وصل النادي الإيطالي إنتر ميلان في زيارة تاريخية إلى البحرين، وسط ترقب جماهيري كبير، إلى اللقاء الذي يقام يوم السبت المقبل على استاد البحرين الوطني، يظهر النجوم العالميون الذين يرافقون الفريق الإيطالي من مختلف بلدان العالم، والذين لهم صولات وجولات من أدائهم القوي والكبير، حتى صاروا عشاقا لشريحة كبيرة من الجماهير التي توافدت إلى المطار، ورافقت الفريق إلى مكان إقامته ومن ثم إلى الاستاد الوطني.

هذا الشعور يعطي فرصة كبيرة للجماهير في استنشاق المتعة في تلك المباراة، وخصوصا أن مدرب الفريق الإيطالي أعلن في مؤتمره الصحافي أنه سيلعب بالقائمة الأساسية من النجوم العالميين، وسيكون الأداء جادا وقويا ولن يتهاون الفريق في هذه المباراة، ما يعطي الانطباع بالاستفادة الكبيرة من هذا اللقاء الكبير.

في المقابل، هناك ترقب آخر من منتخبنا الوطني الأول لملاقاة هذا الفريق الكبير، إذ سيكون في مواجهة تاريخية لن تتكرر إلا بعد حين من الزمن، وبالتالي ستكون فرصة مؤاتية لمدرب الفريق بريغل لبلورة أفكاره في إعداد الفريق خليجي «18» لأنه سيواجه فريقا متكاملا في النواحي الفنية والبدنية والمعنوية، وبالتالي سيكون المردود في هذه النواحي إيجابيا بشرط أن يكون الفريق جادا في اللعب للإعداد لبطولة الخليج، لأننا عندما نلعب أمام فريق بهذا الحجم والشهرة ولديه القدرة الكبيرة على المنافسة، ليس على المستوى الإيطالي فقط بل على المستوى الأوروبي والعالمي، وهذا ما يعطي متعة مشاهدة هذه الكوكبة من النجوم.

المستطيل الأخضر ستترصد له عيون الآلاف من أبناء الوطن والمقيمين، بل ومن الأشقاء في دول الخليج من سيحضر لمشاهدة هذا الفريق العالمي في زيارته التاريخية لاحتفال الاتحاد البحريني بمرور 50 عاما على إنشائه.

نحن نريد من مدرب المنتخب بريغل ولاعبي الفريق ألا تمر هذه المباراة مرور الكرام، من دون أن تكون إعدادا قويا للفريق قبل خليجي «18»، وأن يدخلوا المباراة بفكر كروي يرفع من مستواهم الفني والبدني، وعلى رغم التباين الواضح بينهم وبيننا فإننا نحتاج إلى الجدية والحماس وتطبيق الأمور الفنية بعزيمة وإصرار، حتى وإن دخل مرمانا الكثير من الأهداف، ولكن علينا أن نفكر أيضا فيما بعد هذه المباراة وليس تفكيرا وقتيا حتى نستطيع أن نقول استفدنا منها جيدا.

وقام «الوسط الرياضي» برصد انطباعات بعض المدربين الوطنيين عن هذه الزيارة التاريخية وكيفية الاستفادة منها.

زليخ: الاستفادة تأتي بعقد الندوات مع الإنتر

بدأنا الحديث مع نجم الكرة البحرينية والأهلي السابق حسن زليخ الذي قال: «الاستفادة الوحيدة التي سنجنيها من هذه الزيارة التاريخية تكمن في تجميع الفريق الأساسي، إذ نحن الفريق الوحيد من بين الفرق الخليجية مازلنا خارج السرب في الإعداد وبالتالي عبر هذه المباراة سنستفيد لم شمل الفريق واللعب بالتشكيلة الأساسية».

وأضاف «الحضور الجماهير سيستمتع بمشاهدة لاعبين عالميين شاهدهم من قبل وغنى لهم عبر التلفاز وهو اليوم سيكون في موعد معهم على الطبيعة وبالتالي الجماهير ستستمتع بالمباراة».

وتابع «أعتقد أن مباراة واحدة قوية بهذا الحجم لن تعطيك كل ما تريده في الجوانب الفنية والبدنية، ولكن قد تساعد كثيرا في أمور الانسجام لأنك ستلعب مع فريق عالمي لديه القدرات الفنية الكبيرة وأنا أعتقد أنه لو كانت هناك مباراة أخرى لاستفدنا من الجانب الفني والبدني لأننا سنعالج أخطاء المباراة الأولى ونستطيع أن نستفيد منها كثيرا لإعداد الفريق لخليجي (18)». وقال أيضا: «من المفترض من خلال زيارة الفريق الإيطالي الإنتر أن نستفيد منها ليس فقط بمشاهدة التدريبات والمباراة والجدية بل عقد بعض الندوات والمؤتمرات الصحافية مع المدير الفني واللاعبين ومدرب اللياقة البدنية وحتى الطبيب من خلال التغذية وغيرها من أمور النظام وحتى لو كانت هذه الجلسات مكثفة لأكثر من ساعة». وسألناه: هل المدربون الوطنيون يستفيدون من هذه الزيارة التاريخية؟ فأجاب: «من المؤكد ستكون هناك استفادة كبيرة لأي مدرب من خلال تغيير أسلوب اللعب إلى التوجيه الخاص بالمدير الفني للاعبين الملم بكل شيء والحصول على المعلومات الجديدة فـ 100 بالمئة ستكون هناك استفادة».

الماجد: الزيارة تاريخية ولابد الاستفادة منها

قال المدرب الوطني مدرب المنتخب الوطني لشباب الكرة غازي الماجد: عموما تعتبر هذه الزيارة تاريخية والاستفادة منها جيدة وخصوصا انه سيشارك بالفريق الأساسي كما أعلن بذلك مدربه وهي تجربة مفيدة قبل خليجي (18).

وأضاف «ستكون الاستفادة واضحة للمدرب وخصوصا بتجربة كل اللاعبين بعد الاتفاق بالتبديل لستة لاعبين بين بريغل ومدرب الانتر. ولذلك أنا لا أحبذ أن تتحول المباراة إلى مهرجان لأننا نريدها أن تكون جدية والاستفادة منها فنيا وان تكون هناك مباراة أخرى معهم الا مع ليبيا في معسكر دبي المقبل.

وتابع «الجماهير سيكون لها دور في مشاهدة الانتر على الطبيعة عبر نجومهم الكبار العالميين بدلا من مشاهدتهم في التلفاز وهذا جانب تاريخي».

وقال أيضا «الأمور الفنية من المؤكد سنستفيد منها عبر الاحتكاك مع نجوم عالميين وسيضيفون الجديد والاستفادة ولو بجزء بسيط من اكتساب الخبرة مع وجود هذه الكوكبة من النجوم التي ستكون لديها البصمة الفنية الواضحة ولاعبونا سيتعاملون عن قرب مع هؤلاء النجوم بكرة ومن دون كرة وبالتالي ستكون الاستفادة مثمرة. وأنا اذكر هنا في إحدى اللقاءات مع الهلال السعودي في اعتزال سلمان شريدة يوم جلب الهلال معه ريفيلنيو النجم الكبير في المنتخب البرازيلي الذي أضاف الشيء الكثير والجديد في المستوى الفني واستفدنا كثيرا وأنا أتوقع للقاء سيكون قويا وجديا بحسب ما قاله مدرب الانتر. وقال أيضا» نحن كمدربين سنستفيد من هذه المباراة من خلال حضورنا للتدريبات... بالأمس عقدت لنا محاضرة مع مدرب اللياقة البدنية بالانتر الذي استفدنا كثيرا من خلال المعلومات القيمة في الجانب البدني.

موسى حبيب: الاستفادة للمدرب وللاعب الشهرة

تحدث أيضا عن هذه الزيارة المدرب الوطني موسى حبيب الذي أكد ان الاستفادة ستكون مزدوجة ولكن المدرب سيستفيد أكثر من اللاعب لأنه سيقف على حقيقة مستويات اللاعبين امام هذا الفريق الايطالي المتكامل وهو منافس على بطولات ايطاليا وهنا يستطيع أن يقرأ كل لاعب في مستواه بينما اللاعب لن يستفيد إلا بمشاهدة لاعبي الانتر عن قرب.

وأضاف «هم يستفيدون فقط كشهرة (أي اللاعبين) ويعتمد ذلك على تركيبة المدرب ومدى استعداده الفني لهذه المباراة، وأنا أقول إذا كان هناك استعداد جدي لهذه المباراة من قبل إلى يوم المباراة ماذا بعدها هل هناك استعداد كبير ومتكامل لدخول مباريات خليجي (18)».

وتابع «هذه أول مرة لمنتخب بحريني عبر التاريخ استطاع ان يجلب فريقا عالمياَ وقويا من الممكن الاستفادة منه استعدادا لبطولة الخليج ولابد من الاستفادة منها وهي قوة للفريق نأمل الاستفادة منها».

وسألناه هل تؤيد مشاركه لاعبين من خارج البحرين مع المنتخب في هذه المباراة؟ فأجاب. بصراحة إذا كان هذه الخبر صحيحا بجلب لاعبين من دول الخليج فهذا اكبر خطأ يرتكبه اتحاد الكرة لأن هذه المباراة هي إعدادية لمنتخبنا وليس مهرجانا أو مباراة ترفيهية يعني الهدف الأول والأخير لإعداد المنتخب، وهذا خطأ كبير. والأمر الآخر أن هؤلاء اللاعبين ينافسونك في دورة الخليج وهل يعقل بجلبهم لهذه المباراة؟

وسألناه هل يستفيد المدرب البحريني من هذه المباراة؟ فأجاب كمدرب نستفيد منها بشرط السماح لنا بحضور التدريبات أو عقد ندوات يتحدث فيها المدير الفني عن الطريقة في إعداد الفريق وغيرها من الأمور الفنية ولكن مشاهدة المباراة فقط لا تجلب الفائدة ولذلك نحن نطالب بعقد ندوة عن الأمور الفنية وتوابعها للمدير الفني وغيره من الفريق الايطالي لنستفيد منها نحن باعتبارنا مدربين.

رمضان: هل المباراة إعدادية أم مهرجان تكريم الاتحاد

قال المدرب الوطني مدرب قلالي سعد رمضان: «إن وضع المنتخب أجهله، وهل ستفيده هذه المباراة أم لا، لأنهم سيقابلون فريقا نجومه عالميون وهذه فرصة للبروز والاستفادة واكتساب الخبرة والاحتكاك مع هذا الفريق بصرف النظر عن النتيجة».

وأضاف «لكن ما أريد معرفته، هل هذه المباراة إعدادية لخليجي «18» أم هي مهرجان يشارك فيه عدد من لاعبي الخليج في شوط واحد أو أكثر؟ ولذلك أتمنى إذا شارك هؤلاء اللاعبون مع المنتخب فعلى المدرب إشراك الفريق الأساسي للمنتخب شوطا كاملا لمعرفة نقاط القوة والضعف، وخصوصا مع مثل هذه الفرق لاكتشاف الأخطاء، وأنا أعتقد أن عامل الخبرة يأتي من الاحتكاك واللياقة البدنية ومجاراة الفريق الآخر والتحرك على مساحات اللعب».

وتابع «نحن كمدربين من المؤكد أن نستفيد من هذه المباراة، ولكن نأمل حضور تدريباتهم لنقف عن قرب على مثل هذه الأمور الفنية».

المخرق: احتكاكنا مع الإنتر أكبر استفادة للإعداد لخليجي «18»

قال المدرب الوطني فهد المخرق إن زيارة الإنتر هذا الفريق العالمي مكسب للكرة البحرينية من الناحية الإعلامية والفنية، لأن الفريق جاء ومعه وفد كبير ومن الممكن أن تنقل المباراة إلى إيطاليا بالقنوات الفضائية وتعتبر دعاية إعلامية للكرة البحرينية، والاحتكاك بالمدرسة الإيطالية العريقة، وفيه بعض اللاعبين ممن ساهموا في الحصول على كأس العالم.

وأضاف «أعتقد أن نجوم منتخبنا سيبذلون المجهود الكبير أمام لاعبين لديهم السمعة العالية ويسعون إلى مجاراتهم، وسينعكس ذلك بالإيجاب على النواحي الفنية والتي من دون شك سترتفع، وسيكون مردودها الفني والمعنوي بغض النظر عن النتيجة بأفضل حال، وسيسعى منتخبنا إلى تحقيق نتيجة إيجابية لأن المباراة تعتبر شبه رسمية».

وتابع «الاحتكاك مع هذا الفريق في مثل هذه المباراة يعد افضل من اللعب مع منتخبات تأهلت لكأس العالم، فهذا الفريق يعد الأفضل وسيكتسب الفريق الخبرة خلال المراكز، فمثلا دفاعنا سيواجه هجوما خطيرا من أمثال كريسبو وأدريانو وغيرهما من النجوم، ليعرفوا طريقة إيقاف اللاعب داخل الملعب واستخدام أسلوب مضاد للنواحي الفردية والجماعية، وبذلك يتعلم اللاعب الأمور الحقيقية لطريقة إيقاف اللاعب الخطر، وهذه فرصة لن تتكرر إلا بعد سنين طويلة، وأنا أطالب بأن تكون الزيارات مستمرة بجلب فريق أو اثنين على أقل تقدير خلال السنة الواحدة».

وقال أيضا: «من دون شك كل مدرب عندما يشاهد مثل هذا الفريق بالمشاهدة العينية بدلا من التلفاز يكون واقعا حقيقيا من خلال التحرك واللعب الجماعي والتغييرات وكيفية طريقة اللعب، ونحن كمدربين حضور المباراة أمر مهم جدا لنا».

وتابع «مدرب الفريق الإيطالي مانشيني هذا المدرب العالمي الذي يعد أحد أفضل 10 مدربين عالميين، وهو مدرب قدير ومتمكن وصاحب خبرة وفيرة، فيا حبذا لو تتم استضافته في مؤتمر مفتوح أو قل ندوة صغيرة، يتحدث فيها عن طريقة إعداد الفريق والأمور الفنية وهذه فرصة كبيرة لنستفيد من خبرته في هذا المجال».