اختصر المجلس الأعلى للمرأة في البحرين كثير الكلام في وجيزه، وأطنان الأحبار في أقلها وأكثرها كثافة وأقدرها على التوصيل، ففي الكتاب الذي أصدره أخيرا «امرأة»، فضّل المجلس أن يذهب مباشرة إلى المرأة حيث هي، يعرض البحرينية التي تعمل في شتى الميادين بصورة ونص قصير بلغات ثلاث، فتغني هذه الإيجازات عما طال من الخطب، وربما يقرّب الكثير من المسافات بين الذين لايزالون يرون المرأة - في البحرين خصوصا - مقتصرة على وظائف معينة، وأدوار محدودة.
«امرأة» الذي التقطت صوره بثينة فخرو وحنان حسن، وترجمت الصور نصوصا كثيفة وموحية نادية الملاح، صار ألبوما موحيا للمرأة البحرينية - وربما العربية أيضا - التي تكافح يوميا من أجل أن تجد لها تحت النور مكانا، وللمتعة الذاتية في العمل الذي تحب ملاذا، إذ قدّم الكتاب المؤلف من نحو 150 صفحة من القطع الصغير، 56 نموذجا لنساء بحرينيات تنوعت مجالات أعمالهن بين الطب وإدارة المطاعم، الهندسة الميكانيكية والتربية الخاصة، ترتيب الغرف في الفنادق وسلك الشرطة، الرياضة وتصميم الأزياء، التصوير والقضاء، العزف الموسيقي ونقش الحناء، والكثير أيضا من المجالات التي استعرضتها الصورة وصقلتها الكلمة.
قدمت نصوص «امرأة» البحرينية بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية، وكان جهدا نسائيا خالصا تقريبا، فصار كتابا ينضح بما تشعر به المرأة إزاء نفسها، وافتخارها بما وصلت إليه، وما تطمح للوصول إليه.
في تقديمها لامرأتين تمتهنان «الحراسة» النسائية، تكتب الملاح «عيون ساهرة على المكان، ترقبان النسمات، تحميان النور لئلا يخالطه الظلام»، وعندما تستعرض مهنة مدير التحرير دينا فخرو تقول «آنست لنفسها أن تترجم حلم المرأة، وللمرأة في وحيها ألف صورة»، وتصف صاحبة مشتل زراعي بقولها «تفترش الأزهار طريقا لمن حولها، فيمنحها الأخضر خصوبة الروح والبسمة».
يختصر «امرأة» على الذاكرة مسافة طويلة لتذكر المجالات التي يمكن للبحرينية أن تعمل فيها، والمجالات التي لم تخترقها بعد، لم يعد أمام البحرينية باب لم يطرق، ولكي تتأكد من ذلك فأمامها «امرأة».
العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ
