مرت أيام المجد سريعا على نجمي المنتخب الألماني الأول لكرة القدم الشابين باستيان شفينشتايجر ولوكاس بودولسكي مع تفاقم المشكلات الفنية للاعبين وفشلهما في الارتقاء لمستوى أدائهما السابق.

عاش اللاعبان الشابان حياة ألمع نجوم الغناء خلال وعقب بطولة كأس العالم التي استضافتها ألمانيا في الصيف الماضي. إلا أن هذا التألق لم يدم طويلا على رغم أن كلا اللاعبين أصبحا زميلين في نادي بايرن ميونيخ الشهير بعد انتقال بودولسكي إليه قادما من كولون.

وكتبت صحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار الجمعة في عنوانها الرئيسي تقول: «سقوط نجومنا المدللين في كأس العالم»

مشيرة إلى أن شفينشتايجر وبودولسكي كانا على قدر المسئولية في المناسبات الرسمية وفي الإعلانات التلفزيونية وحسب.

وعندما يستضيف بايرن ميونيخ فريق أرمينيا بيليفيلد اليوم (الأحد) في إطار منافسات دوري الدرجة الأولى الألماني من المرجح أن يجلس بودولسكي مجددا على مقاعد البدلاء بينما سيجلس شفينشتايجر في المدرجات بسبب عقوبة الإيقاف الموقعة عليه.

وظهر شفينشتايجر بأقل من مستواه المعهود في مباراة ألمانيا الودية التي تغلبت بلاده فيها على ضيفتها سويسرا 3/1 يوم الأربعاء الماضي. كما يبدو أن مركز صانع ألعاب بايرن ميونيخ الذي ذهب لشفينشتايجر بعد انتقال نجم الفريق مايكل بالاك إلى نادي تشلسي الانجليزي أكبر من إمكانات شفينشتايجر بكثير.

ولا يبدو أن مدير بايرن ميونيخ أولي هونيس راض عن أداء شفينشتايجر العام مع بايرن ميونيخ إذ نقل عنه تعليقه على اللاعب بأنه: «لم يبذل الجهد الكافي على الملعب في الآونة الأخيرة. ولن أقبل بذلك بعد الآن».

ولكن آخرين مثل رئيس بايرن ميونيخ فرانز بيكنباور ومدرب الفريق أوتمار هيتزفيلد ومدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف أكدوا أنهم سيصبرون على شفينشتايجر البالغ من العمر 22 عاما.

إذ أوضح هيتزفيلد أن شفينشتايجر يشعر: «بعدم الأمان» بينما ذهب بيكنباور إلى القول بأنه «من الطبيعي لأي لاعب شاب ألا يظهر بمستوى عال دائما».

أما شفينشتايجر فقال: «لا أعرف شخصا يقدم أداء رائعا كل يوم فنحن مجرد بشر. وأنا أحاول تقديم أفضل ما لدي كل يوم، وهذه هي وظيفتي».

وأكد هيتزفيلد إنه سيستمر في الاعتماد على شفينشتايجر وكذلك سيفعل لوف الذي يستعد لمباراة ألمانيا المقبلة المهمة في براغ في التشيك في 24 مارس/ آذار المقبل في إطار التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية يورو 2008.

وقال لوف: «لقد لعب شفينشتايجر بطولة كأس عالم رائعة. وبعد البطولة كان من أهم اللاعبين الأساسيين في الفريق وسجل الكثير من الأهداف. لذلك يوجد رضا كبير عن مراحل تطوره. وسيتجاوز اللاعب هذه الكبوة».

وأضاف لوف أنه سيستمر في اعتماده على بودولسكي أيضا على رغم تألق المهاجم كيفين كوراني وتسجيله هدفا لألمانيا بعد عودته للفريق في مباراة سويسرا. إلى جانب تألق الوافد الجديد على المنتخب الألماني ماريو غوميز الذي سجل هدفا هو الآخر في المباراة نفسها.

وقال لوف: «أعتقد أن بودولسكي سيكون ضمن التشكيل الأساسي لمنتخب ألمانيا في مباراة 24 مارس المقبل. فهو هداف التصفيات الأوروبية برصيد 7 أهداف. يجب أن نثق في اللاعبين الشباب. فقد سبق وأن أسعدنا كثيرا لوكاس وشفيني (شفينشتايجر) أيضا».

إلا أن الأخبار ليست كلها جيدة بالنسبة لبودولسكي لان لوف أوضح أيضا أن اللاعب عليه «أن يبذل جهدا كبيرا ليفي بمتطلبات منتخب بلاده». وهي مهمة صعبة بالنسبة لبودولسكي على اعتبار أنه لم ينجح حتى الآن في حجز مكانه الأساسي بصفوف بايرن ميونيخ الذي يعتمد على المهاجمين كلاوديو بيزارو وروي ماكاي بشكل أساسي في جميع مبارياته.

ويرى حارس مرمى بايرن ميونيخ أوليفر كان وقائده أن مشكلة بودولسكي هي أنه ربما لا يكون متفانيا تماما في الملعب ولكن حارس مرمى المنتخب الألماني ينز ليمان قال إن بودولسكي وربما شفينشتايجر أيضا كانا ضحايا للأندية الألمانية التي لا تقدم الدعم الكافي لمواهبها الشابة.