العدد 2242 - السبت 25 أكتوبر 2008م الموافق 24 شوال 1429هـ

المواقع والمنتديات الرياضية العربية بين تحديات الأمر الواقع والمطلوب

برزت حديثا ظاهرة انتشار المواقع والمنتديات الرياضية الالكترونية وبشكل كبير، تناقلت الحوادث والأخبار الرياضية المتنوعة، فمنها من عمل بشكل مهني وحافظ على صدقيته أمام الجمهور والإعلام الرياضي، وغيرهم لم يراعوا أية صدقية أو مهنية واعتبرهم البعض دخلاء على الرياضة والإعلام الرياضي من حيث تناقل للأخبار العارية عن الصحة ناهيك عن التجاوزات بحق الرياضيين والإعلاميين العرب.

وللوقوف على بعض أسباب هذه المشكلة قمت باستطلاع آراء بعض الإعلاميين الرياضيين العرب ومديري بعض المواقع الرياضية والمواقع الرسمية لبعض الأندية العربية في هذا التحقيق.

«الجزيرة الرياضية»

أكد مدير موقع الجزيرة الرياضية مروان عازر والحاصل على أفضل المواقع الرياضية للعام 2007 أن معظم المواقع والمنتديات الرياضية لا تحسب على الإعلام الرياضي، فعالم الانترنت الافتراضي يشبه كثيرا العالم الذي نعيش فيه، فقد يتكلم المرء معبرا عن رأيه الخاص، ويتوجه إلى مجموعة من الأصدقاء، وقد يوصل ما يتفوه به إلى الملايين، موضحا أنه علينا دائما النظر إلى الجانب المشرق من أي أمر، واعتبر أن من يتكلم معبرا عن رأيه الخاص يشبه المواقع الشخصية على شبكة الانترنت، ومن يتوجه إلى مجموعة من الأصدقاء يشبه مواقع الهواة، أما من يوصل ما يتفوه به إلى الملايين من القراء، فهو يشبه المواقع الرسمية المحترفة، مشددا على أن المجهود المبذول من قبل الجميع، مجهود محمود يدعو إلى الاحترام والتشجيع.

متنفسا لتبادل الآراء

وعن ظاهرة انتشاء المنتديات الرياضية العشوائية وبعض أثارها السلبية أوضح «عازر» أنه بغض النظر عن التقييم لهذه المنتديات، فإنها تعتبر متنفسا ومكان لتبادل الآراء، ولا ينجم ضرر حتى في حالة الأخبار الخاطئة، ومن يريد الخبر الأكيد عليه الحصول عليه من مصدر رسمي لمواقع محترفة تحافظ على صدقيتها، وأوضح انه لا يرى أية حاجة إلى تنظيم ما سمي بالفوضوية، مؤكدا أن المواقع الرسمية كموقع قناة الجزيرة الرياضية على شبكة الانترنت يمثل في كل ما ينشر قناة الجزيرة الرياضية بشكل رسمي، أما المواقع الخاصة والمنتديات فتمثل آراء مرتاديها ومشرفيها، وهي لا تتعارض مع بعضها، شرط تحليها بآداب الكتابة والنشر والمداخلة، بعيدا عن الشتائم والتجريح والتجنيات.

«كونا»: الرياضة بحاجة لتعدد الآراء

فيما أوضح عضو مجلس نقابة وكالة الأنباء الكويتية «كونا» وسكرتير التحرير الإعلامي طلال الغنام فيها أنه لا يمكن أن تعتبر المواقع الرياضية المنتديات عائقا في طريق الإعلام الرياضي، على اعتبار أنه بطبيعة البشر يرغبون في التغيير والتنقل من موقع إلى آخر للاطلاع على آخر الأخبار الرياضية، مشددا على ضرورة التحقق من صحة الأخبار في هذا المنتدى وذاك الموقع، وعدم بث أي خبر غير صحيح من اجل ضمان الصدقية، وأشار إلى أن الرياضة بحاجة إلى تعدد الآراء ليس فقط من المتخصصين في مجال الرياضة والإعلام الرياضي ولكن من كل فئات الجماهير فيجب إشراكهم في التعبير عن آرائهم وتحليل الوضع الرياضي بصورة شمولية.

فوضوية بعض المواقع والمنتديات

من جانب آخر، أكد الغنام أنه من الصعب التصدي لما تم تسميته بفوضوية هذه المنتديات والتحكم بمخرجات الانترنت وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تكميم الأفواه، ولكن الأجدر بنا أن نتحقق من ماهية هذه المواقع وواقعيتها والحل الناجع هو تركها وشأنها وعدم الدخول لكي يحرج القائمون عليها وتصحيح الخطأ، وأشار إلى أن السبب الرئيسي في انتشاء مثل هذه المواقع والمنتديات أنها سهلة ورخيصة وسهولة نقد أصحابها من دون مسائلة.

سلاح ذو حدين

من جانبه، نفى الإعلامي في قناة العربية الفضائية لطفي الزعبي أن تكون كل المواقع والمنتديات الرياضية العربية عبء على الإعلام الرياضي، معتبرا أن هناك منتديات تتحرى الصدقية، وان لم تكن كثيرة لكن لابد من الأخطاء والعثرات، مشيرا إلى انه يوجد هيئة رقابة لممثل هذه المنتديات ربما يضعها على الطريق الصحيح، وعن الانتشار الهائل للمنتديات الرياضية العشوائية وثقافتها أكد انه لا نستطيع أن نجزم بالمطلق أن المنتديات جميعها سلبية وكل ما فيها لا يأتي بخير، مشيرا إلى انه يوجد أخطاء وأخبار غير دقيقة لا تعتمد على مصادر موثوقة، لكنها ربما فرصة أن يتنفس الناس من خلالها على حد قوله.

الحاجة أم الاختراع

واعتبر أن السبب الرئيسي وراء انتشاء هذه المنتديات بأن «الحاجة أم الاختراع»، وأحيانا كثيرة الناس لا تستطيع أن تعبر عن نفسها وعما في داخلها عبر الوسائل الإعلامية الرسمية، فيتجهون إلى المنتديات، من جانب آخر أكد أن الدخلاء كثر على الإعلام الرياضي وليست المنتديات وحدها معتبرا أن المنتديات اقل من تأثير من أشياء أخرى، مضيفا أن من يريد أخبار بصدقية يجدها في الأماكن التي تحترم نفسها ومن يريد أخبار أي كلام بإمكانه البحث عنها بين يدي صعاليك الإعلام.

أمر واقع

أما الإعلامي في قناة «MBC» مصطفى الأغا فقد شدد على أن هناك مواقع رياضية جيدة جدا تساهم في دفع الرياضة وتساعد المتصفحين ومتابعي الرياضة في معرفة جميع الأخبار والموضوعات، وأنها لن تكون عبئاَ على الإعلام الرياضي، موضحا أن التعليقات التي تصدر من بعض الصبية والشتائم وحالات التذاكي على أصحاب الخبرة من إعلاميين ومدربين وإداريين خصوصا من قبل من لا خبرة لهم ولا حتى دراية في الرياضة هي التي تشوه المنتديات وتجعلها حالة سلبية أكثر منها ايجابية، وعما أشيع عن وجود ما يسمي بثقافة المنتديات أكد الآغا أنها ليست منتديات وما ينشر فيها لا علاقة له أصلا بالثقافة خصوصا المنتديات العشوائية، بل هي عملية تعبئة فراغات وخربشات على السطور، مشيرا إلى أن المنتديات الحقيقية والمحترفة هي نتاج طبيعي للتطور التقني والتكنولوجي الذي طرأ على العالم، وأوضح أن هذه المنتديات لاشك في حالة جديدة يجب أن نتعامل معها بكل واقعية لأنها أساسا أمر واقع لايمكن نكرانه أو التغاضي عنه، ورأي الأغا أن الإعلام الرياضي يجب أن يرتقي بسويته وبسوية العاملين فيه حتى يكون الفارق واضحا وصريحا بين الجيد والسيئ.

ما بين الإيجاب والسلب

في السياق ذاته اعتبرت الإعلامية في صحيفة النهار المغربية «خديجة حريري» أن المنتديات العربية الرياضية يمكن رؤيتها من زاويتين، الزاوية الأولى إيجابية من حيث أن المرتادين لهذه المنتديات هم من يقومون بدور الصحافي في البحث عن الأخبار وكشف مجموعة من الحقائق وأحيانا بدلائل مثل الصور الفوتوغرافية والفيديو، فيما الزاوية الثانية سلبية بالنظر لأن بعض مرتادي هذه المنتديات يكون كلامهم بعيدا عن الصواب وأحيانا خارجا عن الأخلاق من سب وشتم لأشخاص من الوسط الرياضي، كما يدخل البعض منهم في حرب كلامية مع مواقع أو صحف وهو ما يخرج عن الآداب العامة، وأوضحت أن هناك بعض المنتديات التي تنقل أخبارا من مصادر رسمية، مثل مواقع الأندية والاتحادات العالمية، وهناك العكس أي أن بعض الأخبار التي يتم تداولها في هذه المنتديات لا تكون مبنية على أساس صحيح، لذلك فإن الأخبار الموجودة في المنتديات يجب أن تخضع للتأكيد قبل الأخذ بها.

إعلاميون جدد

من جانب آخر، اعتبرت «حريري» أن مستخدمي المنتديات هم الإعلاميون الجدد بحيث نجد الكثير منهم يعمل بجد كبير في البحث عن الخبر الرياضي وتحقيق السبق عن باقي المنتديات الأخرى، بل أحيانا يكون الإعلاميون الجدد أول من يأتي بالخبر مقارنة مع وكالات الأنباء، ولا اعتبر أن هذه المنتديات تعد مأزقا للإعلام الرياضي العربي بل هي إضافة يمكن الاستفادة منها، كما أنها تدخل الإعلاميين في منافسة جديدة مع رواد المنتديات والقيام ريبورتاجات وتحقيقات أقوى من تلك التي يقوم بها مرتادو المنتديات.

مواقع الأندية العربية

أكد مدير شبكة الزعيم الإلكترونية التابعة لنادي الهلال السعودي أن العلاقة بين إدارة النادي والجماهير علاقة تسودها الود والاحترام وتبادل وجهات النظر من خلال فتح مجال للاستماع الجماهير وتناقل الأخبار الصادقة من مصدرها الأصلي، ونفى أن تكون هناك أي قرارات تصدر من النادي لا تحظى بقبول الجمهور على اعتبار الثقة المتبادلة، وعن اثر الثقافة الرياضية لدى الأعضاء المنتسبين لموقع ومنتديات الهلال السعودي أوضح أنه على رغم وجود تفاوت في مستوى الثقافات بين الأعضاء فإن الغالبية العظمي على قدر من هذه الثقافة التي انعكست بشكل ايجابي على المنتدى، إذ يوجد لدينا لجنة إعلامية على قدر من المعرفة والثقافة وتتابع جميع أخبار وقضايا النادي، لافتا إلى وجود فئة من الأعضاء لا هدف لهم لكنهم على حد قوله يحاولون التصدي لمثل هذه النماذج من خلال نصحهم وتوجيههم من أجل الشكل العام والمضمون للموقع.

متابعة الجماهير أمر ملح

من جانب آخر، أوضح مدير موقع «نادي القادسية» الكويتي انه على رغم حرص ادارة موقع النادي على التواصل مع جماهيرها واخذ رأيها بعين الاعتبار فإن للإدارة وجهة نظر خاصة لا يعرفها الجماهير، فالإدارة لديها محامون وجهاز فني وكل شخص له طريقة عمله ما يجعل الإدارة تتخذ قراراتها سليمة دائما، مشددا على أن الموقع حريص على متابعة أخبار النادي من مصدرها الأساسي التي تتعلق باللاعبين والمدربين والإداريين وكل ما يتعلق بأمور النادي، وهذا ما أضاف للأعضاء المنتسبين الصدقية وتطوير ثقافتهم الرياضية خصوصا عند مناقشة بعض الأمور التي تخص أفكار المدربين والخطط التي يتم وضعها في الملعب ولماذا اشرك اللاعب هذا ولماذا لم يشرك الاخر.

صدقية نقل الأخبار

أكد أسامة إسماعيل مدير الموقع الإلكتروني لنادي «العين الرياضي» بدولة الإمارات العربية المتحدة أن علاقة زوار الموقع بإدارة النادي من خلال الموقع الالكتروني علاقة تبادلية، إذ إبداء الآراء والاقتراحات بين الطرفين، والتأكيد على نشر الأخبار الصادقة، وعلى رغم انه لا يوجد منتدى يجمع الأعضاء كباقي مواقع الأندية الأخرى، أوضح أن رأي الجماهير موضع اهتمام من قبل المسئولين عن النادي.

هذا وتبقى الكلمة الصادقة لاتغطى بغربال، والمواقع الرياضية والصحافيين الذين يحترمون أنفسهم وقراءهم هم الباقون تحت الشمس لا خوف علهيم ولا ضرر، متحديين بصدقهم كل الدخلاء على المهنة

العدد 2242 - السبت 25 أكتوبر 2008م الموافق 24 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً