أعلنت في عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض) أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية وتم اختيار كل فائز بحسب الحقل الذي برع فيه ووفقا لما قدمه من أعمال تستحق نيل الجائزة.
وتتيح جائزة الملك فيصل العالمية التي تمنح سنويا الفرصة للمؤسسة لتكافئ الذين أوقفوا حياتهم للعلم، وحققوا إنجازات فريدة، وتحولا إيجابيا في مجالات إبداعهم.
وهذه الجوائز تمنح لمن خدموا الإسلام والمسلمين، وللعلماء الذين كان لنتائج بحوثهم الأثر في تحقيق تقدم جوهري في تخصصاتهم العلمية خدمة للإنسانية.
وهذا الحافز يشجع على توسيع البحوث العلمية وتطويرها لارتياد آفاق جديدة في ميداني الطب والعلوم.
إن اختيار الفائزين بهذه الجائزة يركز في شرطين، هما: الاستحقاق والتميز، ولا أدل على المكانة العلمية للفائزين بالجائزة، وأهمية بحوثهم من عشرة منهم فازوا بجوائز نوبل تقديرا للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيل جائزة الملك فيصل العالمية، بل إن أربعة من العلماء الستة الذين فازوا بجوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء في العام 2001م، هم من الذين سبق لهم نيل جائزة الملك فيصل العالمية.
وتحددت غايات الجائزة في:
- العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية والعملية.
- تحقيق النفع العام لهم في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والمشاركة فيها.
- تأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم.
- الإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني.
وطرحت فكرة الجائزة في اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد في جمادى الأولى سنة 1397هـ، وفي شهر شعبان من العام نفسه أعلن المدير العام للمؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن مجلس أمناء المؤسسة قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل، يرحمه الله، وأن أولى جوائزها منحت سنة 1399هـ/1979م.
وتحددت في البداية ثلاثة فروع للجائزة هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي. وأضيف إليها فرعان مهمان هما: الطب والعلوم، وقد بدأ منح جائزة الملك فيصل العالمية للطب سنة 1402هـ، والعلوم في سنة 1403هـ.
وتتيح المعايير الموضوعية التي تعتمدها الجائزة الفرصة لعالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن أن يكون مؤهلا لنيل الجائزة، مادام قد أغنى مجال تخصصه، وساهم في تطوره، وحقق فائدة ملحوظة للبشرية، وذلك لأن جائزة الملك فيصل العالمية - بحسب ما يؤكده دائما صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل- تتميز بأنها ليست لها أهداف سياسة أو خلاف ذلك. وقد بنيت أساسا لنصرة الإسلام والمسلمين، ولدفع الثقافة العالمية، والدليل على ذلك نوعية الجنسيات، وحتى الأديان، للأشخاص الذين فازوا بهذه الجائزة، كذلك نوعية القرارات التي تتخذها لجنة الجائزة.
فالرجل الذي حملت الجائزة اسمه، كانت نيته خالصة لخدمة القضايا الإنسانية كافة، وهذا ما ساعد على تبني الجائزة الكثير من القيم التي قد لا تتوافر لأي جائزة أخرى.
جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام
قررت لجنة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام منح الجائزة ، هذا العام (1427هـ/2007م)؛ إلى رئيس جمهورية تتارستان فخامة الرئيس منتيمير شريبوفيتش شايمييف (روسيا) تقديرا لخدماته الجليلة للإسلام والمسلمين ويشمل ذلك:
-1 جهوده العظيمة في إحياء الثقافة الإسلامية في جمهورية تتارستان، وفي تعريف مسلميها بمبادئ دينهم القيِّمة.
-2 جهوده في إعادة بناء المساجد التي دمِّرت في أزمان سابقة حتى تجاوز عددها ألف مسجد؛ أربعون منها في العاصمة قازان، التي لم يكن فيها زمن الحكم الشيوعي سوى أربعة مساجد. وافتتح في عهده جامع قول شريف، الذي هو تحفة فنية.
-3 تشييد مطابع للمصحف والكتب الإسلامية وكثير من المدارس والجمعيات الإسلامية في عهده، وإنشاء الجامعة الإسلامية الروسية، التي تدرس فيها المواد بالروسية والتترية والعربية.
-4 إتِّباعه سياسة حكيمة جعلت من تتارستان مثالا للتعايش الاجتماعي السلمي، ورمزا للتسامح، كما جعلتها تحقق نهضة اقتصادية وعمرانية واضحة المعالم.
جائزة الملك فيصل العالمية
للدراسات الإسلامية
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة، هذا العام (1427هـ/2007م)، وموضوعها (الدراسات التي عُنيت بالعلوم البحتة أو التطبيقية عند المسلمين)؛ إلى مدير أبحاث من الدرجة الممتازة بالمركز القومي للبحث العلمي في باريس وأستاذ شرف في جامعة طوكيو رشدي حفني راشد (مصر/ فرنسا) تقديرا لجهوده العلمية في مضمار العلوم البحتة عند المسلمين، بحثا وتحقيقا وتعليقا ودراسة وترجمة، مؤرخا لإنجازات المسلمين في مجالي الرياضيات والضوء من علم الفيزياء في مختلف مراحل الحضارة الإسلامية، فأنتج ما يربو على ستين كتابا وأكثر من مائة مقالة بحثية. وتميز إنتاجه بالأصالة والعمق والدقة في منهجية علمية بخلق العالم والمؤرخ المتمكن من اللغات القديمة والحديثة الواسعة الانتشار، وذاع علمه وانتشر في الدوائر العلمية العربية والعالمية. ويتجلى ذلك في كتابيه، «تاريخ العلوم عند العرب» بأجزائه الستة، و»الرياضيات التحليلية بين القرن الثالث والقرن الخامس» بمجلداته الأربعة، وما ترجمه في «المسائل العددية» و»المرايا المحرقة».
جائزة الملك فيصل العالمية
للغة العربية والآداب
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب منح الجائزة، هذا العام (1427هـ/2007م) وموضوعها (الدراسات التي تناولت البلاغة العربية القديمة في موضوعاتها وأعلامها وكتبها)؛ مناصفة بين الأستاذ غير المتفرغ بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس محمد عبدالله العمري (المغرب) والأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة عين شمس مصطفى عبده ناصف (مصر) وقد منح محمد العُمري الجائزة لجهوده العلمية المتميزة في دراسة البلاغة العربية وما يتصل بمفهوم النص ودراسته.
ووظائف البلاغة والخطابة العربيتين قديما وحديثا مفيدا من الدراسات اللغوية والأسلوبية المعاصرة. واستطاع من خلال معرفته العميقة بالتراث البلاغي العربي أن يقدم إنموذجا جديدا لدراسة البلاغة العربية وفق منهج محكم وعرض دقيق.
أما مصطفى عبده ناصف فقد منح الجائزة لما تتميز به دراساته البلاغية من قراءة جديدة تتسم بالشمول والتنوع والأصالة. مع ربط تلك الدراسات بالبيئات التي استمدت منها أصولها أو التي تداخلت معها تداخلا وثيقا. كما أن دراساته تنم عن وعي جيد بالتطور الذي أحاط بالبلاغة في العصر الحديث.
جائزة الملك فيصل العالمية للطب
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة، هذا العام (1427هـ/ 2007م) وموضوعهـا (سرطان البروستاتا)؛ مناصفة بين كل من رئيس قسم الجزئيات لتخصص أمراض الغدد الصماء بجامعة لافال واستشاري الأمراض الباطنة بمستشفاها التعليمي فيرناند لابري (كندا) وأستاذ جراحة المسالك البولية في كلية الطب بجامعة جون هبكنز باتريك كريق وولش (أميركا) تقديرا لدوريهما الرائدين في مجال طب وجراحة سرطان البروستاتا؛ فقد استحدث الأستاذ الدكتور لابري، علاج أورام البروستاتا عن طريق مضادات هرمونات الذكورة بدلا عن إزالة الخصية واستخدام الهرمونات الأنثوية؛ كما طوّر طرقا جديدة للتشخيص المبكر لسرطان البروستاتا مما ساهم في إنقاذ حياة آلاف من المرضى قبل انتشار المرض. أما الأستاذ الدكتور وولش، فهو رائد جراحة استئصال البروستاتا دون المساس بالعصبات المسئولة عن القدرة الجنسية والسيطرة على التبول لدى الذكور، كما أنه أجرى دراسات مبتكرة للجوانب الوراثية لسرطان البروستاتا وتضخمها.
جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم منح الجائزة، هذا العام (1427هـ/2007م ) وموضوعها (الكيمياء)، إلى أستاذ علوم النانو في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس جيمس فريزر ستودارت (المملكة المتحدة) تقديرا لدوره الرائد في تطوير ميدان جديد في الكيمياء يُعنى بعلم النانو (أي الأبعاد التي تقارب جزءا من بليون) إذ حقق إنجازات مهمّة في مجال تعرّف الجزيئات بعضها على بعض واجتماعها في بناء ذاتي، وابتدع طرقا سريعة وذات كفاءة عالية تؤدي إلى بناء مركبات جزيئية متماسكة ميكانيكيا.
وقد تميزت بحوثه بالدقة العالية والإبداع والأصالة والابتكار، وأصبحت مصدر إلهام الآخرين، كما أدت إلى تغيير مهم لكيفية تفكير الكيميائيين حول الأنظمة الجزيئية، وإمكانية استعمالها في صناعة قواطع وآلات جزيئية مثل: المصاعد والمكوكات الجزيئية.
العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ