العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ

«ذي أنسر» قادر على إيجاد الحلول لكل عسيرة

إيفرسون في دنفر ناغتس نعمة أو نقمة؟

سجل ألن ايفرسون 44 نقطة في سلة سياتل سوبرسونيكس في مباراة استعرض فيها مهاراته الفائقة، قبل أن يقف ممازحا مدربه جورج كارل الذي ارتدى قميصا كتب عليه الرقم 800 وهو عدد الانتصارات التي حققها في مسيرته مدربا ضمن الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين في كرة السلة.

كل الأمور تبدو طبيعية إلى ابعد الحدود وخلافا للتوقعات السلبية التي أفرزتها وسائل الإعلام الأميركية عندما قرر ايفرسون الشهر الماضي الانضمام إلى دنفر ناغتس قادما من فيلادلفيا الذي أطلقه إلى عالم النجومية قبل 11 عاما.

وفي شكل عام حصل ايفرسون على ما أراده، وهو الأمر عينه الذي ينطبق على فريقه السابق فيلادلفيا الذي قرر التخلي عنه بقرار مفاجئ. كما يمكن اعتبار إن دنفر حقق مبتغاه بضم عنصر يمكنه إعطاء إضافة أخرى تنقل الفريق إلى مرحلة ابعد، وتجعل منه «بعبعا» للفرق المنافسة التي لطالما استهانت بقدراته، والدليل على ذلك ما حدث الموسم الماضي عندما سعى كل من لوس انجليس كليبرز وممفيس غريزليس إلى تسخير نفسيهما عمدا لضرب موعد مع دنفر ناغتس في الأدوار الاقصائية «البلاي أوف» معتبرين أن مواجهة فريق المدرب كارل ستكون أسهل من غيرها.

وعموما، لا يمكن تجاهل أيا من الاحتمالات المتوقع حدوثها بقوة، وخصوصا أن الأداء الفردي لأيفرسون بدا جليا أمام سياتل ما قد يفرز مشكلة حقيقية للفريق في المستقبل القريب، وعلى وجه التحديد لهداف البطولة الموقوف كارميلو انطوني الذي يرجح أن تشكل عودته بعد انتهاء عقوبة إيقافه 15 مباراة معضلة قد تؤدي إلى كسوف نجم احد اللاعبين الهدافين، ما يدفع للتساؤل عما إذا ما كان وجود ايفرسون في دنفر ناغتس نعمة أو نقمة؟

لا شك في أن قدوم «ذي أنسر» (الجواب) يمكن أن يسد ثغرة القطعة المفقودة في تركيبة دنفر ناغتس الذي أضحى يملك خماسيا مخيفا عماده إلى ايفرسون وانطوني، البرازيلي نيني وماركوس كامبي وجاي آر سميث، لكن السؤال المطروح إلى من سيمنح المدرب كارل الضوء الأخضر للهيمنة على الكرة وإنهاء الهجمات، علما أن ايفرسون اخذ الأمر على عاتقه في فيلادلفيا مقابل اضطلاع انطوني بالدور عينه في دنفر؟ كما يطرح سؤال آخر عن الدور الهجومي الذي سيلعبه بقية اللاعبين في حال منح ايفرسون وانطوني «إجازة» الانطلاق إلى الهجوم منفردين، أو في حال تم تفضيل احدهما على الآخر للعب دور قيادي؟.

لكن إذا أردنا النظر بايجابية إلى المعادلة سيبدو واضحا أن دنفر سيؤمن على الأقل 30 نقطة من احد نجميه في كل مباراة، وذلك بالعودة إلى لغة الأرقام التي تؤكد حجم المبادرات الهجومية الفردية التي يقوم بها ايفرسون وانطوني. وإذا سارت الأوضاع في شكل طبيعي فإن «تعاون» النجمين سيفضي إلى 60 نقطة في كل مباراة، لكن يبقى على «ذي أنسر» المشاغب و»ميلو» السريع الغضب، القبول بأن احدهما سيكون المهيمن على الكرة في بعض الأوقات من دون أن يسقط هذا الشيء فرضية تناغمهما في شكل مفيد للمجموعة، أو تفهمهما أن التسديدة الأخيرة يمكن أن تكون من نصيب احدهما من دون الآخر.

ومعلوم أن المدرب كارل لطالما اشتكى من عدم انضباط لاعبيه من الناحية الهجومية، وهذا ما يرجح تفاقمه مع وجود ايفرسون وانطوني سويا على ارض الملعب، إلا أن «مشكلة» كارل يمكن أن تفرز عاملا ايجابيا، إذ سيضيع مدافعو الفرق المنافسة في إيجاد أسلوب مناسب لإيقاف المد الهجومي «الفوضوي» للفريق الأزرق.

ويدرك المتابعون عن كثب لشخصية ايفرسون أن طبيعة تصرفات الأخير ستشكل عاملا حاسما في اعتبار الصفقة ناجحة أو خاسرة بالنسبة إلى دنفر، إذ يفترض أن يكون الجواب الشافي عند ايفرسون الأكثر خبرة من انطوني الشاب المتحمس الذي يمضي موسمه الثاني فقط في الـ»أن بي آي». لكن المشكلة الحقيقية تبقى في شخصية ايفرسون نفسها، وخصوصا في وجود مدرب على غرار كارل الصارم الذي عرف دائما بمشاداته مع اللاعبين النجوم الذين يتمتعون بشخصيات «ثورية» تشبه تماما ايفرسون. ومن هؤلاء لاعبوه السابقون في سياتل سوبرسونيكس العملاق شون كامب وصانع الألعاب غاري بايتون، وقد تعامل كارل مع اللاعبين «الأشقياء» بإبعادهم عن الفريق واستقدام بدلاء لهم، لكنه هذه المرة استقدم بنفسه أكثر لاعبي «الشوارع» عنادا أي ايفرسون المعروف بطباعه السيئة!

لذا لا يستبعد دخول كارل في تجربة مريرة أخرى مع احد نجومه، إذ على رغم تحقيق الأول أفضل النتائج مع أصحاب الأسماء الرنانة وجد نفسه في مواجهة معهم على غرار الحادثة الشهيرة مع بايتون في إحدى المباريات عندما اتجه الأخير نحو مدربه حاملا الكرة بيده وقائلا: «لم لا تأخذ مكاني في الملعب وتقوم بالدور الدفاعي الذي تطلبه»، وذلك ردا على تعليمات كارل المتواصلة لقيام بايتون بمجهود دفاعي اكبر.

النقطة هنا أن كثيرين يراهنون على تصادم كارل بأيفرسون في وقت سريع، وخصوصا إذا نظرنا إلى الأسباب الأولية التي دفعت فيلادلفيا إلى الاستغناء عن «أكثر اللاعبين قيمة» سابقا، ألا وهي تقاعسه خلال التمارين أو تغيبه عنها، وهو «الخط الأحمر» بالنسبة لكارل الذي يصر على حضور لاعبيه إلى التمارين في الوقت المحدد والتزامهم خلالها من دون تذمر أو كسل.

طبعا لا يبدو ايفرسون اليوم باللون الأزرق عما كان عليه بالأمس باللون الأسود، لكن في حكم المؤكد أن كارل وجماهير دنفر ناغتس سيجلسون مستمتعين بعروض مثيرة مصدرها الوحيد شجاعة وحيوية وموهبة «ذي أنسر» القادر على إيجاد الجواب المناسب لكل مسألة عسيرة.

العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً