العدد 1589 - الخميس 11 يناير 2007م الموافق 21 ذي الحجة 1427هـ

قالت الصحف

الدبلوماسية قبل المواجهة العسكرية مع إيران 

11 يناير 2007

انصب اهتمام الصحف البريطانية على المواجهة النووية المحتملة بين «إسرائيل» وإيران، ودعت إلى منح الدبلوماسية وقتا كافيا لتلعب دورها، كما تناولت مقالا يدعو الديمقراطيين إلى عمل شيء ما حيال الحرب على العراق.

العواقب وخيمة على الجميع

خصصت صحيفة «إندبندنت» افتتاحيتها للتعليق على ما تسرب عن خطط إسرائيلية لقصف المنشآت النووية الإيرانية، ودعت «إسرائيل» إلى التريث ومنح الدبلوماسية مزيدا من الوقت قبل دخول المواجهة العسكرية؛ لأن عواقبها ستكون مأسوية على الجميع. واستهلت الصحيفة مقدمتها بالقول: «إن الغرب - بما لا يقبل الشك - ينجر إلى مواجهة عسكرية مع إيران قد تأتي بعواقب غير محسوبة بل ومخيفة»، مشيرة إلى أن القصد من سلسلة التسريبات عن مثل تلك الأنباء وما يتبعها من نفي ينبغي ألا ينطلي على أحد. ومضت الصحيفة تقول: «إن النفي يخدم الهدف ذاته الذي يخدمه التسريب وهو تكييف الرأي العام الغربي وتهيئته لحرب محتملة، بحيث يتم التصديق عليها عبر الإحساس بالحتمية، كما حدث في الحرب العراقية عندما تهيأ العالم لغياب أي بديل آخر».

ولكن الصحيفة حذرت من أن هذه الهجمة الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية ستواجه عقبات لوجستية مثل: توزيع المواقع وعمقها تحت الأرض. كما أن هذه الحرب من شأنها أن تدمر العلاقات مع العالم الإسلامي الذي يتنامى عددا والذي لم يعد على عتبة ديارنا، بل أضحى جزءا من مجتمعنا. واختتمت الصحيفة بالدعوة إلى الاستعداد لمواجهة توتر قد يصل إلى أعلى مستوياته إذا ما بدا في عيون المسلمين أن الغرب ينخرط في هجوم على دولة ديمقراطية.

مزيد من الضغط

أما صحيفة «ديلي تلغراف» التي لم تختلف عن غيرها في الحديث عن حتمية اقتراب مواجهة نووية بين «إسرائيل» وإيران، فقد كانت أكثر صرامة، وقالت: «إن المجتمع الدولي الآن لم يعد يقبل الاستماع إلى الحديث عن أسلحة دمار شامل»، محذرة من أن العالم، إذا لم يحرك ساكنا، فهو يشجع «إسرائيل» على جلب الفوضى للمنطقة. ولفتت الصحيفة النظر إلى أنه لم يعد الآن بمقدور أحد إيقاف إيران من دون اكتسابها المعرفة والمواد التي تسهم في صناعة الأسلحة النووية، كما أن البرنامج النووي الإيراني ليس بهشاشة الموقع العراقي.

ودعت الصحيفة إلى ممارسة المزيد من الضغط على إيران عبر فرض العقوبات الفاعلة وتجميد الموجودات الإيرانية وفرض حصار شبيه بما شل نظام صدام حسين في التسعينات. كما ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، وقالت: «إن الوقت قد حان للاستعاضة عن النظام الحالي في إيران بنظام قادر على التعامل مع دول المنطقة بناء على احترام السلطات وحقوق الإنسان والقانون الدولي»، مسدية نصيحة برعاية المنشقين الإيرانيين من طلاب وعَلمانيين وغيرهم.

تلكؤ ديمقراطي

أما في الشأن العراقي وما يترتب على بقاء القوات الأميركية هناك من سقوط عدد كبير من قتلاها، فكتب غاري يونغ مقالا في صحيفة «غارديان» يقول فيه: «إن الكثير من الأبناء يسقطون من دون أن يحرك الديمقراطيون ساكنا لوقف الحرب». وقال الكاتب: «إن الديمقراطيين فشلوا حتى الآن في التعاطي مع السبب الذي لأجله تم انتخابهم»، معربا عن أسفه لعجز الرأي العام عن إرغامهم على فعل شيء. وتابع أن «مشهد الجنائز في ميتشيغان بات مألوفا هذه الأيام، إذ تقام مراسيم ما لا يقل عن 3 جنائز»، مشيرا إلى أن الارتفاع في عدد الضحايا لا يحدث تغييرا ولو قليلا في وجهة نظر أميركا تجاه الحرب. وعزا الكاتب تجاهل الديمقراطيين السبب الذي تم اختيارهم من أجله، إلى أمرين: أولا أن الديمقراطيين لا يملكون موقفا موحدا تجاه الحرب، وثانيا أنه ليس ثمة حد لما يمكنهم أن يفعلوه دستوريا إزاء الحرب سوى رفض تمويلها.

العدد 1589 - الخميس 11 يناير 2007م الموافق 21 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً