مدار لـ «التبر» في محيط يعجّ بـ «التراب»... «سماء» في اكتظاظ «الحضيض»... وسقف لمن لا مأوى لهم.

أستنطق تاريخا يُكتب بالدرهم والدينار يُعلي من شأن الطلقاء وأبناء الطلقاء فيسند لهم سدانة المصائر، وخزائن الأقدار، والتجرؤ على رد القضاء.

أستنطق رافعي المصاحف في كل مفترق أخلاقي بحسمه الخيار الحق. أستنطق لغة تتناسل بأبناء من خنى، دورهم في الحياة ردم المنابع وكتم أنفاس الحياة فيها.

أستنطق الكنوز وبلاغة الذهب. أستنطق «انتصارات» ترى في الخروج على المُثُل مثَلا وعلى القيم قيمومة، وعلى الفطرة سماحة.

مدارٌ للحق تسرج منه وفيه ما يؤكد عمق صلتك بالله والسماء ويؤكد القطيعة مع جهل وصلف ينبتان كالفطْر.

لا دم كدمك يا أبا عبدالله. لا شحَّ ناصر كشح الناصر في يومك. ولا شح قيم كشحها يوم أن ألجمت وأسرجت وتنكبت الطريق لقتالك. لا صوت به ومنه أول الخلاص كصوتك. لا احتساب هو في العليين عند الله كاحتسابك. لا رضى بما أذن الله كرضاك.

الذين يبذلون المُهَج هم في الوفير من الحياة وامتدادها. والذين يُسرفون في الحياة وهي مفرغة من معانيها يعانقون موتهم كل يوم، ذلك أنهم في غيِّهم ماضون، وفي غيابات الوهم عالقون، وفي نومهم سادرون.

@@@

الله الله في الغريب إذا استبدت به غربته... الله الله في اليتيم إذا أحرجته الأعياد الشحيحة... الله الله في امرأة تركها العائل في مهب الحاجة والانكسار... الله الله في طفل تاه في زحام ساذج فما بالك بزحام ملؤه الرعب والليل والنار والمفازات؟... الله الله في الأسير وهو يشيح بنظره تجاه أفق لا يُرى... الله الله في امرأة جللتها النوائب... الله الله في أخ يفيض بوفاء يسع الدنيا... الله الله في أخت تحنِّ إلى الباهر من الأوقات... الله الله في القتيل مقصى عن مكانه الأول... الله الله في عيون كحلها الخوف ومصارع الأحبة... الله الله في صاحب الثأر يبحث عن القتلة المتوارين في زي حماة الثغور... الله الله في دم يبحث عمن يعيد الاعتبار إلى الملة.