استطاع رجال المحرق أن يقلبوا السحر على الساحر هناك في عمان بضيافة نادي النهضة العماني ليعلنوا أنفسهم من جديد أحد طرفي نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد أن خسر الرهان فيه بنسختها الثالثة أمام نادي الفيصلي الأردني بمباراة دراماتيكية الكل يذكرها، ومنها نطوي صفحة تعيسة من صفحات الكرة البحرينية ونفتح صفحة جديدة، بأمل يراودنا أن يتلون بالذهب نهنئ في بدايتها نادي المحرق بمختلف منتسبيه بهذا التأهل الجديد الذي قربنا من حلم أول للكرة البحرينية عبر آسيا، ولم يفرحنا كوننا خسرنا أكثر من مرة نيل شرف الذهب ونحن قريبون منه سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، فالفرحة أصبحت لنا حلم ننتظره بملامسة الذهب فقط لكسر القاعدة الذي اعتدناها بعدم الحصول على الذهب في أية منافسة عدا منتخب الشباب في بطولة صلالة الودية بعمان قبل أعوام قليلة بقيادة الوطنيين غازي الماجد والسيدحسن شبر، ومنتخب الأشبال عندما حقق بطولة امبرو الدولية بمانشستر بالمملكة المتحدة في صيف 2006، فهل يكررها وطني عرف بملامسة الذهب المحلي وهو سلمان شريدة الذي صنع الشيء الكبير مع المنتخب الباكستاني وحصد من مشواره الالقاب الشخصية التي برزته عالميا ومن أبرزها تحسين التصنيف العالمي للفريق في فترة زمنية قصيرة بعد أن قدمت له الثقه من بوابة تدريب خارجية في مملكة ينتمي لها لا تقدم للكفاءات الوطنية التدريبية الثقة الكبيرة ولا الفرصة القليلة.
ولكي لا نخرج عن محور الموضوع المراد بالعنوان الكبير (لم نفرح بعد) هل يتغير إلى (الآن فرحنا) بعد أن يحقق أبطال الثلاثية البحرينية (دوري خليفة بن سلمان، كأس الملك، وكأس ولي العهد) بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مع ترسانة النجوم البحرينيين في الفريق ومعهم المحترفون الذين يتمناهم أي مدرب عندما يجد الفريق الرديف قويا ويوازي الفريق الأساسي، وهي نقطة القوة الكبيرة في الفريق من عدة نقاط إيجابية لدى عناصره التي ستواجه خصما من بلد كروي أقل ما يقال عنه مغمور طموح، ويأمل أن يواصل الصفا مفاجأته بمعانقة الذهب ولكن لا أعتقد أن تاريخ المحرق العريق وخبرته الأكبر في مثل هذه المناسبات الكبيرة وتعطش البحرين بأكلمها للذهب سيسمح لأبناء لبنان بمعانقة ذهب لا يعوض في مناسبة لن تتكرر.
فيكفي الشعب البحريني حسرات من المستديرة ويجب أن ينتهي زمن الوصافة للكرة البحرينية في المنافسات الخليجية والآسيوية لينطلق الذيب الحمر إلى صناعة تاريخ جديد للكرة البحرينية يجلعنا نفرح كثيرا، وليحمل المحرق الذهب الذي استعصى على كل ممثلي البحرين خارجيا وهو الفريق المهيأ الأبرز حاليا في البحرين لبدأ تحقيق الأحلام الخارجية، فكلنا أمل أن يكسر القاعدة ويعتلي منصة التتويج للذهب لا لغيره من مسميات تململنا منها.
لقد حان الوقت لأبناء الذيب أن يبرهنوا للجميع أنه ناد قوي خارجيا ليس محليا فقط، وليبدأ حلم البحرين بالذهب بعد إخفاقات كثيرة وليفرح معها كل بحريني بعيدا عن مطبات ماتشالا مع المنتخب واخفاق ممثلينا في بطولة الأندية الخليجية التي سيذهب كأسها لناد سعودي متمثل بالاهلي أو النصر! فهل يكون الذيب «قول وفعل» ويأكل فريسته أم يكون للصفا رأي آخر ويؤجل الفرحة البحرينية إلى أمد بعيد!
فاضل عباس زهير
العدد 2242 - السبت 25 أكتوبر 2008م الموافق 24 شوال 1429هـ