أفاد رئيس الاتحادين العربي والبحريني للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة أن ما حققته طائرة البحرين بخطفها لقب خليجي 18 هو رسالة للمسئولين للانتباه أكثر للكرة الطائرة وإعطائها المزيد من الاهتمام والدعم اللازمين، وقال: «إن الجهازين الفني والإداري وجميع اللاعبين بعد فوزهم بذهبية الكرة الطائرة أرسلوا رسالة للمسئولين عن الرياضة في البحرين مفادها أن الطائرة هي صاحبة الإنجازات الخارجية، لذلك هي صاحبة الحق في المزيد من الرعاية والاهتمام والدعم الأكبر».
وأضاف «مع احترامي لباقي الألعاب الجماعية الأخرى إلا أنها لم تتمكن من تحقيق أي إنجاز على الصعيد الخارجي في حين الطائرة البحرينية تواصل حصد الألقاب الخليجية والعربية، وهذا يشرفنا في الاتحاد أن نكون اللعبة الوحيدة من بين الألعاب الجماعية التي حققت احد ألقاب خليجي 18 للألعاب الجماعية»، مشددا على أن «ألقاب كرة الطائرة البحرينية ليست وليدة الأمس أو اليوم بل هي على مدى سنين طويلة والطائرة تحصد ألقاب خارجية فحققت على المستوى الخليجي ألقاب كثيرة وكذلك المستوى العربي وهذا يدل على أن كرة الطائرة عندنا بخير وهي شريك دائم في المنافسة الخليجية».
وأكد رئيس مجلس اتحاد الطائرة أن الذي تحقق جاء نتيجة تكاتف الجهود وثمار عمل جماعي دؤوب وليس وليد الصدفة أو جاء من فراغ وإنما ثمرة إخلاص عدة أطراف من أعضاء الاتحاد وأعضاء الجمعية العمومية والأندية والجهازين الفني والإداري للمنتخب وتفاني اللاعبين فجميع هؤلاء ساهموا في صنع الإنجاز، مشيرا إلى أن تحقيق اللقب الخليجي وحصد 3 ألقاب فردية من أصل 7 ألقاب نتيجة عوامل كثيرة يأتي مقدمتها تضافر الجهود، منوها إلى الدور المهم التي تلعبه الجمعية العمومية ودور الأندية في إعداد فرقها وحرصها على تهيئة اللاعبين الصغار والاهتمام بالقاعدة وموضحا على أن كرة الطائرة المحلية لديها القاعدة القوية واللاعبين الموهوبين وذلك نابع من اهتمام وحرص من الأندية فاللاعبون يأتون للمنتخبات الوطنية وهم جاهزون نوعا ما، بينما تكون مهمة القائمين على المنتخب مجرد إيجاد التوليفة المناسبة وخلق الانسجام والتركيز على الأساليب الفنية بحسب رؤى المدرب.
وواصل قائلا: «إن من الأمور التي تصنع الفارق بيننا وبين المنتخبات الأخرى وجود -ولله الحمد- المدربين الأكفاء والمؤهلين بالأندية الذين كانوا في السابق لاعبين وتحولوا للتدريب فبرعوا فيه بعد أن اجتازوا دورات في التدريب وفي الدراسات التي تتعلق بالأمور الفنية لذلك فهم يعتمدون على أسس فنية وليس كهواة من دون علم أو دراية فأثبتوا وجودهم وتمكنوا من تخريج أجيال مبدعة، وهؤلاء المدربين هم من يكتشف اللاعبين ويقومون بإعدادهم وصقل موهبتهم وتنشئتهم على أسس سليمة وهذا عوامل تجعل كرة الطائرة تتميز عن باقي الألعاب الأخرى بقوة قاعدتها ووفرة اللاعبين الصاعدين في كل موسم».
كذلك ربط الشيخ علي نجاحات الطائرة البحرينية بالعلاقات القوية بين اتحاد الطائرة مع الاتحادات الخليجية والاتحادات الإقليمية والآسيوي والدولي التي تساعدنا في عملية التطوير والنهوض بالكرة الطائرة كما أن علاقاتنا الخارجية تسهل لنا بعض المهام وتذلل بعض العقبات أمامنا.
وأضاف «أعتقد أن بعض الاتحادات الأخرى لديها نوع من الإشكالات في عدم صفو الرؤيا الواضحة حتى يقوم بها الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الدولي للعبة».
وأيضا من العوامل الهامة توفق الاتحاد في التعاقد مع مدرب المنتخب الكسندر سانسيك، وقال: «نحن محظوظون في التعاقد مع مدرب في حجم سانسيك، إذ أثبت جدارته وإمكاناته الفنية فكان يجتمع مع اللاعبين بشكل يومي وقبل كل مباراة يجري جرعة تدريبية صباحية يعطي اللاعبين خلالها تعليماته وأسلوبه الفني الذي سيخوض به اللقاء كما يزودهم بالتحليل عن الفريق الخصم وطريقة لعبه ويكشف لهم مواطن الضعف والقوة فكان اللاعبين يركزون على ذلك وهذا سبب فوزنا في غالبية المباريات، ونحن في الاتحاد مرتاحون وراضون من عمل المدرب وبشخصيته القوية».
وكشف الشيخ عن بعض المحاولات الخليجية لخطف المدرب، فقال: «كانت الأعين على المدرب من قبل المنتخبات والفرق الأخرى من أندية خليجية، ولكن وضعنا حدا لهذا الموضوع وتمسكنا بالمدرب من خلال تجديد العقد معه ومع المحلل الفني الإحصائي ميلان لفترة إضافية وبالتالي لزمناهم بالعقد قبل أن نسافر للبطولة وقطعنا الطريق أمام إغراءات المنتخبات والأندية الخليجية».
وشدد الشيخ على ضرورة الاستقرار الفني لنجاح أي منتخب وقال: «عمدنا إلى استقرار الجهاز الفني بالمنتخب لأطول فترة ممكنه لاعتقادنا بان تغيير المدرب سيؤثر سلبا على استقرار الفريق لذلك يجب ألا تقل الفترة عن سنتين وبعدها من الممكن أن تبحث عن مدرب آخر».
استراتيجية بعيدة
وأشار الشيخ علي إلى أن الاتحاد يضع في اعتباره استراتيجيات وخطط بعيدة المدى وكان منذ شهر يونيو/ حزيران في العام الماضي ووضع نصب أعينه بأن بطولة خليجي 18 يجب أن يقدم فيها المنتخب أفضل ما لديه.
وتابع: «الحمد لله حققنا فيها الإنجاز وسارت الأمور مثل ما كان مخطط لها وبحسب الإستراتيجية الموضوعة للمنتخب وهذا كله بفضل تكاتف الجهود من أعضاء مجلس الإدارة والجهازين الفني والإداري واجتهاد اللاعبين وإصرارهم وحرصهم على تشريف بلدهم».
وأضاف: «بصفتي رئيس الوفد كنت معهم دائما وكنت قريب من صغائر الأمور قبل كبائرها والإخوان قبل المشاركة وعدوني بتحقيق البطولة وافوا بالوعد، ويعد المحور الأساسي في هذا الانتصار هو إصرار اللاعبين».
نعم، الحظ خدمنا
وعن فوز منتخبنا باللقب جاء عن جدارة واستحقاق أم خدمه الحظ وخصوصا بعد الهزيمة أمام العمانيين، إذ لعبت بعض النتائج المفاجئة الدور في ميل اللقب لنا.
واعترف الشيخ علي بأن الحظ وقف إلى جانبنا فقال: «نعم، كنا محظوظين وهذا الأمر وارد في كل البطولات أن يخدم الحظ بعض المنتخبات للظفر بلقب البطولة وهذه الأمور لا تحسب»، وواصل: «لا ننكر أن الحظ خدمنا بفوز منتخب الكويت المفاجئ على عمان 3/صفر وفوزنا على قطر 3/1وهذا أمور لا تحسب وفي كل المسابقات إذا لم يقف الحظ بجانبك فلن تحقق لقب البطولة حتى وإن كنت الأجدر».
الشوط المعجزة
وأشار الشيخ علي إلى أن من بين الحوادث التي لعبت دورا مهما في صالحنا خسارة المنتخب العماني في الشوط الثاني أمام قطر بنتيجة تاريخية قوامها 25/5 الأمر الذي قضى على آمال العمانيين في تحقيق اللقب بفارق نقاط الأشواط وهذه الأمور قلما أن تحدث بل لم تحدث في كرة الطائرة وهذا حدث تاريخي بالنسبة إلينا ولو كانت المباراة بين فريق من الناشئين مع أي فريق بالعالم سيحقق نتيجة أفضل من 25/5 ومع ذلك الله أراد ووفقنا في إحراز لقب البطولة بفضل فوز قطر بهذا الفارق الكبير الذي ساعدنا في تحقيق اللقب بفارق نقاط الأشواط عن عمان.
الثقة المفرطة وراء هزيمتنا
وعن خسارتنا أمام عمان، قال الشيخ علي: «أعتقد أن اللاعبين دخلوا اللقاء بثقة مفرطة نوعا ما وفي اعتقادهم أن عمان فريق من السهل تجاوزه وإن الفوز حليفنا في النهاية ولكن فوجئوا بمستوى العمانيين وكانوا غير مستعدين نفسيا واعتقد أن بعض اللاعبين لم يظهروا بمستواهم الحقيقي والمنتظر منهم وبالتالي صعبت عليهم المباراة فخسروا».
تواضع مردود بعض اللاعبين
وأشار رئيس الاتحاد إلى عدم رضاه عن أداء بعض اللاعبين حين قال: «للأسف هناك بعض اللاعبين لم يقدموا المستوى المأمول منهم وجاء أداؤهم مخيبا لنا ولكن نحن كإدارة لا نتدخل في عمل المدرب، واختيار اللاعبين أو استبعادهم شأن متروك لنظرة الجهاز الفني للمنتخب».
تطلعات مستقبلية
وكشف رئيس الاتحاد عن أن الخطة القادمة ستركز على إعداد منتخب الناشئين المشارك في بطولة الخليج، وقال: «في الأيام المقبلة سنركز على إعداد منتخب الناشئين، إذ سيشارك في بطولة الخليج للناشئين في الكويت وفي البطولة العربية بسورية ونحن نعمل على إعداد الفريق بقيادة المدرب العراقي عامر خليل، أما منتخب الرجال فسيتم تجميع الفريق مجددا قبل شهر رمضان المقبل، إذ سينتظم جميع اللاعبين في معسكر داخلي في البحرين ثم السفر لمعسكر خارجي وذلك استعدادا للمشاركة في بطولة الخليج للرجال في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2007».
من ناحية النشاط المحلي، فقد أقرت الجمعية العمومية مشاركة اللاعب الأجنبي في دوري هذا الموسم وأعتقد أن هذا النظام سيخلق منافسة أكبر بين الفرق وسيعطي الدوري المزيد من الإثارة والحماس.
الإنجاز للقيادة الرشيدة
وأهدى رئيس الاتحاد الفوز باللقب إلى الملك المفدى وإلى صاحب السمو رئيس الوزراء وإلى ولي العهد الأمين كما أهداه إلى أسر اللاعبين، وتقدم بالشكر الجزيل لأعضاء مجلس الاتحاد وللجهازين الفني والإداري وإلى جميع اللاعبين على إصرارهم في إفراح أهاليهم وذويهم.
نأمل في حملة وطنية
وفي نهاية حديثه وجه رئيس الاتحاد الدعوة للمؤسسات الوطنية والشركات التجارية والشخصيات أن تساهم في تكريم اللاعبين الحائزين بذهبية الطائرة وتشريفهم للرياضة البحرينية وأضاف: هذا الأمر ليس بغريب على التجار في تشجيع أبنائهم البحرينيين حتى يكون حافزا ودافعا لهم في المستقبل على بذل المزيد من الجهد وحصد الألقاب سواء في الطائرة أو الألعاب الأخرى، كما وجه نداءه بالقيام بحملة وطنية لجمع الدعم حتى يحظى أبطال البحرين بالتكريم اللائق.
العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ