العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ

هل «الراقصة» تناسب إعداد منتخبنا لخليجي (18)؟

في أمسية الاحتفاء بالضيف الإيطالي في الريتز كارلتون

فقرة الراقصة العارية في برنامج احتفاء المؤسسة العامة للشباب والرياضة مع اتحاد الكرة والشركة الراعية للمباراة ميدل ايست بالنادي الإيطالي الزائر إلى البحرين للعب مباراة واحدة هذا اليوم، والذي أقيم في مقر إقامة الفريق الضيف بفندق الريتز كارلتون بمنطقة السيف ليلة الجمعة الماضية، وجهت ضربة قاضية لمنظمي هذا الاحتفاء، ضاربة الأخلاق الدينية والرياضية عرض الحائط، من دون أن تكون هناك ضرورة ملحة لهذه الفقرة الفاضحة.

نحن هنا نريد أن نوجه سؤالا ونأمل الإجابة عليه من قبل المختصين في الشئون النفسية لإعداد الفرق للبطولات المحلية والخارجية، هل إحضار راقصة عارية تتمايل يمينا وشمالا والعيون ترنو إليها بقلوب خالية من الحياء، يساهم في إيصال الجانب المعنوي إلى المستوى المطلوب؟

فتشوا في العالم كله ولا تذهبوا بعيدا، فعندكم الفريق الايطالي بطاقمه الفني والإداري والطبي والنفسي، واسألوهم عن طريقة إعداد الفريق النفسية، وهل يسمحون للاعبين بدخول المباراة أو السهر مع الراقصات الماجنات في ليلة المباراة أو في فترة الإعداد لبطولة مهمة، سواء كانت محلية أو خارجية، أم ان المسئول في هذا النادي وفي غيره من الأندية الأوروبية تشدد على اللاعبين عبر أنظمتها الملزمة بعدم الوقوع في مثل هذه الأمور، وإن كانت طبيعية بالنسبة إليهم، ولكنها مؤثرة عليهم وعلى مستوياتهم الفنية داخل الملعب.

ولنأخذ معجزة الكرة الأرجنتيني مارادونا الذي ملك القلوب بمهاراته الفردية، والتي عجزت كل طرق اللعب عن إيقاف خطورته وقدرته التهديفية أو إيقاف كراته السحرية من بين قدمه اليسرى التي تتلاعب بالمنافسين الآخرين، ولكن عندما مال هذا النجم الكبير عن الطريق الصحيح، ماذا كانت النتيجة؛ أنهى حياته الكروية وسط مشكلات قادته إلى السجن والجميع يعرف تفاصيلها!

في المقابل جميعنا يعرف أسطورة الكرة العالمية البرازيلي بيليه، الذي مازال مضرب المثل، عندما كان نجما بارعا في الملعب وحسنا بأخلاقه خارجه، لم نسمع عنه ما يخدش الحياء، فاستطاع أن يملك القلوب بهذه الروح الرياضية واعتزل الكرة وهو في قمة المستوى الأخلاقي له، وأنا هنا لا أقارن أخلاقيات الإنسان الغربي بالإنسان المسلم الملتزم، ولكن أتحدث عن الإنسان في الجانب الرياضي والمحافظة على نفسه من الانزلاقات الانحرافية، ليواصل مشواره الكروي من دون مشكلات تقوده إلى نهاية مرة.

نعود إلى منتخبنا الوطني الذي يعد العدة لخليجي (18) والتي لا يفصلنا عنها سوى 12 يوما فقط، وهذه الفترة تحتاج إلى الإعداد النفسي والفني والتركيز الذهني وزرع حب المنافسة في نفوس نجومنا لا جرّهم إلى الهاوية. هل هذه الراقصة العارية تمثل إضافة جديدة في الأمور النفسية يستطيع من خلالها نجومنا أن يكونوا كبارا في مباراة اليوم؟ أوَ لن تؤثر عليهم مثل هذه المَشاهد الفاضحة؟

ومن ثم فالسؤال المهم: هل حقا هذا ما لدينا في البحرين حتى نجبر أبناء الطليان على مشاهدته لنقول لهم هذه حضارتنا وتراثنا من دون حياء أو خجل؟ وهل هذا هو الانطباع العام الذي نريد من الطليان أن يأخذوه عن شعب البحرين بأنهم يغرقون وسط هذه الأخلاقيات المرفوضة دينا وعرفا؟ نحن نعتبر ما حدث إساءة بحق الدين والوطن وأبناء المملكة الغالية.

ألا يكفي ما حدث لمنتخبنا الوطني في مباراته أمام تايلند في بانكوك في تصفيات كأس العالم 2002 عندما خرج بعض اللاعبين عن النص وعادوا إلى الفندق وهم في حال يرثى لها؟ التفاصيل معروفة ... واليوم يتكرر الخطأ نفسه بهذه الفقرة الفاضحة، وبعدها سنتباكى على نتائجنا السلبية في بطولة الخليج المقبلة! أخيرا نقول: من المسئول ومن يتحمل مثل هذه المسئولية في إعداد فريقنا في الجانب النفسي؟

العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً