تمثل دورة كأس الخليج لكرة القدم ظاهرة خاصة في حياة كل لاعب لما لهذه الدورة من مكانة وأهمية واجواء مختلفة تماما عن بقية الدورات، وتختلط فيها المواقف والذكريات الجميلة بالسيئة في ظل دورة مفتوحة على جميع الاحتمالات.
وفي هذه الزاوية اليومية نتذكر مع نجوم الكرة البحرينية السابقين ذكرياتهم مع دورات الخليج على مدى 27 عاما، اذ نرصد اليوم ذكريات حارس المنتخب والنادي الأهلي السابق وحيد خلف الذي عاصر دورات الخليج سابقا.
كيف تصف لنا أجواء كأس الخليج سابقا؟
- في السابق كانت الأجواء مختلفة تماما، والجماهير كانت تتلهف لهذه البطولة وتحرص على متابعتها، كما أن الحضور الجماهيري للمباريات كان أكبر من الآن، والسبب في اعتقادي انتشار الفضائيات والإخراج الجيد للمباريات بالإضافة إلى البرامج الكثيرة والمتنوعة التي تذيعها القنوات، والتي تجعل المشاهد يفضل البقاء أمام التلفاز لمتابعة البرامج.
بالإضافة إلى ذلك غياب النجم الحقيقي عن دورات الخليج، إذ إن الجماهير في السابق كانت تزحف لمشاهدة جاسم يعقوب والدخيل وحسين سعيد وماجد عبدالله، أما الآن فلا يوجد لاعب سوبر، وإنما هناك فرق متميزة.
* وماذا عن مشاركتك الأولى مع المنتخب في البطولة؟
- مشاركتي الأولى لم تكن كما تمنيتها، إذ كانت أمام المنتخب السعودي في الدورة السابعة بعمان العام 1984، وليلة المباراة كنت سهرانا حتى الصباح لعلمي بأنني لن أشارك فيها، وفوجئت في الصباح بالمدرب يطلب مني المشاركة في المباراة، وخسرنا تلك المباراة بهدفين.
* وهل كان هناك اتفاق على فوز السعودية لتحصل على المركز الثالث في البطولة كما يشاع؟
- أنا لا أحب هذا الأسلوب في الرياضة، وعندما ألعب أحب أن أفوز وعلى الفريق المنافس أن ينتزع الفوز بجدارة، وحتى لو كان ما يشاع صحيحا فأنا ليس لدي علم بذلك، لأني كنت سأرفض اللعب في تلك المباراة، وكنت أرفض هذا المبدأ حتى مع النادي الأهلي.
* كيف ترى الفرق في إعداد المنتخب الآن وسابقا؟
- في السابق كان المنتخب يتم تشكيله قبل شهر فقط من البطولة، ويتم التعاقد مع مدرب لهذه المهمة ويتم تجميع اللاعبين خلال هذه المدة في معسكر تدريبي في لندن أو إحدى الدول الأوروبية لمدة أسبوعين أو ثلاثة.
أما الآن فالوضع بات مختلفا، إذ أن هناك مدربا متفرغا للمنتخب، واللاعبون يشاركون مع بعضهم منذ فترة طويلة أي أن هناك استقرارا في الجهاز الفني واللاعبين أكثر من السابق.
* هل تعتقد أنه باستطاعة الجيل السابق الفوز بكأس الخليج لو حصل على الاهتمام نفسه الحالي؟
- الجيل السابق لم يقصر وقدم مستويات رائعة جعلت الكثير من اللاعبين يكونون من ضمن قائمة عمالقة الدورة، لكن في الوقت نفسه كانت المنتخبات الأخرى تضم أيضا لاعبين كبار، وليس بالضرورة أن يحقق الجيل السابق كأس البطولة لو حصل على الاهتمام نفسه حاليا، ولو لعب منتخبنا الحالي أمام جيل جاسم يعقوب لخسر بنتائج أكبر بكثير من النتائج التي مني بها الفريق السابق.
* هل منتخبنا قادر على الفوز بكأس الخليج؟
- لا أعتقد ذلك، منتخبنا للأسف هو للمشاركة فقط وليس فريقا للبطولات.
* وماذا يحتاج منتخبنا لكي يكون فريق بطولات؟
- منتخبنا بحاجة إلى تغييرات جذرية تبدأ من المسئولين عن المنتخب، والفريق حاليا لا يملك عقلية وفكر البطولات، إذ يجب أن تتغير عقلية لاعبينا وإداريينا من مجرد المشاركة إلى المنافسة الحقيقية على اللقب، كما أننا لم نتمكن من تطوير كرتنا على مدار تاريخها الطويل ولم نتمكن من تحقيق إنجاز واحد سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية والسبب غياب الفكر البطولي عن الفريق؟
كما أن جزء اللاعبون كبير من اللاعبين يلعبون لأنفسهم ولأسمهم فقط، وبعض الإداريين همهم الوحيد المال والسفر والظهور الإعلامي على حساب تنفيذ واجباتهم اتجاه منتخب بلادهم.
والمطلوب أيضا قرار وزاري واضح من سمو رئيس الوزراء باعتبار أي رياضي يمثل المملكة خارجيا هو سفير للبحرين حتى لو كان يشارك في مباريات التيلة، وأن يعطى جميع حقوقه في مجال عمله حتى يتمكن اللاعبون والإداريون من خدمة بلدهم بالشكل المطلوب.
* من ترشح للفوز بكأس خليجي 18؟
- في البداية أود أن أسجل إعجابي بالمنتخب العماني الذي تطور بشكل كبير وبات بعبعا يخيف جميع المنتخبات الخليجية، وأضعه ضمن قائمة المرشحين للفوز باللقب إلى جانب السعودية والعراق وقطر.
* ما هو أفضل منتخب خليجي؟
- العراق
* أفضل لاعب ؟
- هناك أكثر من لاعب مثل حسين سعيد وأحمد راضي (العراق)، جاسم يعقوب وفيصل الدخيل (الكويت)، ماجد عبدالله (السعودية).
* موقف طريف؟
- عندما كنا في أحد المعسكرات في سنغافورة كان صالح عيسى بن هندي يجلس في بهو الفندق حتى لا يخرج اللاعبون، بينما كان اللاعبون يخرجون من الباب الخلفي للفندق.
* كلمة أخيرة؟
- كل أمنياتنا القلبية لمنتخبنا بالتوفيق في هذه البطولة ونتمنى أن يسعد الجماهير البحرينية المتعطشة للقب الأول.
العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ