بعد شهر واحد من إحراز لقب بطولة أستراليا المفتوحة عاد السويسري روجيه فيدريه أمس (الاثنين) إلى منافسات التنس وقد رصد أمامه المزيد من الأرقام القياسية التي تنتظر تحطيمها على يده.

إذ بدأ النجم السويسري مشواره في بطولة دبي المفتوحة للتنس هذا الأسبوع محطما الرقم القياسي العالمي لعدد الأسابيع المتصلة التي قضاها أحد اللاعبين متربعا على قمة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين والمسجل باسم النجم الأميركي السابق جيمي كونرز الذي احتفظ بالمركز الأول للتصنيف منذ يوليو/ تموز 1974 وحتى أغسطس/ آب 1977 أي لمدة 160 أسبوعا متواصلا.

وعلى رغم أنه لا يوجد ما يمكن أن يقلل من شأن الانجاز الذي حققه كونرز قبل 3 عقود تقريبا فإن عالم التنس الذي يقبض فيدريه على سيطرته في الوقت الراهن يشبه عرين الأسد مقارنة بعالم التنس الذي كان يلعب فيه كونرز.

كما أن فيدريه الحذر الذي يضع جدولا مثاليا لموسمه بينما يتنقل من رقم قياسي إلى آخر ومن بطولة إلى أخرى أظهر كل علامات الاستمرارية وهو ما قد يقوده إلى تحقيق أفضل الأرقام القياسية على الإطلاق في تاريخ التنس.

وسيكون الهدف التالي في قائمة فيدريه الشرفية هو تحطيم الرقم القياسي العالمي للنجم جون ماكينور الذي احتل صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين لمدة إجمالية وصلت إلى 170 أسبوعا خلال مشواره الرياضي.

بينما وصل إجمالي الأسابيع التي تربع فيها كونرز على قمة التصنيف العالمي 268 أسبوعا مقابل 270 أسبوعا لخصمه اللدود إيفان لندل و286 أسبوعا للنجم الأميركي بيت سامبراس.

ويقول فيدريه: «من الرائع أن تحقق رقما قياسيا عالميا كهذا. إذ إنه يصعب تحطيمه. وهذا الأمر لا يحدث في ليلة وضحاها وإنما يأتي نتيجة لعمل شاق وطويل. فحتى إذا خسرت المركز الأول لاحقا فمازلت أعتقد أنني سأكون دائما بين الأسماء المتقدمة في سجلات الأرقام القياسية وهو أمر رائع».

ولكن فيدريه الذي يقيم قاعدته التدريبية في مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة أكد أنه حتى إن كان في مرحلة ما من مشواره الرياضي قد نجح في إحراز 46 لقبا فمازال من المؤكد أنه لن يستطيع تكرار إنجاز كونورز الذي أحرز 109 ألقاب خلال مشواره الرياضي.

وقال فيدريه: «لا أعتقد أن هذا الانجاز يمكن أن يتكرر أو يتم تجاوزه أبدا. إنه (كونرز) أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق ولعب لسنوات طويلة جدا. ولاشك في أن احتفاظ لاعب ما بلياقته البدنية طوال هذه المدة وبالكفاءة نفسها أمر استثنائي».

وانطلق فيدريه بمشواره نحو المجد منذ العام 2003 عندما أحرز لقبه الأول في بطولات الغراند سلام والأول في ألقابه الأربعة المتتالية في بطولة ويمبلدون. ثم تلاه بلقبي بطولتي أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة.

وأضاف فيدريه (25 عاما) قائلا: «كل ألقاب الغراند سلام هذه منذ العام 2003. إنه أمر مخيف، عدد البطولات التي فزت بها. لو كان أحدهم قال لي إنني سأفوز بعشرة ألقاب غراند سلام بداية من منتصف 2003 وحتى الآن لما كنت صدقت أبدا وجود فرصة لتحقيق هذا الانجاز».

وفي مقدمة جدول أعمال فيدريه المشغول دائما يوجد حلم وحيد جامح يتمنى تحقيقه هذا الموسم وهو أن يصبح أول لاعب منذ رود لافر في العام 1969 الذي ينجح في الفوز ببطولات الغراند سلام الأربع في عام واحد.

وسبق لفيدريه أن اقترب بشدة من تحقيق هذا الحلم في عامي 2004 و2006. ولكنه في كلتا المرتين سقط في بطولة فرنسا المفتوحة. وجاءت آخرهما في العام الماضي عندما خسر نهائي البطولة الفرنسية على يد اللاعب الاسباني الشاب ومنافسه الأول رافاييل نادال. وقد أحرز فيدريه في العام الماضي 12 لقبا فاز خلالها في 92 مباراة مقابل 5 هزائم - كانت 4 منها على يد نادال نفسه الذي تغلب على فيدريه في نهائي بطولة دبي في الموسم الماضي بعدما كان متخلفا بمجموعة في المباراة النهائية. وتعلم فيدريه أن يظل متواضعا أثناء احتفاله في هدوء بسيطرته على عالم التنس، ولكنه اعترف قائلا: «أعتقد أنني أفضل لاعب تنس في العالم، ويمكن أن تصفوني بالعبقرية لأنني أتفوق على الكثير من خصومي في اللعب. وألعب بطريقة مختلفة إلى حد ما عنهم حتى أنني أفوز عليهم في أوقات لا أقدم فيها أفضل عروضي، وهذا أمر جيد». وبعيدا عن الملاعب يحرص فيدريه دائما على الحفاظ على دقة مواعيده والتزاماته وفقا لمقاييس الساعات السويسرية.

وعادة ما يخلو جدول أعمال فيدريه من الدور الأول من بطولة كأس ديفيز للمنتخبات. ولكن جرت العادة أن يهب فيدريه لنجدة منتخب بلاده في سبتمبر/ أيلول من العام ليساعد بلاده على الصمود في البطولة الشهيرة التي تضم كبرى المنتخبات العالمية.

ويضم جدول أعمال النجم الكبير الكثير من الالتزامات الأخرى مثل عمله كسفير للأمم المتحدة والذي جعله يقوم بزيارة للهند قبل بطولة أستراليا المفتوحة في يناير/ كانون الثاني الماضي. كما يمول فيدريه مؤسسة خيرية خاصة لمساعدة الأطفال المحتاجين في الموطن الأصلي لوالدته جنوب افريقيا. وذلك منذ عدة أعوام إذ اعتاد فيدريه على زيارة إحدى المدارس التي ترعاها «مؤسسة روجيه فيدريه الخيرية».

فيدريه يعود إلى طوكيو للدفاع عن لقبه

قال منظمون أمس (الاثنين) إن السويسري روجيه فيدريه لاعب التنس الأول عالميا سيعود إلى طوكيو في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل للدفاع عن لقبه في بطولة اليابان المفتوحة.

وحطم فيدريه أمس (الاثنين) الرقم القياسي المسجل باسم الأميركي جيمي كونورز في البقاء على قمة التصنيف العالمي بعدما هيمن 161 أسبوعا متواصلا على عرش اللعبة.

وأحرز فيدريه لقب بطولة اليابان العام الماضي بعد تغلبه على البريطاني تيم هينمان في النهائي. واحتشد أكثر من 72 ألف متفرج لمشاهدة فيدريه وهو يلعب في طوكيو العام 2006 وهو رقم قياسي لم تشهده البطولة من قبل.