حفلت الجولة الثالثة من دوري الدرجة الثانية بالكثير... وتميزت بغزارة الأهداف في مبارياتها الثلاث، وكذلك تميزت ببعض الإثارة التي غابت نوعا ما خلال الجولتين الماضيتين، وبدأت تتضح شيئا فشيئا معادلات المنافسة وفرسانها الذين سيتصارعون على نيل وحصد البطاقتين المؤديتين إلى طريق الأضواء في دوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل بحسب المعطيات الفنية لكل فريق وما قدمه خلال الجولات الثلاث الماضية من مستوى ونتائج.
المستوى العام للجولة تأثر بعض الشيء بعد التوقف الطويل للفرق، ما أدى لهبوط معدلات اللياقة البدنية للاعبين وكذلك غياب التنسيق والتفاهم بينهم، ويمكن القول إن الحماس غلب على أداء جميع الفرق وطغى على الفنيات في جميع المباريات.
بالنسبة إلى نتائج الجولة لم تحمل الكثير من المفاجآت، فجاء فوز الحد والاتحاد والتضامن متوقعا نظرا إلى ما قدموه في الجولتين الماضيتين فواصلوا به في هذه الجولة وليتبوأ الحد مقعد الصدارة بفارق الأهداف عن الاتحاد ثم التضامن ثالثا، لتتقدم هذه الفرق الركب، في حين شهدت هذه الجولة تراجعا مخيفا لفريقي البديع ومدينة عيسى وخصوصا هذا الأخير الذي ظهر بصورة لا تنم عن طموحات مسئوليه وجهازه الفني، أما البديع فواصل تراجعه النسبي ما يشكل علامة استفهام لمستواه وطموحه، أما الاتفاق فعلى رغم خسارته فإنه قدم مستوى جارى به خصمه الاتحاد وكاد يعرقل مسيرته، أما الفريق السابع قلالي فكان في محطة الاستراحة الإجبارية التي يفرضها عليه جدول المسابقة.
أهداف غزيرة
شهدت الجولة الثالثة من دوري الدرجة الثانية تسجيل 13 هدفا بواقع 4.33 أهداف في كل مباراة من مباريات الجولة الثلاث وهو معدل تهديفي كبير. وتعتبر هذه الجولة من أكثر الجولات تهديفا بعد أن شهدت الجولة الأولى تسجيل 3 أهداف فقط، والثانية 4 أهداف.
ستانلي في طليعة الهدافين
تمسك لاعب فريق البديع النيجيري ستانلي بصدارة لائحة الهدافين برصيد 3 أهداف بتسجيله هدفه الشخصي الثالث في مرمى التضامن يأتي بعده لاعب الحد محمود الحنفي ولاعب الاتحاد محمد يوسف برصيد هدفين لكل منهما.
اليد الواحدة لا تصفق
قدم اللاعب المغربي المحترف في صفوف مدينة عيسى نبيل محمد مستوى وجهدا كبيرا في مباراة فريقه مع الحد وكان بحق أفضل اللاعبين وكان وراء كل هجمة لفريقه، إلا أن زملاءه اللاعبين لم يتمكنوا من مساعدته وظهروا بصورة سلبية وخصوصا في الشوط الثاني لتذهب جهوده سدى.
قفاز الإجادة إلى حارس البديع
ارتدى حارس فريق البديع ناجي عنبر قفاز الإجادة في هذه الجولة بعد أن تمكن من حماية مرماه وإنقاذ فريقه من الكثير من الفرص الرمادية والمحققة لفريق التضامن، وكاد عنبر يخرج بفريقه متعادلا لولا هدف السكتة القلبية في الوقت القاتل الذي خرج به التضامن فائزا وحاصدا نقاط المباراة.
هدف السكتة القلبية
جاء هدف التضامن الثاني والفوز بالمباراة أمام البديع في الوقت المحتسب بدل الضائع عن طريق اللاعب زهير عبدالجليل والذي نستطيع أن نطلق عليه لقب هدف السكتة القلبية» أو «الموت المفاجئ».
شاكر ثائرا
مدرب الاتحاد شاكر عبدالجليل بانت عليه العصبية في شوط المباراة الثاني التي جمعت فريقه بالاتفاق وخصوصا بعد هدف التعادل للاتفاق، إذ ظهرت عليه علامات عدم الرضا عن بعض القرارات التحكيمية وكان الاحتجاج عليها من مقاعد البدلاء واضحا ودخل في حوارات وبصوت مسموع مع الحكم الرابع الدولي جعفر العلوي وكان ثائرا.
الظهور الأول
شارك في صفوف فريق الاتحاد أمام الاتفاق لأول مرة هذا الموسم محترفه الجديد النيجيري ديفيد بعد وصوله المتأخر، وكذلك شارك مع التضامن في مباراته مع البديع محترفه العاجي موسى بعد وصول بطاقته أخيرا خلال فترة توقف الدوري، وأخيرا شارك اللاعب الكاميروني زيزي في صفوف الحد في مباراته مع مدينة عيسى لأول مرة أيضا.
خسارة كادت تطيح برأس المدرب
كادت تؤدي خسارة البديع من التضامن بالإطاحة بمدرب الفريق التونسي البشير بن رابح ولكن الانقسام الواضح بين أعضاء مجلس إدارة النادي وتساوي الأصوات بين بقائه والإطاحة به أبقت عليه إلى إشعار آخر، وكان مجلس إدارة نادي البديع اتخذ قرارا يتم بموجبه ضم المدرب العراقي عبدالأمير ناجي إلى الجهاز الفني وتعيين وتكليف مساعد مدرب الفريق الأول فوزي الدلهان لتدريب فريق الشباب بالنادي.
أجمل هدف
سجل محترف مدينة عيسى المغربي نبيل محمد أجمل أهداف الجولة الثالثة في مرمى فريق الحد، لكن مدينة عيسى خسر المباراة بشكل دراماتيكي بنتيجة 5/2 بعد أن أنهى الشوط الأولم متقدما بهدفين مقابل لاشيء.
نبيل محمد بذل مجهودا فرديا رائعا قبل أن يحرز الهدف، إذ جرى بالكرة من منتصف الملعب مراوغا كل من واجهه من لاعبي الحد قبل أن يضع الكرة من فوق الحارس ومن زاوية صعبة جدا، واستحق فعلا أن يكون هدف الأسبوع.
رمضان يراقب
غاب فريق قلالي عن مباريات هذه الجولة وخضع لراحة إجبارية يفرضها عليه جدول المسابقة، فاغتنم مدرب الفريق سعد رمضان الفرصة من أجل متابعة المباريات ورصد الفرق وتدوين ملاحظاته الفنية عنها.
مدرب الأسبوع
استحق مدرب فريق الحد الوطني إبراهيم أحمد نجومية الأسبوع الثالث، وكان المدرب الأبرز في هذه الجولة بعد أن قاد فريقه بحنكة إلى تحويل تخلفه في الشوط الأول أمام مدينة عيسى إلى فوز كبير في الشوط الثاني 5/2.
إبراهيم أحمد تميز بهدوء أعصابه على رغم خروجه من الشوط الأول خاسرا بهدفين نظيفين، وتميز أيضا بقراءته السليمة لمجريات المباراة وعرف كيف يعالج أخطاء فريقه في الشوط الثاني بالإضافة إلى ترميم الفريق من خلال تغييراته الموفقة بإشراكه محمد المحرقي والنيجيري عبدالفتاح اللذين فتحا طرقا عدة إلى مرمى مدينة عيسى وتم تسجيل 5 أهداف من خلالها جعلت فريقه يطير لمشاركة الاتحاد قمة الدوري.
مباراة الأعصاب
نستطيع أن نطلق على مباراة مدينة عيسى والحد مباراة الأعصاب المتشنجة نظرا إلى ما شاهدناه فيها إذ كثرت الاحتجاجات على القرارات التحكيمية سواء من اللاعبين أو الإداريين وحتى الجمهور الذي حضر المباراة، وما حدث بعد نهايتها من حارس البديع رشيد بخاري الذي حاول القفز إلى المدرجات والاشتباك مع أحد الجماهير وهي فعلا ظاهرة غريبة وغير مسئولة.
العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ