العدد 1595 - الأربعاء 17 يناير 2007م الموافق 27 ذي الحجة 1427هـ

الجامعة الأهلية تنتقل إلى المدينة الشمالية بحلول العام 2010

الحواج في لقاء خاص مع «الوسط»

«الاستثمار الوحيد الباقي لنا في البحرين هو العِلم والمعرفة»، بهذه الكلمات اختصر رئيس الجامعة الأهلية عبدالله الحواج رؤيته الخاصة للتعليم، كاشفا عن مشروع ضخم لإنشاء مبنى جديد للجامعة الأهلية يقام في المدينة الشمالية الجديدة ويبدأ العمل فيه في منتصف العام 2008. وفي حديث خص به «الوسط»، دعا الحواج إلى الرقابة «الأكاديمية والمهنية» على التعليم الخاص في البحرين حتى لا يتحول إلى تجارة، وكشف أيضا عن مؤتمر عالمي ضخم تستضيفه الجامعة الأهلية على أعلى المستويات في موضوع خاص بالتعليم العالي، ويتم هذا المؤتمر برعاية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويهدف إلى أن تتحول البحرين إلى مركز عالمي في التعليم العالي.

المبنى الجديد في المدينة الشمالية

يقول الحواج عن مشروع المبنى الجديد الذي من المقرر أن تنشئه الجامعة الأهلية في المدينة الشمالية في حديثه إلى «الوسط»: «سنبدأ بناء المباني الجديدة في الجامعة بحلول العام 2008، وسنبدأ نقل الطلبة إلى المبنى الجديد على 3 مراحل، أولها في العام 2010، ثم في العام 2011، على التوالي. ومن المخطط أن يبقى طلبة الدراسات العليا - الذين يتوقع أن يبلغ عددهم في تلك الفترة بين 500 و600 طالب - في مبنى الجامعة الحالي حتى الانتهاء من مبنى الجامعة الجديد بالكامل. أما خطة الجامعة الأهلية فهي أن تستوعب الجامعة بحلول العام 2014 نحو 7500 طالب، وستكون فيها - بحسب المخطط له - 6 كليات، هي: تقنية المعلومات، الإدارة، العلوم، الهندسة، العلوم الطبية الصحية، الآداب والعلوم الاجتماعية».

«الأهلية» تمنح ترخيصها بعد 10 أعوام

ذكر الحواج أن الجامعة الأهلية كانت أول جامعة خاصة مُنِحَت ترخيص العمل في البحرين، وتم إنشاؤها بهدف تدشين قطاع التعليم الخاص محليا. بدأ المشروع - بحسب قول الحواج - بفكرة لإنشاء الجامعة عرضت في العام 1991، ولم يمنح لها الترخيص إلا في العام 2001، وذلك بعد شهر واحد فقط من إقرار ميثاق العمل الوطني الذي أكد في أحد بنوده «أن تعمل الدولة على تهيئة التعليم الخاص وإنشاء الجامعات الخاصة». بدأت الجامعة في العام 2002 بخمسين طالبا فقط، ووصل العدد الحالي فيها إلى 1100 طالب، 300 طالب منهم فقط من طلبة الدراسات العليا، أي أن نحو 700 إلى 800 طالب يدرسون حاليا في مبنى الجامعة في مجمع التأمينات صباحا. 60 في المئة منهم بحرينيون، و40 في المئة من دول الخليج العربي وتحديدا من السعودية والكويت. ويستوعبهم جميعا 18 فصلا دراسيا، و4 معامل كمبيوتر، و4 معامل علاج طبيعي وتصميم داخلي، إلى جانب بعض القاعات المتخصصة. كما ستفتتح الجامعة مع حلول الشهر المقبل مركزا متخصصا ومتقدما للإعلام المرئي والمسموع مزودا بأحدث الأجهزة التكنولوجية.

أما عن سكن الطلبة الخليجيين فأوضح الحواج أن الجامعة وفرت للطالبات سكنا داخليا خاصا بالجامعة، لكنها لم توفر بعد سكنا للطلبة الذكور، غير أن 3 حافلات تجلب نحو 60 طالبا سعوديا يوميا من السعودية. أما أحد أهم الإنجازات التي حققتها الجامعة فهي، أنها استطاعت بعد 3 سنوات من العمل أن تسدد المبالغ التي دفعتها بالكامل، بعد أن بدأت العمل برأس مال رسمي بلغ 8 ملايين دينار مدفوع منها مليونا دينار، لكن الحواج يرى أن أكبر الإنجازات التي حققتها الجامعة كان تخريجها أول دفعتين من الجامعة العام الماضي بتخريج نحو 62 طالبا بشهادة البكالوريوس، و42 طالبا بشهادة الماجستير.

اتفاق الدكتوراه مع جامعة برونيل

وقال الحواج عن مشروع الدكتوراه الذي وقعت الجامعة الأهلية اتفاقه مع جامعة برونيل: «بدأنا المشروع منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسجل فيه 10 طلبة، 5 منهم من البحرين، واثنان من الكويت، و3 من السعودية. وتركزت التخصصات التي سجلوا فيها في مجال الحكومة الإلكترونية، نظم المعلومات، ومجال عمليات البحث العلمي». وأَضاف «البرنامج مميز؛ لأنه يشرف على الطلبة مرشدان، أحدهما من جامعة برونيل الأم، والآخر محلي من الجامعة الأهلية ولكن لابد أن ترخص له جامعة برونيل للعمل. ويعتبر الطلبة مسجلين في جامعة برونيل البريطانية، وشهادتهم تمنح منها، ومناقشة أطروحاتهم تتم فيها، وحفل التخرج يحضرونه فيها أيضا. كما يمكن للطالب أن يستفيد من كل قواعد البيانات التي توفرها جامعة برونيل، والفرق الوحيد في البرنامج أن الطالب لا يعيش في بريطانيا». ويذكر أن الاتفاق يشمل التوقيع مع كليتين من كليات جامعة برونيل هما: كلية تقنية المعلومات - وتشمل الرياضيات، الإحصاء، دراسات الكمبيوتر، والشبكات - وكلية إدارة الأعمال - وتشمل المحاسبة، الإدارة، والدراسات المالية والمصرفية -. فيما كشف الحواج عن أن الجامعة تفكر مستقبلا في فتح المجال لشهادة الدكتوراه في تخصص الإعلام.

لا نريد استيراد التكنولوجيا ولكن معالجتها «محليّا»

تزامنا مع برنامج الدكتوراه الذي دشنته الجامعة الأهلية، من المقرر أن يتم إنشاء مركز بحوث متخصص مرتبط بشكل مباشر ببرنامج الدكتوراه الذي اتفقت فيه الجامعة مع جامعة برونيل البريطانية. يهدف هذا المركز إلى تحقيق نوع من التعاون بين الدراسات والبحوث التي ستنشأ في الجامعة عبر طلبة الدكتوراه، كما يهدف المركز بشكل رئيسي أيضاَ إلى ربط البحوث بالمنطقة والمشكلات التي تعانيها، التي تحتاج إلى حلول حقيقية لحلها. فالمهم ليس استيراد التكنولوجيا وإنما الاستفادة منها لحل مشكلاتنا المحلية.

لابد من رقابة «مهنية»

على الجامعات الخاصة

رخص في البحرين لنحو 12 جامعة خاصة ظهرت كلها مرة واحدة، والعامل منها فعليا 10 جامعات. عن ذلك قال الحواج: «تختلف الجامعة الأهلية عن باقي الجامعات بأنها ليست مملوكة لفرد أو هيئة، وإنما هي شركة مساهمة مقفلة تحت اسم (الأكاديمية العربية للخدمات التعليمية والبحوث)، وهي الشركة القابضة للجامعة الأهلية. ويتكون مجلس إدارتها من المساهمين، وهم الذين يختارون مجلس أمناء الجامعة الذي يديرها. ففي الواقع هناك شركتان، إحداهما ربحية وهي الشركة سابقة الذكر، والثانية هي الجامعة وهي مؤسسة غير ربحية يديرها مجلس أمنائها، وأرباحها تدخل في تطوير الجامعة»، وعن رؤيته بشأن التعليم الخاص قال الحواج: «إننا ندعو إلى وجود الرقابة العلمية على الجامعات الخاصة ولكن بشكل مهني لا تقييديا، التي يجب أن تشمل المحتوى وليس الشكل فقط. أعتقد أن دور المجلس العالي للتعليم يأتي من خلال وضع القوانين واللوائح التي يجب أن تتفق عليها الجامعات في نظامها».

لا نريدها جامعة للأغنياء

«أحد أهم الأهداف الرئيسية للجامعة ألا تكون في يوم من الأيام جامعة للأغنياء»، هذا ما أكده الحواج، موضحا أن طريقة العمل لذلك تأتي من خلال جعل الجامعة بمستوى الجميع. وأضاف «عملنا على تقديم عدد من البعثات والمنح لدراسية للطلبة. ويمكننا نقول الآن إنه من بين 1100 طالب يدرسون في الجامعة حاليا، هناك ما لا يقل عن 100 طالب يحصلون على منح كاملة تشمل الرسوم الدراسية (كلفة الدراسة للسنوات الأربع تبلغ في الجامعة نحو 14400 دينار، بمعدل 3500 دينار في السنة الواحدة)». وبحسب الحواج، داومت الجامعة على إعطاء عدد من المنح الدراسية لوزارة التربية والتعليم، كان آخرها 15 منحة دراسية قدمتها العام الماضي. إضافة إلى ما لا يقل عن 100 طالب يدرسون على شكل بعثات من مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص.

الطلبة الخليجيون «قيمة مضافة»

في النهاية، أكد الحواج أهمية القيمة المضافة التي تمنحها دراسة الطلبة الخليجيين والأجانب في الجامعة لما يعطيها إياه من بعد إقليمي، وقال: «لم نصل إلى منح بعثات للدول الخليجية الأخرى لعدم وجود مجلس تعليم عالي سابقا، ومعه لا يوجد نظام اعتماد تعليمي للبرامج التي تقدمها الجامعة. وفي المرحلة الحالية تم اعتماد معظم البرامج التي تقدمها الجامعة الأهلية من وزارة التربية والتعليم، وسيتم اعتماد هذه البرامج من الكويت قريبا، فيما سيتم السعي إلى نيل الاعتماد نفسه من السعودية».

بالتعاون مع جامعة برونيل البريطانية

الجامعة الأهلية تدشن برنامجها للدكتوراه

أعلنت الجامعة الأهلية عن انطلاق برنامجها للدكتوراه وإنشائها مركزا للبحوث بالتعاون مع جامعة برونيل البريطانية، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الجامعة عبدالله الحواج أن الجامعة وضعت موازنة أولية لتأسيس مركز بحوثها لا تقل عن 150 ألف دينار بحريني، وأن موازنة البحث العلمي لا تقل عن 5 في المئة في موازنة الجامعة.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقدته الجامعة أمس وحضره كل من السفير البريطاني في المملكة جيمي بودن، إلى جانب رئيس جامعة برونيل البريطانية كريس جينكس، وعميدة كلية الإدارة في الجامعة نفسها زاهر إيراني، ومديرة المجلس الثقافي البريطاني ساندرا حمروني، وعمداء الجامعة الأهلية وعدد من أساتذتها الجامعيين.

وجرى في اللقاء الحديث عن الاتفاق الذي وقع حديثا بين الجامعتين والذي يهدف إلى تعاونهما في مجال البحث العلمي بفروعه المختلفة، فيما وقعت الجامعتان مطلع العام الماضي اتفاق التوأمة في مجال الدراسات العليا معلنة بداية برامج الدكتوراه لجامعة برونيل من خلال الجامعة الأهلية.

من جانبه أوضح الحواج أنه تم فعلا قبول نحو عشرة طلبة في برامج مختلفة للإعداد لرسالة الدكتوراه ضمن تخصصي تقنية المعلومات والإدارة، مشيرا إلى أن بين الطلبة المقبولين سعوديين وكويتيين، وأنهم بدأوا فعلا أول دورة تهيئة لطلاب الدكتوراه والتي قام بها عدد من الأساتذة في جامعة برونيل الأم وشملت طرق وأساليب البحث العلمي وتعريف الباحثين بكيفية استخدام المراجع المختلفة ومنحهم الامتيازات التي يحصل عليها طلاب جامعة برونيل باستخدام الكتب والدوريات والمراجع العلمية في مكتب الجامعة الأم. وأشار الحواج إلى أنه يمكن للباحثين الدخول على كل قواعد البيانات والمراجع في الجامعة البريطانية مثلما هو الحال مع زملائهم في بريطانيا، ويقوم بالإشراف على كل باحث أستاذان، أحدهما من جامعة برونيل والآخر من الجامعة الأهلية. وأكد أيضا أن هدف هذا البرنامج الرئيسي هو إعطاء الباحثين كل الإمكانات المتاحة للباحثين في جامعة برونيل من خلال الجامعة الأهلية من دون الاضطرار للإقامة في بريطانيا. كما يعتبر الباحثون المسجلون في هذا البرنامج طلبة في جامعة برونيل ويمكنهم زيارتها متى ما سنحت لهم الفرصة، ويتم في نهاية البرامج واكتمال الدراسة والبحث وكتابة أطروحة الدكتوراه الدفاع عن الأطروحة في جامعة برونيل، كما يتم تخريج الدارسين في جامعة برونيل نفسها.

وفي كلمة له ألقاها بالمناسبة تحدث عميد جامعة برونيل كريس جينكس عن تاريخ الجامعة العريق في بريطانيا، ذاكرا أن اسم برونيل يعود إلى مهندس بريطاني شهير في العصر الفيكتوري، وأنها نالت سمعة متميزة بعد أن مر على تأسيسها 40 عاما، كما ذكر كريس أن عدد طلبة الجامعة بلغ حتى الآن 13.500 طالب، ويتوقع أن يصل العدد إلى 16 ألف طالب، وخصوصا بعد أن صرفت الجامعة نحو 250 مليون جنيه إسترليني على إعادة إنشاء مبنى الجامعة. مشيرا إلى أن نسبة الطلبة الأجانب في الجامعة بلغت 10 في المئة، فيما بلغت نسبة طلبة الدراسات العليا نحو 20 في المئة من الطلبة. كما أوضح جينكس أن كليتين فقط في الجامعة اتفقتا على التوقيع مع الجامعة الأهلية في البحرين لعمل برنامج الدكتوراه هما كليتا الإدارة وتقنية المعلومات، فيما توقع أن يتم الاتفاق مع باقي الكليات الست في القريب العاجل.

وفي رده على سؤال «الوسط» عن كيفية التعاون الذي سيتم بين الجامعتين البريطانية والمحلية في معالجة البحوث العلمية التي تركز على معالجة القضايا المحلية وخصوصا مع وجود مرشدين؛ واحد من كل جامعة أوضح عميد كلية الإدارة في جامعة برونيل زاهر إيراني أن الهدف الرئيسي من الاتفاق بين الجامعتين هو التعاون المتبادل في الخبرات والمهارات، من دون المساس بهوية وخصوصية البلد الذي تجرى فيه الدراسة. وأضاف أن أحد الأمور التي أخذتها الجامعة في الاعتبار هو الربط بين الخصوصية المحلية للمشكلات التي تعالجها أطروحات الدكتوراه المقدمة من الطلبة، مع المقاييس والرؤى العالمية في البحوث والدراسات، فيما أوضح الحواج من جانبه أن هذا الأمر كان واحدا من أهم القضايا التي كانت مجال نقاش واسع لمدة ستة أشهر بين الجامعة الأهلية وجامعة برونيل وقال «أخذنا في الاعتبار ألا يكون معنى هذه الشراكة هو استيراد أنماط معلبة من البحوث من الجامعة الأم لتطبيقها في الجامعة الأهلية، نحن بحاجة إلى معالجة قضايا محلية حقيقية برؤية علمية محلية واعية، وهذا هو التحدي الأكبر أمامنا».

العدد 1595 - الأربعاء 17 يناير 2007م الموافق 27 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً