عند الساعة 5.00 تماما من مساء يوم أمس وقف هدير المحركات على مضمار حلبة البحرين الدولية في الصخير، واجتاحت حمى مغادرة الحلبة بعد ختام جولة التجارب الثانية استعدادا للموسم الجديد المقرر انطلاقه في مدينة ملبورن الاسترالية منتصف الشهر الجاري. الفرق أكملت استعداداتها للموسم الجديد من خلال تجربة المحركات الجديدة إلى جانب التعرف على مدى عمل التطويرات المختلفة التي أدخلت على سيارات الفورمولا 1 قبل بداية الموسم الذي سينطلق في 18 مارس/ آذار الجاري بسباق استراليا. وتعتبر تجارب الأمس ختاما للمرحلة الثانية من التجارب، إذ أقيمت المرحلة الأولى في بداية الأسبوع والمرحلة الثانية أقيمت على مدار يومين (أمس الأول وأمس).
الفرق وقبل انتهاء التجارب يوم أمس على حلبة البحرين الدولية بادرت إلى تجميع أدواتها استعدادا للمغادرة مباشرة إلى أستراليا، إذ بدت التجهيزات واضحة من أجل المغادرة وانهمك عاملو الفرق التسعة التي أجرت اختباراتها على حلبة البحرين في إعداد جميع المستلزمات للمغادرة.
جميع الفرق بدأت في حركة سريعة جمع متعلقاتها من الكراجات الخاصة بها، ووضعها في مواقعها المخصصة من أجل شحنها إلى استراليا.
الحركة كانت سريعة ومزدحمة من خلال الكم الهائل من الأدوات المتطلب شحنها إلى استراليا في الوقت الذي قاربت فيه التجارب على نهايتها.
الموقع الرسمي للفورمولا 1 على شبكة الانترنت بدأ في وضع ساعة العد التنازلي لانطلاق السباق الأول هذا الموسم في استراليا إيذانا بانطلاق موسم من الإثارة والمتعة في أكثر السباقات سرعة ومتابعة.
أنظار السائقين يوم أمس وهم منهمكون في تجاربهم كانت تتوجه إلى ملبورن في استراليا ومن بعدها إلى السباق المرتقب على حلبة البحرين الدولية في 15 أبريل/ نيسان المقبل.
الجميع بات يترقب هذا السباق الذي سيكون في المنعطف الثالث لتتوضح من خلاله خريطة المنافسة المرتقبة والأبطال المرتقبين للفورمولا 1 في موسم 2007.
في العام الماضي أجرت 3 فرق تجاربها قبل بداية الموسم على حلبة البحرين الدولية أما في العام الجاري فإن 9 فرق من أصل 11 فريقا قامت بإجراء التجارب على حلبة الصخير، ما يؤكد المكانة العالمية المميزة التي باتت تحتلها هذه الحلبة.
الأجواء في الحلبة كانت جميلة في ظل المتابعة الإعلامية والجماهيرية الجيدة إلى جانب جدية الفرق في التجارب الأولية التي ستبين خريطة الموسم الجديد للفورمولا 1.
ماسا الأسرع يوم أمس
سائق فريق الفيراري البرازيلي فيلبي ماسا كان الأسرع في تجارب الأمس على حلبة البحرين الدولية من خلال الأداء القوي الذي قدمه على متن السيارة الجديدة للفيراري، في حين جاء في المركز الثاني يوم أمس سائق فريق الرينو الفينلندي هيكي كوفالانين متفوقا على منافسه في الفريق نفسه الايطالي جينغارو فيسيكيلا.
أما بديل شوماخر في فريق الفيراري الفنلندي كيمي رايكونن فجاء في المركز الرابع متفوقا على بطل العالم في العامين الماضيين الاسباني فرناندو ألونسو الذي انتقل هذا العام إلى فريق الماكلارين مرسيدس قادما من الرينو.
وجاء تقدم ماسا في تجارب الأمس ليثبت العقلية التنافسية القوية التي سيدخل الفيراري بها الموسم الجديد في ظل التفوق الواضح للرينو في العامين الماضيين.
ماسا كان الأسرع في تجارب البحرين على مر أيام التجارب، ما يثبت قوة سيارة الفيراري هذا الموسم بعد أن عانت هذه السيارة الكثير في الموسم الماضي.
الفيراري تحتفل بمرور 60 عاما
يحتفل فريق الفيراري هذا العام بمرور 60 عاما على تأسيس الشركة الأم من خلال إبراز هذا الأمر قبل المشاركة الأولى في سباق استراليا.
الفيراري أوفدت سائق التجارب في الفريق مارك جين إلى استراليا مبكرا مع إحدى سيارات الفريق من أجل سياقتها في شوارع ملبورن يوم السبت المقبل في إطار احتفالات المدينة باستقبال انطلاقة موسم الفورمولا 1.
ملبورن وقبل أسبوعين من استقبالها الحدث ستنظم احتفالية خاصة سيشارك فيها الفيراري، وستشمل هذه الاحتفالية فقرات متنوعة من ضمنها السحب على مجموعة من تذاكر السباق إلى جانب العروض الموسيقية وغيرها.
وأوضح عمدة مدينة ملبورن لورد أن هذه الاحتفالية ستكون فرصة مناسبة من أجل التعرف عن قرب على أحد أهم مصنعي سيارات الفورمولا 1 في العالم. أظهرت نتائج التجارب على حلبة البحرين الدولية أن المنافسة هذا الموسم ستكون ثلاثية بين الفرق العملاقة الثلاثة والتي بدأت بقوة منذ التجارب، وهذه الفرق هي الفيراري والمكلارين مرسيدس والرينو. الفريق الشهير الفيراري بدأ التجارب بقوة وتصدرها من خلال سائقه البرازيلي ماسا الذي سيشكل مع الفنلندي كيمي رايكونن ثنائيا قويا سيكون قادرا في حال فوزه بالبطولة فقط على إنساء جماهير الفيراري السائق الأكثر شهرة في سباقات الفورمولا 1 الألماني مايكل شوماخر بطل العالم 7 مرات والذي اعتزل السباقات نهاية الموسم الماضي.
أما فريق الرينو الذي جاء ثانيا في التجارب يوم أمس فهو مرشح للاحتفاظ بلقبه العالمي إذا تمكن السائق الفنلندي الجديد هيكي كوفالانين من التغطية على رحيل بطل العالم الحالي الإسباني ألونسو من الفريق. أما السائق الآخر الايطالي فسيكيلا فسيكون عليه الثقل الأكبر هذا الموسم، ففسيكيلا جاء في المركز الثالث في ترتيب الأمس وظهر بمستوى جيد، إلا أن جميع الأمور تبدو متوقفة على انطلاقة الموسم في استراليا.
فريق الماكلارين مرسيدس يدخل هذا الموسم بشكل آخر بعد أن تعاقد مع بطل العالم الإسباني ألونسو الذي لم يظهر كل ما عنده في التجارب وترك كل شيء للسباق الرسمي الأول في ملبورن. ألونسو مطالب بإعادة أمجاد الماكلارين، فجماهير الفريق تعول عليه كثيرا لكتابة فصل جديد في عالم الفورمولا 1 يسيطر من خلاله ألونسو والماكلارين على هذه السباقات مثلما فعل شوماخر مع الفيراري. إلا أن نقطة ضعف الماكلارين هي السائق الثاني الشاب لويس هاملتون المطالب بتقديم الكثير لمساعدة ألونسو في الفريق. بقية الفرق لا يمكن تحديد مواقعها فبعضها من الممكن أن يلعب أدوارا تنافسية قوية مثل الهوندا والتويوتا والـ بي ام دبليو في حين ستكتفي فرق أخرى بالمشاركة مثل الريد بول. عموما، التجارب لم تكشف كل ما عند الفرق حتى الآن وسيبقى السباق الأول في استراليا المجهر الحقيقي لوضعية الفرق، في حين سيكون السباق الثالث على حلبة البحرين الدولية المنعطف الذي ستتحدد من خلاله خريطة المنافسة الحقيقية.
من المستفيد من توحيد الإطارات؟
من المستفيد من توحيد الإطارات؟ سؤال تردد كثيرا منذ أن اعتمد الاتحاد الدولي للسيارات هذا القرار والذي سيبدأ العمل به اعتبارا من هذا الموسم. بعض المتابعين والمهتمين بسباقات الفورمولا 1 اعتبر أن فريق الفيراري سيكون هو المستفيد الأكبر من هذا التغيير بسبب علاقته التاريخية مع إطارات بريجستون، في حين كان المنافسون المباشرون له رينو ومكلارين يعتمدون على إطارات ميشلان، لذلك سيعطي قرار توحيد الإطارات الأفضلية للفريق الأحمر على منافسيه.
لكن محلل قناة «الجزيرة الرياضية» التي ستبث جميع جولات بطولة العالم للفورمولا 1 للموسم الثاني على التوالي أيمن عبدالواحد، أكد أن المستفيد الأكبر سيكون المشاهد الذي يتابع هذه السباقات، لأن قرار توحيد الإطارات سيزيل جميع الأسباب والحجج تسوقها الفرق والسائقون بعد إخفاقهم في السباقات، مضيفا «إن هذا القرار سيبرز السائق الأمهر والسيارة الأقوى، لذلك ستكون البطولة في هذا الموسم أكثر إثارة ومتعة من سابقتها».
بدء العد التنازلي
مع ختام التجارب التي تجريها 9 فرق على مضمار حلبة البحرين، بدأ العد التنازلي لانطلاقة الموسم الجديد مع انطلاقة أولى الجولات التي ستستضيفها مدينة ملبورن الأسترالية في 18 مارس/ آذار الجاري.
وبدأت الفرق التسعة الموجودة في البحرين في حزم أمتعتها متوجهة إلى أستراليا، إذ ستقام الجولة الأولى.
وعبّر مسئولو الفرق عن سعادتهم لوجودهم في البحرين وإجراء التجارب على حلبتها الدولية، مشيدين بجميع التسهيلات التي قدمت لهم والتي ساعدتهم كثيرا في الاستعداد الجيد للموسم الجديد.
وعبّرت الفرق التسعة عن رغبتها الأكيدة وحرصها على إجراء التجارب على ميدان حلبة البحرين مع بداية كل موسم.
العدد 1638 - الخميس 01 مارس 2007م الموافق 11 صفر 1428هـ