العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ

أبناء سترة «عال العال» دخلوا تاريخ السلة من أوسع الأبواب

في ليلة ستبقى في الذاكرة كثيرا وشهدت احتفالات حتى الصباح

الجفير - محمد عباس، جعفر العالي 

16 فبراير 2007

غيّر فريق سترة لكرة السلة أمس الأول خريطة كرة السلة البحرينية، وأثبت من جديد أن الإنجازات تتحقق لمن جد وعمل وخطط بشكل سليم. الستراوية عملوا وقبل بداية الموسم الجاري بكل جد ومثابرة فكان لهم ما خططوا له، متفوقين على العمالقة التاريخيين لكرة السلة البحرينية، ومؤكدين أن عصرا جديدا بدأ في كرة السلة البحرينية.

الكل يعلم قبل المباراة قوة فريق المنامة وخبرة لاعبيه في مثل هذه المباريات النهائية فهم بطل من دون منازع، وأطاحوا في طريقهم بالحالة في نصف النهائي الذي يعتبر من أفضل فرق كرة السلة البحرينية.

كل ذلك لم يمنع الستراوية من تحقيق مفاجأتهم وإثبات جدارتهم بعد أن تصدروا القسم الأول من الدوري وفازوا على المنامة فيه.

بعض المراقبين كان يقلل من نتائج فريق سترة ويقولون عنه بأنه فريق لا يمتلك نفسا طويلا للمواصلة وتحقيق البطولات إلا أن الستراوية أثبتوا عكس ذلك تماما.

في مباراة أمس الأول تفوق الستراوية على منافسهم طوال المباراة، إذ بعد تقدم المنامة في البداية تمكن سترة من تسيير المباراة لصالحه والمحافظة على تقدمه حتى النهاية من دون أن يترك المباراة تفلت منه.

نجوم سترة ظهروا بشكل مميز وأكدوا أن مستواهم الفني لا يقل عن نجوم فريق المنامة، كما أن محترفي سترة تفوقوا على محترفي المنامة في التسجيل والتأثير في مباراة الأمس.

العريس في تلك المباراة التاريخية كان بحق مدرب فريق سترة المدرب الوطني الشاب علي عبدالغني الذي أثبت علو كعبه هذا الموسم، والذي كشف قدرات المدرب الوطني وإمكاناته التي تجسدت في الوصول إلى القمة من خلال فريق جاد ومثابر لم يكن من قبل معروفا كثيرا في كرة السلة البحرينية.

كرة السلة البحرينية ومنذ انطلاقتها وإلى ما قبل أمس الأول كانت تلعب بين 4 أندية فقط هي المنامة والأهلي والحالة والمحرق، ليشهد أمس الأول دخول قطب جديد سيضيف الكثير إلى هذه اللعبة في البحرين.

وشهدت نهاية المباراة احتفالات ستراوية كبيرة داخل صالة مركز الشباب في الجفير، أعقبتها احتفالات جماهيرية في الشوارع امتدت إلى داخل سترة حيث تراقصت الجماهير هناك على وقع الأغاني الشعبية حتى الصباح احتفالا بهذا الانجاز التاريخي غير المسبوق للستراوية.

«الوسط الرياضي» يتواصل مع إنجاز سترة التاريخي اليوم لعرض الأفراح الستراوية ووجهة النظر الفنية عن المباراة.

طلال موسى: سرنا خطوة بخطوة نحو القمة

مساعد مدرب فريق سترة الكابتن طلال موسى أوضح أن فريقه كان يتوقع الفوز في المباراة والحصول على اللقب على رغم أنهم يواجهون فريق المنامة متسيد كرة السلة البحرينية، وقال: «كنا نتوقع الفوز لأن فريقنا مشى خطوة بخطوة وصولا إلى أعلى مستوياته في المباراة النهائية، كما أننا كسرنا الحاجز النفسي من خلال فوزنا على المنامة في القسم الأول من الدوري ما أعطانا ثقة أكبر قبل المباراة النهائية».

وأضاف «كانت استراتيجيتنا في المباراة تعتمد على إبقاء المباراة متقاربة حتى الفترة الأخيرة منها والتي ستشهد الحسم وقد نجحنا في ذلك من خلال الأعصاب الهادئة التي تعامل بها اللاعبون داخل الملعب».

وأثنى موسى على لاعبي فريقه وبالتزامهم بالخطة الدفاعية الموضوعة للفريق من خلال الدفاع القوي، وقال: «طبق لاعبونا الخطة الدفاعية بشكل صحيح وتمكنوا من إجبار المنامة على ارتكاب الكثير من الأخطاء الهجومية التي قمنا باستغلالها».

وعن اعتماد فريقه على اللاعب العراقي قتيبة عبدالله، قال: «اعتمدنا على اللاعب قتيبة لأن هناك نقطة ضعف في دفاع المنامة في مراقبة هذا اللاعب وقد استغللنا ذلك بشكل صحيح إلا إننا لم نغفل اللعب الجماعي الذي كان السبب الرئيسي في تحقيق الفوز».

عبدالعزيز عبدالباقي: شعور غريب بعد تحقيق البطولة

وصف لاعب فريق سترة لكرة السلة عبدالعزيز عبدالباقي الذي حصل على لقب أفضل لاعب شامل في المباراة شعوره بعد الفوز بالبطولة بالغريب في ظل السعادة الكبيرة التي غمرته بعد الفوز بالبطولة التي أتت بعد جهد كبير، وقال: «فريق المنامة فريق قوي وليس من السهل التغلب عليه ولكن ثقتنا في أنفسنا وفي إمكاناتنا دفعنا للفوز باللقب».

وأضاف «لدينا في فريق سترة أكثر من لاعب مميز كما أننا نملك دكة احتياط قوية فجميع اللاعبين نجوم قادرون على إحداث الفارق في أية لحظة، وفي المستقبل الفريق مقبل على تطور أكبر».

وبيّن عبدالباقي أن فوز فريقه في المباراة النهائية رد مباشر على جميع المشككين في تصدر الفريق للقسم الأول من الدوري، وقال: «فريق سترة ليس فريق مفاجآت أو مصادفات وإنما هو فريق متمكن جاء بتخطيط سليم من الإدارة وبإمكانات مميزة من الجهاز الفني الذي أنتج توليفة مميزة للفريق».

وأضاف «تمكنا من إحداث الفارق في الفترة الأخيرة مستغلين خروج عدد من لاعبي المنامة الأساسيين وخصوصا في ظل عدم قدرة احتياطيي المنامة على سد فراغ الأساسيين».

قتيبة عبدالله: طبقنا تعليمات المدرب وتمكنا من الفوز

اللاعب المتألق في المباراة النهائية العراقي قتيبة عبدالله قال عن تألقه: «توفقت في المباراة من خلال تطبيق تعليمات المدرب الذي أعطاني مهمات محددة نجحت فيها».

وأضاف «لم تشكل هذه المهمات ثقلا علي في الملعب لأن بقية اللاعبين ساعدوني بالشكل الصحيح وخصوصا في ظل تألق اللاعبين في الدفاع والهجوم».

وتابع «ليست المرة الأولى التي نلعب فيها أمام فريق المنامة ونحن نعرف هذا الفريق جيدا ودرسناه بشكل جيد وتعرفنا على نقاط الضعف فيه واستغللناها بالشكل المطلوب».

وواصل «لعبنا بنظام واحد طوال المباراة واستغللنا الفترة الرابعة لتحقيق التقدم وتسيير المباراة لصالحنا وخصوصا في ظل خروج عدد من لاعبي المنامة بالأخطاء الشخصية».

وتمنى قتيبة أن يكون الدوري من نصيب سترة إلى جانب بطولة الكأس التي حققها الفريق. وقال: «الفوز بالكأس سيدفعنا إلى المنافسة بشكل أكبر على بطولة الدوري التي نتمنى تحقيقها في ظل تفوقنا الواضح في الدور الأول والثقة التي امتلكناها بعد الفوز بالكأس».

مباراة بين الجمهورين

قبل بداية المباراة بمدة كانت مدرجات صالة مركز الشباب في الجفير مليئة بجماهير الفريقين اللذين بدءا مباراة خاصة بينهما في ظل الحماس الكبير الذي سبق المباراة.

وكان لجمهور الفريقين دور كبير في طباعة المباراة بطابعهما الخاص من خلال التشجيع المستمر والمتواصل مع التحلي بالروح الرياضية في التشجيع.

إلا أن نهاية المباراة شهدت انفلاتا جماهيريا من قبل جماهير المنامة من خلال رمي المخلفات داخل الملعب ومن ثم حدوث اشتباكات متفرقة بين جماهير سترة المحتفلة وجماهير المنامة الساخطة قبل أن تتم السيطرة على الوضع بعد تدخل قائد المنامة الخلوق نوح نجف الذي تقبل الهزيمة بروح رياضية وعمل على تهدئة جماهير فريقه. فألف تحية إلى هذا اللاعب الذي ساهم بشكل كبير في السيطرة على الأوضاع وإخراج المباراة إلى بر الأمان.

الجزيري: سترة دوّن اسمه في سجل ألقاب السلة

أكد مدير نشاط كرة السلة بنادي سترة عصام الجزيري أن سعادته لا توصف بعد أن حقق فريقه أول لقب في تاريخه وقال الجزيري: «إن الفريقين قدما مباراة قوية مثيرة وكان سترة منافسا قويا وقدم عرضا رائعا وحقق الفوز عن جدارة واستحقاق وكان على الموعد مع جماهيره الوفية التي ظلت تأزره منذ البداية حتى النهاية، والفريق ظل يهاجم حتى الثانية الأخيرة مما جعل المباراة مثيرة حتى نهايته»، وأضاف «إن المنامة أيضا قدم أداء جيدا وكان ندا صعبا إلا أن سترة عرف كيف يتعامل مع الأوقات الحرجة التي شهدت سيطرة سترة على الأمور حتى أنهى المباراة لصالحه استطاع أن يحافظ على الفارق بل وزيادته في نهاية المباراة إلى 13 نقطة»، وتابع «إن وجود الجماهير الكبيرة في مباراة أمس شيء طيب يستحق الإشادة والتقدير؛ لأن هذا الحضور كان له دور كبير في حماس اللاعبين، وارجع الجزيري فوز سترة إلى الإمكانات الفنية التي يتمتع بها اللاعبون بجانب العزيمة والإصرار وإرادة الفوز».

كما أشاد الجزيري بمدرب الفريق علي عبدالغني مع اللقاء وقال: «تعامل المدرب مع اللقاء بتكتيك ناجح عرف كيف يوظف جميع اللاعبين في خدمة الفريق كلل كما أجاد في الاسلوب الدفاعي الذي اتبعه واوقف المفاتيح الفنية لدى المنامة وعطل مكمن الخطورة».

وهنأ الجزيري جميع أهالي سترة من دون استثناء بهذا اللقب الغالي مؤكدا بانها بداية لعصر جديد للسلة الستراوية بعد كتبت اسمها بأحرف من ذهب وأصبحت في سجل الحائزين على ألقاب السلة البحرينية.

ميلاد: المنامة افتقد التركيز في البداية وسترة لعب بأسلوب واحد

قدم المدرب الوطني نجاح ميلاد نظرة فنية على المباراة النهائية، إذ بدأ حديثه بشكر الفريقين على الأداء الراقي والممتع الذي قدماه.

وقال: «لعب فريق سترة بتكتيك واحد طوال المباراة منذ بدايتها وحتى النهاية، عن طريق لعب الكرة في الهجوم بين الثلاثي حسين تقي والعراقي قتيبة عبدالله والأميركي دونالد أوتس وتمكنوا بذلك من خلق ثغرات في فريق المنامة وتسجيل الكثير من النقاط عن طريق هذا الثلاثي إذ سجل أوتس 27 نقطة وقتيبة 20 نقطة وتقي 17 نقطة».

وأضاف «سترة عمل كذلك على خلق ثغرات في دفاع المنامة واعتماد اللعب الفردي من قتيبة الذي تفوق على خصمه في الدفاع».

وعن فريق المنامة قال: «فريق المنامة لم تكن بدايته بالشكل الجيد، إذ شاب الفريق نوع من عدم التركيز لأنه كان مركز على اللاعب الأميركي ألبرت الذي فرضت عليه رقابة لصيقة من دفاع سترة بشكل أجبره على الخروج من المباراة في بعض فتراتها».

وأضاف «حاول المنامة الاعتماد على محمود غلوم في بعض الفترات ولكنهم لم يوفقوا في ذلك في ظل ابتعاد غلوم عن مستواه المعهود، كما أن خروج الأميركي فرانك بار ساعد سترة كثيرا في الفترة الأخيرة إلى جانب خروج محمد نجف الذي زعزع دفاع المنامة».

وتابع «فريق المنامة تمكن من الرجوع في الفترة الثالثة وكان قريبا من التقدم في الفترة الأخيرة وخصوصا في الدقائق الثلاث الأولى منها إلا أن سترة استغل الأخطاء التي وقع فيها لاعبو المنامة في الوقت الذي تألق فيه حسين تقي بتسجيل 3 رميات ثلاثية متتالية وحاسمة أنهت المباراة ووسعت الفارق».

واعتبر ميلاد فوز فريق سترة بكأس السلة للمرة الأولى في تاريخه ليكسر بذلك احتكار المنامة للقب في العامين الأخيرين بالأمر الجيد لكرة السلة البحرينية، وقال: «ما حدث مؤشر إيجابي يدل على تطور كرة السلة البحرينية في ظل دخول قطب خامس إلى جانب المنامة والأهلي والحالة والمحرق كما أن النويدرات مؤهل للمنافسة أيضا ما سيعطي الدوري البحريني الكثير من الزخم الفني بشكل سينعكس ايجابا على المنتخبات الوطنية».

وأضاف «أتمنى من الأندية المحلية تقليل الاعتماد على اللاعبين المحترفين من خلال إقرار لاعب محترف واحد في الملعب لإتاحة الفرصة أكثر أمام اللاعبين البحرينيين للبروز والتألق».

العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً