تعاملي بذكاء مع شجار الأبناء
من منتديات باب البحرين تم اقتباس هذه المساهمة:
حين يتشاجر الأطفال قد تتحول الأمور إلى عنف وخشونة فكيف تعلمين الاخوة كيفية التعامل بلطف فيما بينهم أو على الأقل تمنعين نشوب الحرب في المنزل؟
سنقدم لك بعض الأفكار المجربة التي ستنفعك حين يضيق وقتك عن التحكيم بين الأبناء، وحين توشك الأمور على الخروج عن سيطرتك كلها من بنات أفكار أمهات مثلك ابتكرنها لحل هذه المشكلة الأبدية.
1- في كل مرة يبدأ طفلاي في العراك أعاقبهما بإبعادهما بعضهما عن بعض، وهي نظرية (الممنوع مرغوب) ذاتها فما ان يدركا انه غير مسموح لهما باللعب معا تصبح هذه رغبتهما الوحيدة.
2- كعقاب لهما اجعل كل واحد يقدم للآخر صنيعا يسعده، كأن يقوم عنه بأداء المهمات المنزلية المطلوبة منه مثلا أن يرتب له سريره أو يجمع له ملابسه ويرتبها.
3- أغير مواعيد نوم الظهيرة للطفلين بحيث ينام احدهما بعد أن يستيقظ الآخر، وبذلك تطول فترة تباعدهما.
4- (الفعل لا مجرد القول) هو شعاري، فأتعامل أنا وزوجي بلطف بعضنا مع بعض أمام الأبناء مما يقلل من تشاجرهم.
5- حين ينفصل أبنائي ويوشكون أن يضرب بعضهم بعضا أكلفهم ببعض المهام التي تحتاج إلى مجهود عضلي حتى أعيد توجيه طاقاتهم ولا ألجأ إلى المهام المنزلية المعتادة حتى لا يبدو الأمر كعقاب، ولكن اختار أمرا غير مألوف لهم، كإعادة ترتيب المقاعد حول مائدة الطعام.
6- أستحدث نظام مكافآت متنام بمعنى انه كلما طالت مدة التوافق بين الأبناء، ازدادت المكافأة التي يتلقونها. فمثلا حين يتصرفون بأدب وهم معي أثناء قيادة السيارة يتلقون شيئا لطالما رغبوا فيه، أما إذا لم يستطيعوا المواصلة حتى نهاية الرحلة فتتقلص المكافأة.
7- آخذ نفسا عميقا ثم أضع يدي بجانبي وأقول للأبناء بكل جدية (أنا غير مطمئنة بالمرة فهل ستستمرون على هذا السلوك السخيف؟)، مثل هذا التصرف عادة ما يفاجئهم ومن ثم يتوقعون.
8- مادام الأولاد لا يؤذي بعضهم بعضا فعادة لا اهتم بعراكهم وبدلا من ذلك أحاول أن اختار فترات التوافق واللعب بهدوء فأثني على سلوكهم.
9- بدلا من أن اجعل الأطفال يقولون (آسفون) في كل مرة يتضاربون فيها، اجعلهم يتعانقون ويتبادلون القبل. وهذه الفكرة تضايقهم بعض الشيء، ومن ثم يجتهدون من أجل التوافق حتى لا يصلوا إلى هذه المرحلة.
10- غير مسموح للأبناء بالصراخ أو بمقاطعة بعضهم البعض أثناء الشجار. وبمعرفة كل منهم لدوره في الحديث، يستطيعون التعبير عن رأيهم بالكلمات فلا يلجأون الى اللكمات.
11- حين كبر الابن الأول وصار على أعتاب المراهقة سمحنا له بالانفراد بغرفة حتى تكون له خصوصياته فيهدأ ويقل شجاره مع من اصغر منه.
12- إذا تصرف احد الأبناء تصرفا سيئا تجاه الآخر نجعله يكتب له خطاب اعتذار مما يجبره على التفكير فيما فعل من دون أن نلقي على مسامعه محاضرة في الأخلاق.
13 - امنحي كل طفل الاهتمام الفردي الذي يحتاجه كأن تصطحبينه لتناول الايس كريم بعد المدرسة مرة أسبوعيا مما يقلل شجاره مع إخوته.
14- بدلا من أن أقول لابنتي: لا تضربي أخاك، اسألها لماذا تؤذيه؟ وعندما جعلتها تشارك في الحل نظرت في الأمر وفكرت، ثم أقلعت عن ضرب شقيقها.
15- حين يغار الأبناء بعضهم من بعض أشير إلى ما يميز كلا منهم عن الآخرين، فمثلا الكبير لاعب كرة ماهر والأوسط ماهر في استخدام المقص لتنفيذ الأعمال الفنية والأصغر ماهر في متابعة إخوته والذهاب خلفهم إلى أي مكان يذهبون إليه وبهذه الطريقة أساعدهم على النظر لأنفسهم من منظور آخر.
16- يتشارك ولداي في غرفة واحدة، ومن ثم فهما بعضهما في وجه بعض بصفة مستمرة. لذلك خصصت لكل منهما مكانا في المنزل يكون فيه على حريته مما يتيح لهما مسافة للاسترخاء.
17- حين يقول لي احد أبنائي أني لا اعدل بينهم أتعامل معهم جميعا لمدة ساعة بالطريقة ذاتها، ومن ثم يدركون أن العدل بينهم يختلف عن المساواة بينهم، وقد أدركوا الآن لماذا لا تتوافر لكل منهم الامتيازات نفسها التي تتوافر لأحدهم.
18- اسألهم عن الأشياء التي يتشاجرون حولها، وفي معظم الأحوال ينسى الأطفال من سبب أصلا الشجار، ومن ثم يعودون إلى اللعب بهدوء مرة أخرى.
19- اجلس من سبب المشكلة في غرفة المعيشة على كرسي منفردا، فإرساله إلى غرفته حيث توجد كل ألعابه وأشيائه لا يعتبر عقابا بالمرة.
20- اجعلهم يجلسون على الأرض بعضهم في مواجهة بعض ويبقون على هذه الحالة حتى يبدأون في الضحك، ولم تخب هذه الطريقة حتى الآن.
عندما يصبح الآباء أطفالا صغارا
كثيرات من الأمهات يشتكين أن أطفالهن لا يشعرون بالمتعة الكافية أثناء اللعب مع الأمهات أو الخادمات مقارنة بالفرحة التي تغمر الوجوه عندما يكون اللعب مع الأب. وأن الآباء يبنون أحيانا حواجز وهمية بينهم وبين أولادهم لتبقى صورة الأب النمطية (الأب = الاحترام والتبجيل والتقدير) هي الحاكم بأمره في المنزل والحديقة وأثناء الإجازة. إلى أي مدى تفيد تلك الساعات التي نقضيها في صحبة أبنائنا واللعب معهم؟ ومتى وكيف نلعب ونستمتع بوقتنا أو نمتع أطفالنا؟
يظل هذا السؤال مثار قلق لدى أي أم لا يبدي زوجها أي ميل لمداعبة أطفالهما، أما لأنه مشغول، أو غائب عن البيت معظم الوقت ولا يشاهد أطفاله إلا مصادفة. وكثيرا ما يشعر الآباء بالذنب عندما يسمعون أو يوجه إليهم اللوم على هذا التقصير.
في أحيان كثيرة يشدنا الحنين إلى أيام الطفولة وبراءتها، ونتمنى أن يعود بنا الزمن إلى الوراء لنمارس طفولتنا، ونعيش براءتنا من جديد، لنلعب، ونقفز، ونجري، ونلون، ونغني. لكن غالبا ما نصطدم بضغوط الحياة ومشاغلها ومسئولياتها، أو نعيش أسرى ثقافة معينة تفرض عليه إضفاء حالة من الرهبة، وإقامة الحواجز النفسية بين الأولاد وبين أبنائه بصورة مبالغ فيها.
(شخص) يؤكد أنه لم تسنح له الفرصة للاستمتاع بالألعاب الكرتونية والرسوم المتحركة إلا بعد أن لعب بها وتشارك في ممارستها مع طفله، وكثيرات يعشن خريف العمر ولم يلعبن بالعرائس والدمى إلا مع أحفادهن.
الجديد في عالم الدراسات النفسية والسيكولوجية تأكيدها بأن معظم أطفال هذه الفئة العريضة المحرومة، لم يستطيعوا تكوين فكرة واضحة عن دور الرجل أو الأب، مما يولد لديهم الإحساس بعدم الأمان.
ولكن ما الذي يريده الابن من صحبة أبيه؟
يريده أن يتنازل مرة أخرى عن دور الرجل كثير المشاغل. في أغلب الأحوال يسعى الابن إلى تقليد الكبار. وهو يود أن يشترك مع أبيه في هذه المسألة، كما تريد البنت القيام بمهمة العناية بالطفل الوليد، أو القيام بأعمال المنزل، تقليدا لأمها.
فالطفل سواء كان ذكرا أم أنثى يرغب حقيقة في أن يصبح كبيرا، ومن خلال تقليد الكبار فهو يصل إلى النضج ونمو الشخصية.
وعلى رغم اختلاف أنماط شخصيات الآباء فإن أي أب يستطيع أن يكون والدا محبوبا من أطفاله إذا استطاع أن يغرس فيهم الإحساس العميق بأنه يحبهم ويغتبط بالوجود معهم ويقبلهم بحسناتهم وسيئاتهم. ولهذا ليس هناك (وصفة جاهزة) من الألعاب ولا عدد محدد من الساعات يجب أن يقضيها الأب مع أبنائه، لأن هذا النوع من الافتعال يرفضه الأب والابن معا، ويؤلم نفسية الأب، ويؤذي نفسية الابن الذي يشعر أن والده موجود معه تحت ضغط (ضرورة اللقاء).
تجنب الملل
ومما يزيد هموم الأب عندما يقرر أن يخصص جزءا من وقته ليقضيه مع أطفاله، الأم التي تكرر على مسمعه أمر، (العب مع أطفالك)، فيشعر أنه مرغم على ذلك، وأن الجلوس مع الأطفال (واجب ثقيل الدم) مصطنع. وسرعان ما يصاب الأب بالملل. لكننا نجد بعض الآباء الذين يعرفون فن صحبة الأطفال يستمتعون تماما بقضاء بعض الوقت في العودة مرة أخرى إلى الطفولة واللعب مع الأبناء في جو من المرح الحقيقي.
أن كل أب له بطبيعة الحال صفات تختلف عن أي أب آخر. فهناك والد له رهبة ويعامله الأطفال باحترام مبالغ فيه. وهناك من يحب اللعب والضحك مع أبنائه، وثالث يملك مهارة يدوية ويجيد تصليح أي شيء في المنزل بيديه. وآخر له هوايات فكرية كالقراءة، أو فنية كالاستماع إلى الموسيقى، ولكل واحد علاقة ما بأطفاله، وهذه العلاقة تولد في الطفل حب طبيعة الأب.
إن الهدف هنا هو أن إسعاد الطفل فعلا بالألعاب التي يلعبها، مهما بدت بسيطة وساذجة في نظر الأب.
ويؤكد خبراء علم النفس والتربية أن من أفضل الأشياء التي تدخل السعادة والمتعة إلى قلب الطفل، أن يشترك مع أبيه في هواية معينة سواء كانت زراعة الزهور أو أعمال النجارة أو صيد الأسماك أو مشاهدة مباريات كرة القدم. فالهوايات المشتركة لا يفتعل الأب فيها شيئا، أو يجبر نفسه على شيء لا يحبه، بل يتعلم الابن منه أشياء عبر هذه الهوايات المشتركة، ومن ثم تقوى الروابط بين الاثنين. فإذا خرجا معا في رحلة صيد للأسماك، على الأب ألا ينزعج بسرعة إذا فقد الابن صبره وأخذ يلقي بالحجارة في الماء. وإذا شاهدا معا مباراة في كرة القدم، لا يضيق الأب ذرعا بتساؤلات ابنه العديدة والساذجة أحيانا، أو ممارسته الطفولية الفكاهية البريئة.
وإذا حاول مساعدته في بعض أعمال النجارة المنزلية مثلا، على الأب أن يكون رقيقا وحازما نحو توضيح مخاطر الأدوات الحادة بما لا يفسد متعته في المشاركة، ولا ينسى أو يتجنب تشجيعه وتحفيزه باستمرار. من جانب آخر، فإن اعتماد الفتاة المطلق على والدها يعطل قدرة الأب على تقويم عيوب الابنة ويعطل قدرة الأم على تقويم عيوب الابن. فالبنت تحتاج من أبويها إلى كلمة إعجاب عندما تصنع بيدها مثلا صنفا من الطعام، أو عندما ترتدي فستانا أنيقا. وكذلك الأم مع ابنها فهي تشجعه على اختيار اللعبة المناسبة وتؤهله دائما لدوره كرجل وتعاقبه أيضا عندما يخطئ في واجبه. والأم الواعية هي التي تستفيد من مشاركة طفلتها في الأعمال المنزلية مهما بدت محدودة، وهي التي تعرف أيضا كيف تتخلص من اللاءات والصرخات وكلمات التحذير والتنبيه واللوم والتهديد ولاسيما إذا كانت تقضي وقتا ممتعا مع أطفالها.