استعدت دولة الإمارات العربية المتحدة لتنظيم دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخها بجميع جوانبها الفنية والإدارية لنجاح هذه التظاهرة الرياضية التي تعد الأكثر استمرار واستقرارا، ويعتبر عرس الخليج بعد الانتهاء من العرس الآسيوي في الدوحة، وكانت قرعة دورة كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم والتي جرت في العاصمة الإماراتية (أبوظبي) في الصالة المغلقة في نادي الجزيرة أفرزت عن مواجهة جديدة متجددة بين منتخب الإمارات ونظيره العماني في افتتاح مباريات البطولة على استاد مدينة زايد الرياضية بتاريخ 17 يناير/ كانون الثاني الجاري، علما أن المنتخبين التقيا في تصفيات المجموعة الآسيوية الثالثة لكأس أمم آسيا، وكان أول لقاء جمع المنتخبين في دورات الخليج العام 76 في الدورة الرابعة والتي انتهت بالتعادل 1/1، بينما آخر لقاء جمع المنتخبين كان في خليجي 17 في الدوحة انتهى لصالح عمان 2/1.

وأشار رئيس اللجنة المنظمة للبطولة الشيخ حمدان قبل انطلاق منافسات خليجي (18) إلى أن حجم المصروفات على الدورة بلغت 62 مليون درهم (ما يعادل 17.3 مليون دولار) منها 35 مليونا للقرعة والافتتاح و10 ملايين للألعاب المصاحبة.

واعتبر أن استخدام الحرب الإعلامية والنفسية بين الأطراف الخليجية المتنافسة من الوسائل والأسلحة المشروعة التي تستخدمها المنتخبات وخصوصا في كأس الخليج العربي منذ انطلاقها.

وأضاف «إن الدورات الخليجية من أنجح البطولات العربية لمشاركة الإخوان الخليجيين والعراق واليمن، وأنها حققت لدول المنطقة تطورا في التنظيم والملاعب والتجهيزات الفنية من خلال استضافتها نسخات الكأس خلال السنوات الماضية».

وقال: «إن خليجي (18) سيكون مميزا من حيث التنظيم والتجهيزات التي عملت في الملاعب التي ستستضيف الدورة وأن حفل الافتتاح سيكون لمدة لا تتجاوز 25 دقيقة.»

وأشار إلى أن الحملة الإعلامية لخليجي (18) ستنطلق بجميع الوسائل الإعلامية في الدول المشاركة، وأن تأخير إطلاقها في السابق حصل بسبب انتظار اختتام دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في الدوحة، وكانت منتخبات البحرين والعراق وصلت مبكرا وبدأت استعداداتها الأخيرة في دبي قبل الانتقال إلى مقر إقامتها في أبوظبي اعتبارا من يوم 15 الجاري الموعد الرسمي للوصول.

وكانت القرعة حددت أيضا موقع المنتخبات الثمانية المشاركة والتي وزعت على مجموعتين، ضمت الأولى إلى جانب منتخب الإمارات كلا من الكويت وعمان واليمن، فيما تألفت المجموعة الثانية من منتخبات قطر حاملة لقب النسخة السابعة عشرة للبطولة والسعودية والعراق والبحرين.

وأوقعت قرعة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها الثامنة عشرة المنتخب السعودي في المجموعة الثانية إلى جوار قطر حاملة اللقب والعراق والبحرين في مجموعة وصفت بالحديدية، في حين ضمت المجموعة الأولى منتخب الإمارات مستضيف البطولة ومعه اليمن وعُمان والكويت.

وتستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة كأس الخليج المقررة في أبوظبي من 17 إلى 30 يناير المقبل، إذ للمرة الثانية، ستقام إلى جانب كرة القدم، بطولات في الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد، كما حصل في النسخة الماضية في قطر.

شعار دورة كأس الخليج

ويقضي نظام البطولة الحالية بتأهل أول وثاني كل مجموعة لنصف النهائي، الذي يقام بطريقة المقص ثم يخوض الفائزان المباراة النهائية، علما أن المباراة على المركزين الثالث والرابع ألغيت.

ويرى مراقبون أن المجموعة الثانية هي بمثابة مجموعة حديدية ونارية بوجود قطر حاملة اللقب والسعودية والعراق والبحرين، في حين أن المجموعة الأخرى عادية ضمت الإمارات واليمن وعمان والكويت.

فيما وزعت المنتخبات الستة الأخرى وفق مراكزها في التصنيف الأخير للاتحاد الدولي (الفيفا).

وتقام دورة كأس الخليج بنظامها الحالي للمرة الثانية بعد أن استحدث في النسخة الماضية في قطر بعد عودة العراق إلى المشاركة فيها في الدورة التي تلت دخول اليمن إلى منافساتها. وكان اليمن بدأ مشاركته في دورات كأس الخليج في النسخة السادسة عشرة التي أقيمت في الكويت.

وتم تعديل نظام الدورة بعد ارتفاع عدد المنتخبات إلى 8، فبدل أن تتبارى بنظام الدوري من مرحلة واحدة، وزعت على مجموعتين بواقع 4 منتخبات في كل واحدة، على أن يتأهل الأول والثاني للدور نصف النهائي الذي يقام بطريقة المقص، يتابع بعدها الفائزان نحو المباراة النهائية.

وكانت قطر توجت بطلة للمرة الثانية في تاريخها بفوزها على عمان في نهائي النسخة الماضية على أرضها العام 2004.

وتعتبر دورات الخليج الانطلاقة الأساسية لكرة القدم الخليجية التي تطورت بشكل ملحوظ وباتت تمثل في نهائيات كأس العالم منذ العام 1982 في إسبانيا وحتى الآن، كما كانت ميدانا خصبا لتألق النجوم الذين تركوا بصماتهم في الملاعب الخليجية.

يذكر أن دورة كأس الخليج انطلقت العام 1970 في البحرين، وتحتكر 4 منتخبات الألقاب الـ 17 حتى الآن، إذ يحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي بعدد مرات الفوز (9) يليه السعودي والعراقي ولكل منهما 3 ألقاب، فيما فاز المنتخب القطري مرتين و تنظم الإمارات الدورة للمرة الثالثة بعد الدورة السادسة 82 والثانية عشر 94.

وتشارك في دورة الخليج المنتخبات الخليجية الستة وهي الإمارات وقطر والسعودية والكويت والبحرين وعمان، وانضم إليها المنتخب اليمني قبل دورتين، ثم عاد إليها المنتخب العراقي في الدورة الماضية.

وكانت الدورة تقام في السابق بنظام الدوري من مرحلة واحدة لكن أصواتا كثيرة طالبت بتغييره بعد هبوط المستوى الفني فتم العمل بالنظام الجديد بدءا من النسخة الماضية.

9.5 ملايين دولار عائد

خليجي (18) من الحقوق الحصرية

قبل انطلاقة دورة كأس الخليج العربية الثامنة عشرة لكرة القدم برزت من جديد الحقوق الحصرية لمباريات كأس الخليج الثامنة عشرة لكرة القدم، بعد أن باعت اللجنة المنظمة الحقوق الحصرية إلى مجموعة ورلد سبورت المتخصصة مقابل 9.5 ملايين دولار، وباعت الشركة الراعية حقوق النقل التلفزيوني إلى قناة «دبي الرياضية» وهي ستكون الناقل الحصري للبطولة ولها الحق في إعادة بيع حقوق البطولة.