«إنا لله وإنا إليه راجعون» ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... «كل نفس ذائقة الموت»... تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة فقيدنا الشاب المحبوب ابن البحرين الغالي سمير عبدالله ورحيله إلى الرفيق الأعلى حاملا معه أسراره والغصة التي كنا فيها على حاله المؤسف الذي أفجع قلوبنا.
أولا، علينا التسليم بقضاء الله وقدره فهو الملك الحق الذي بيده عاقبة الأمور من الحياة والموت والبعث، ولا شريك له في الملك ولا رادّ لقضائه وله الحمد على كل شيء في السرّاء والضرّاء.
قبل كل شيء، نعزي أنفسنا جميعا ونعزي عائلة فقيدنا الشاب النجم المحبوب المرحوم سمير عبدالله الذي وُري الثرى بعد ظهر يوم أمس في مقبرة سماهيج، بحضور عدد كبير من أبناء المنطقة الذين توافدوا بكثافة للمشاركة في مراسم تشييعه بدموع الأسف والحسرة، ولوحظ وجود عدد لا بأس به من زملائه اللاعبين وخصوصا النادي الأهلي، ونجم المحرق الكروي محمد جعفر ورئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد عبدالرحمن بوعلي أيضا كان موجودا هناك.
هذا النجم الفقيد الذي أفنى حياته وسخرّها في سبيل رفع الرايات الحمراء واسم المملكة الغالية عاليا في سماء المحافل العالمي، ولن ننسى يوم أن حمى عريننا بكل فدائية وبسالة وساهم في الانتصارات الكبيرة لمنتخبنا الوطني لشباب اليد قادته إلى نهائيات كأس العالم في الأرجنتين في العام 1988، وهذا الحدث المهم لوحده يشفع للفقيد قبل وفاته في أن يحصل على العلاج المناسب قبل فوات الأوان عندما كانت الفرصة مهيأة لنقله إلى الخارج، ولكن من يملك القرار لم يتحرك إلا بعد أن بلغت التراقي وحينها لم ينفع الندم ولا الأسف.
يوم أمس (الجمعة) حُمِل فقيدنا الشاب على الأكف بدموع الأسى والحسرة تتعاقبه الأيدي من أهله وذويه وأصدقائه وأقاربه وأبناء منطقته وكل أحبائه، جاءوا إلى سماهيج لينظروا النظرة الأخيرة التي فيها الوداع الأخير والفراق الذي لا اجتماع بعده، وهذه الحكمة الإلهية في فرض الموت والحياة. كان «الوسط الرياضي» موجودا في يوم تشييع هذا الشاب الغالي، وشارك عائلته وأهله وأصدقاءه وأحباءه وأبناء منطقته وزملاءه اللاعبين، الذين توافدوا إلى سماهيج وقلوبهم تعتصر ألما ليلقوا عليه النظرات الأخيرة قبل أن يعودوا إلى مقر إقامتهم في المناطق التي يقطنونها، حاملين معهم المشاعر الجياشة بالحب إلى أخيهم العزيز المرحوم الشاب سمير.
وتحدث «الوسط الرياضي» الى زملاء الفقيد العزيز الذين حضروا التشييع وهم سعيد جوهر ومحمد أحمد وأحمد عبدالنبي وعلي العنزور وفاضل الساري وعبدالله بوعلي، إذ أشادوا بالنجم الفقيد الذي قضى مشواره الرياضي إخلاصا وحبا للمملكة مساهما معهم في تحقيق الانجازات المشهودة.
ولا ندري هل عجزت الأكف عن مدّ يد العون لهذا الفقيد الغالي لتنتشله من تدهور صحته إثر الحادث المؤلم الذي تعرض له قبل نحو شهر تقريبا، وخصوصا خلال الأيام الأولى من الحادث إذ كانت الفرصة مؤاتية وسانحة بشكل كبير لإنقاذه عبر التحرك السريع لنقله إلى الخارج، ولكن لم نر أية استجابة لجميع الاستغاثات التي أطلقت عبر الصحافة المحلية وخصوصا في «الوسط الرياضي»، الذي تفاعل مع الحدث وطالب الجميع ومن ضمنهم المسئولون عن الرياضة بأن يسمعوا نداء الواجب الوطني لإنقاذ ابن من أبنائها البررة والمخلصين، ولكن بعد الضغط الكبير وبعد مرور من الوقت الكثير وبعد فوات الأوان لاحظنا التحرك نحو الإنقاذ في الوقت بدل الضائع والذي لم يفد ولم ينفع، إذ كان من الصعب نقل الفقيد الغالي الى الخارج لتكملة العلاج بحسب ما أفاد به الأطباء المباشرون في علاجه في العسكري.
«الوسط الرياضي» وهو يشارك في التشييع يتساءل عن الأسباب التي أخرت المسئولين عن التحرك لإنقاذ فقيدنا الغالي قبل أن يدخل في حال الحرج والتي صعب معها علاجه ونقله إلى الخارج، وبعدما بُحت الأصوات وجفت الأقلام وطويت الصحف ووصل الفقيد الغالي إلى الحال الميئوس، حينها تحرك الصوت الرسمي ولكن لا فائدة من هذا التحرك، مع يقيننا التام بأن القضاء والقدر أمر حتمي على كل إنسان سواء كان مريضا أو متعافيا ولا اعتراض على ذلك، ولكن كان الإهمال واضحا تجاه هذا النجم الفقيد من قبل المسئولين في الرياضة، ولكن الآن لا تنفع كلمات الندم والأسف فالعزيز وري الثرى إلى رحمة الباري عز وجل في يوم لا ظل إلا ظله...
إلى رحمة الله يا فقيدنا الغالي وحشرك الله مع محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، ونقلك من ضيق اللحود إلى واسع القصور في جنة الخلود آمين رب العالمين.
العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ