العدد 1586 - الإثنين 08 يناير 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1427هـ

وزراء «أوبك» يتشاورون بشأن انخفاض أسعار النفط

برميل النفط يقارب 57 دولارا

ارتفعت أسعار النفط الخام مقتربة من 57 دولارا مواصلة الانتعاش إثر هبوطها الحاد في الأسبوع الماضي فيما أثار بعض أعضاء أوبك احتمال تطبيق خفض أكبر للإمدادات بالتلميح لان المنظمة قد تجتمع في وقت مبكر في الشهر المقبل.

وبحلول الساعة 07:14 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأميركي الخفيف 26 سنتا إلى 57.56 دولارا عقب نزوله نحو ثمانية في المئة في الأسبوع الماضي. وزاد مزيج برنت 28 سنتا إلى 92.55 دولارأ.

وارتفعت الأسعار 3.1 في المئة يوم الجمعة بعد أن فقدت نحو ثلاثة دولارات في كل من اليومين السابقين وسط تكهنات بان الوضع قد يحمل أوبك على التدخل مرة أخرى.

وقال محللون: إن تحسنا غير متوقع في بيانات الوظائف الأميركية ساعد السوق على الصعود مع تقلص المخاوف من تراجع اقتصادي حاد في أكبر دولة مستهلكة للوقود في العالم. وقالت وزارة العمل الأميركية انه تم توفير 167 ألف فرصة عمل جديدة في الشهر الماضي وهو رقم أعلى من التوقعات.

وقال اندرو هارينجتون المحلل في ايه.ان.زد بنك: «انخفضت الأسعار بشكل حاد وكان رد فعل أوبك الحديث عن احتمال عقد اجتماع استثنائي وربما يكون ذلك دعم السوق قليلا وساعد على صعود الأسعار».

وصرح رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا شكري غانم يوم الجمعة أن تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها أوبك الشهر الماضي لم تقض على اختلال السوق وأن المنظمة قد تحتاج إلى الاجتماع قريبا.

وقال غانم «مازالت هناك بعض الزيادات في المخزونات. سنرى ما إذا كان التوازن سيستمر فعلا وفي هذه الحال فلا بأس. وإن لم يكن الأمر كذلك فسوف نطلب عقد اجتماع في فبراير/ شباط أو مارس/ آذار».

وكان أعضاء أوبك قد اتفقوا في الشهر الماضي على خفض الإمدادات بواقع 500 ألف برميل يوميا بدءا من أول فبراير لكن أسعار النفط الخام انخفضت مع تنامي المخزونات الأميركية واعتدال الطقس على غير المعتاد في أكبر أسواق العالم استهلاكا للنفط.

ويتوقع أن يقل متوسط الطلب على وقود التدفئة كثيرا عن المستوى المعتاد في الأيام الخمسة المقبلة وتتنبأ وكالة أرصاد جوية خاصة أن تكون درجات الحرارة خلال فترة من ستة إلى عشرة أيام أعلى من المعتاد.

ونزلت أسعار النفط نحو 30 في المئة من مستوى 40.78 دولارا القياسي الذي سجلته في يوليو/ تموز الماضي ويقول بعض المحللين: إنه قد يكون من الصعب أن تنتعش الأسعار سريعا.

وقال هارينجتون: «لا أعتقد أن من المعقول توقع أن نشهد أسعار فوق 60 دولارا على المدى القريب في ظل مخزون الوقود القوي وتوقعات الطقس. من المرجح أن تبقى الأسعار في منتصف الخمسينات حتى مع بدء تنفيذ تخفيضات أوبك».

وخفض بنك جولدمان ساكس وهو من أكثر المصارف نشاطا في الاستثمار في النفط توقعاته للعام 2007 للمرة الثانية في أسبوعين بسبب اعتدال الطقس وإن كان لايزال يتوقع انتعاش الخام الأميركي من مستواه الضعيف الحالي ليسجل 69 دولارا في المتوسط هذا العام.

وقال محللون إن العوامل السياسية مثل تصاعد العنف في الشرق الأوسط والمواجهة بين إيران والغرب بشأن طموحات إيران النووية قد تؤدي لمزيد من المكاسب.

ويوم الجمعة أظهر مسح أجرته رويترز أن أوبك لم تحقق تقدما تذكر في خفض الإمدادات في ديسمبر/ كانون الأول من أجل دعم الأسعار إذ غطت زيادة الإنتاج في بعض الدول الأعضاء في أوبك على التخفيضات التي طبقتها السعودية ودول أخرى.

وأظهر المسح أن إنتاج الدول العشر الملتزمة بحصص إنتاج بلغ 96.26 مليون برميل يوميا بارتفاع 60 ألف برميل عن نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقلت الإمدادات في ديسمبر بواقع 680 ألف برميل يوميا عما كانت عليه في أكتوبر/ تشرين الأول ويزيد الرقم قليلا عن نصف التخفيضات التي تعهدت أوبك بتطبيقها في أول نوفمبر.

أوبك تتشاور بشأن انخفاض أسعار النفط

وقال مندوب رفيع لدى منظمة أوبك يوم أمس (الإثنين): إن أعضاء المنظمة يشعرون بالقلق للانخفاض الحاد في أسعار النفط ويجرون مشاورات حول إمكان اتخاذ تدابير جديدة لتحقيق استقرار الأسواق.

لكن أسعار النفط انخفضت نحو ثمانية في المئة الأسبوع الماضي لتهبط دون 56 دولارا للبرميل بفعل اعتدال الطقس وارتفاع المخزونات.

وأبلغ المندوب رويترز «الانخفاض السريع والكبير في الأسعار الأسبوع الماضي قلق منتجي النفط».

وأضاف «هناك مشاورات ومناقشات بين وزراء أوبك... المشاورات تتعلق بآراء مختلفة بشأن السوق والتأكد من الالتزام بتخفيضات الإنتاج ومناقشة أفكار مختلفة بشأن اتخاذ إجراء إضافي إذا تطلب الأمر».

السعودية تخفض إنتاج فبراير

وفي السياق ذاته قال مصدر سعودي يوم أمس: إن السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ستخفض إنتاجها بواقع 158 ألف برميل يوميا بداية من فبراير/ شباط تمشيا مع أحدث اتفاق لخفض إنتاج منظمة أوبك.

وصرح المصدر لرويترز «سننفذ تخفيضات الإنتاج المتفق عليها في ابوجا والدوحة بالكامل».

وأكد المصدر أن إجمالي التخفيضات التي ستطبقها المملكة ستصل إلى 538 ألف برميل يوميا منها 158 ألف برميل بداية من أول فبراير بالإضافة إلى 380 ألف برميل في نوفمبر الماضي.

بذلك ينخفض إنتاج السعودية إلى نحو 5.8 ملايين برميل يوميا.

وفي الشهر الماضي في ابوجا بنيجيريا اتفقت منظمة أوبك على خفض الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا بداية من أول فبراير بالإضافة إلى خفض 2.1 مليون برميل يوميا بداية من نوفمبر وفقا لاتفاق سبق التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة.

توقف تدفق النفط الروسي إلى بولندا وألمانيا

قال مسئولون بولنديون يوم أمس (الإثنين): إن خط أنابيب نفط روسي ينقل الإمدادات عبر روسيا البيضاء إلى بولندا وألمانيا توقف عن العمل الليلة الماضية في أحدث تطور لخلاف تجاري بين موسكو ومينسك. وفي الأسبوع الماضي تعهدت الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان بتنحية خلافاتهما جانبا والاستمرار في ضخ النفط إلى بقية أوروبا التي تعتمد مصافيها بدرجة كبيرة على الإمدادات الروسية في إنتاج وقود التدفئة وغيره من المنتجات النفطية.

وتعمقت حدة الخلاف يوم الأحد أمس الأول عندما أرسلت روسيا البيضاء طلب استدعاء لرئيس شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط الأنابيب الروسية وطلبت روسيا إلغاء رسوم مرور النفط التي فرضتها روسيا البيضاء.

وأبلغ بيوتر نايمسكي نائب وزير النفط البولندي المسئول عن سياسات الطاقة محطة تلفزيون تي.في.ان24 «على حد علمي الأمر يتعلق بخلاف بين روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء بشأن رسوم التصدير من ناحية ورسوم المرور من ناحية أخرى».

واهتز التحالف الاستراتيجي بين روسيا وروسيا البيضاء بقرار روسيا فرض رسوم على مبيعات النفط لجارتها ومضاعفة أسعار الغاز الروسي وحظر واردات السكر من روسيا البيضاء.

ورد الكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء الذي تلقبه واشنطن بآخر دكتاتور في أوروبا بفرض رسوم على مرور النفط الروسي عبر أراضي بلاده.

ورفض متحدث باسم شركة النفط الحكومية في روسيا البيضاء التعليق على الوضع وطلب من الصحافيين توجيه أسئلتهم لترانسنفت.

اتهمت شركة ترانسنفت جمهورية روسيا البيضاء بسرقة النفط الخام من خط أنابيب دروجبا (الصداقة) وقالت: إنها ستبذل قصارى جهدها لتحويل مسار الإمدادات التي تعطلت إلى عملائها في أوروبا.

وقال سيميون فينشتوك رئيس ترانسنفت في تصريحات نقلتها وكالة الإعلام الروسية: «ترانسنفت تبذل في الوقت الحالي كل ما في وسعها لزيادة الصادرات عن طريق مسارات بديلة الى عملائها في غرب أوروبا».

وقال متعامل في سوق النفط لدي شركة روسية كبيرة «ابلغنا أن ترانسنفت تحاول تسوية الخلاف منذ صباح أمس وأن الصادرات قد تستأنف».

وارتفعت أسعار النفط نحو 30 سنتا بعد هذه الأنباء. وفي الساعة 09:50 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام الأميركي 59 سنتا إلى 90.56 دولار للبرميل.

وفي وارسو قالت وزارة الاقتصاد يوم أمس (الإثنين): إن بولندا لديها مخزونات نفطي ة تكفي استهلاكها لمدة 80 يوما.

وأضافت الوزارة في بيان إن مصفاتي بي.كيه.ان اورلين ولتوتس «لديهما احتياطيات تكفي لحين بدء وصول المزيد من النفط عن طريق البحر إلى ميناء جدانس ك النفطي».

وأضاف البيان «بولندا لديها كذلك مخزونات من النفط الخام والمنتجات تكفي 80 يوما يمكن لوزارة الاقتصاد السحب منها». وروسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم وتورد نحو خمس احتياجات ألمانيا.

وخط أنابيب دروجبا الواصل إلى وسط أوروبا من أكبر خطوط الأنابيب في العالم

برنت يرتفع مدعوما بخفض السعودية الإنتاج

وارتفع مزيج برنت في التعاملات الآجلة يوم أمس عقب توقف إمدادات نفطية لبولندا وألمانيا عبر خط أنابيب روسي وعقب إعلان السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تفاصيل تخفيضات الإنتاج بدءا من فبراير/ شباط.

ويأتي صعود النفط يوم أمس عقب هبوط حاد في الأسبوع الماضي بسبب اعتدال الطقس في شمال شرق الولايات المتحدة مما خفض الطلب على وقود التدفئة.

وبحلول الساعة 10:33 بتوقيت جرينتش ارتفع خام برنت 51.0 دولارا للبرميل إلى 15.56 دولارا بينما زاد الخام الأميركي 39.0 دولارا إلى 70.56 دولارا.

وزاد السولار (زيت الغاز) عشرة دولارات إلى 75.496 دولارا للطن.

العدد 1586 - الإثنين 08 يناير 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً