليلة، وما اعتراها من تشويه في الشخصيات التالية، وبين أسباب تبدل ملامح صورة العربي والعوامل التي ترسم هذه الملامح في كل تقسيمة من تقاسيم العربي في شاشات هوليوود.

واختتم الندوة الدكتور محمد السيد، الذي طرح عددا من النقاط التي تدور في فلك نقد هوليوود، ولأن «العشب يبدو دائما أخضر في الناحية الأخرى» كما ذكر في بداية حديثه، حاول الوصول مع الحضور إلى الجانب الآخر فطرح جوانب من تجربته في أميركا التي قضى فيها جزءا من حياته، وأوضح عما إذا ما كان العرب مازالوا مدعاة للاستخفاف وبين مدى العلاقة بين السينما والسياسة كثنائية لا يمكن أن تفصل عن بعضها، وطرح بعض إنتاجات هوليوود كشواهد مبينا الجانب الآخر من الصورة فيها. وتم فتح باب النقاش للحضور ليساهموا بالأسئلة والمداخلات، كما أصدر مجلس الطلبة على هامش الندوة نشرة بعنوان «هوليوود لعبة اليهود» أعدتها الطالبة أحلام منصور عون، وتم توزيع كتاب «هوليوود والعرب» لمحمد رضا، كهدية من بسام الذوادي للحضور.

وتبقى الشاشة الفضية حدودا لا تعرف الحدود، يتكلم فيها الإبداع الفني بما يريد والكل يصغي بانبهار، وحين تتكلم المؤثرات والتقنية فإن العقل يصمت لتتسرب الأفكار بهدوء إلى عقول المشاهدين راسمة ما تشاء من الصور، في أضخم عمليات التعليب الفكري الذي هو سمة هذا الزمن

العدد 226 - السبت 19 أبريل 2003م الموافق 16 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً