قراءة سورتي يس والجن على الماء والملح علاج وتحصين من العين والحسد... وقراءة سورة الفاتحة مئة وعشر مرات وسورتي التحريم والجن تحصنك من «القرين» و «التابعة»، وكتابة آية الكرسي بماء الورد والزعفران وتبخير المنزل والمريض بالحرمل.
تلك هي الوصفات التي يطرحها معالجو السحر على المصابين به عبر شاشات الفضائيات التي انتشرت وتوسع بعضها أخيرا في استضافتهم في برامج خاصة يتلقون خلالها عشرات الاتصالات يوميا ومن جميع أنحاء العالم من المشاهدين الذين ينشدون علاج أمراضهم التي عجز عن علاجها وتفسير أسبابها الطب الحديث كالسحر والحسد.
ولا تقف الحلول التي يقدمها المعالجون عند السحر والحسد بل تتعدى ذلك إلى كيفية تحسين الأمور المعيشية وتحسين المستوى المادي. أحد المعالجين تحدث إلى المشاهدين ناصحا إياهم بعدم تقديم المال للمعالجة فهو يصف المعالج الذي يطلب المال بالدجال.
وكما يقول هذا المعالج إذا كان من يدعي المعرفة والعلم بتحسين الأمور المعيشية والرزق في حاجة إلى المال فالأحرى به أن يحسن وضعه المادي قبل أن يساعد الناس على ذلك.
وتلك شهادة جريئة من هذا المعالج الذي جذب المشاهدين فراحوا يتصلون به من أنحاء مختلفة من دول العالم.
معالجة السحر عبر الفضائيات ازدهرت في شهر رمضان الماضي وتسابقت الفضائيات على استضافة المعالج الأفضل. ومعالجو السحر في الفضائيات لا يحتاجون إلى حضور المريض أو المعتل أمامهم، فكل ما يحتاجون إليه هو اسمه واسم أمه بالهاتف ومن ثم يقوم المعالج بسرد بعض الحقائق والوقائع التي يعيشها المريض المتصل، وبعضهم يصف بعض الأمور الخاصة جدا ومن ثم يخبره بمرضه أو بما يعانيه والسبب في ذلك أن كان سحرا أو غير ذلك.
وفي أحد البرامج سأل أحد المعالجين إحدى المتصلات من المشاهدين عن وجود مزهرية في غرفة الجلوس فأجابته بالإيجاب، فطلب منها البحث في داخلها عن شيء موجود ومن ثم قراءة سورة يس 21 مرة على ذلك الشيء ومن ثم رميه في البحر؟!.
المفارق في الأمر هو تلك التفاصيل التي يكشفها المعالج في حياة المتصل به الذي لم يخبره سوى باسمه واسم أمه فقط.
أحد المعالجين قال إنه يعالج بمعرفته بالقليل جدا من «علم الجفر» وهو علم لا يعرفه إلا قليلون ويضيف أنه استطاع من خلال هذا العلم أن يسخر قرينا له من الجن يخبره بسقم المتصلين، وعليه يقوم بمعالجتهم.
تقول بعض المراجع إن «علم الجفر» علم أو كتاب أملاه الرسول (ص)، على الإمام علي بن أبي طالب (ع)، في نهاية حياته ويشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان ويكون إلى يوم القيامة، وقد جمعت هذه العلوم في كتب وسميت بعلم الجفر، بسبب حفظ تلك الكتب في جلد شاة أو ثور أو ماعز، بحسب اختلاف الروايات.
ومن الكتب والمراجع التي ذكرت علم الجفر كتاب «حقيقة الجفر»، وكتاب «مجمع البحرين» وكتاب «بحار الأنوار» وكتاب «بصائر الدرجات» وكتاب «الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد».
هل صحيح ما يدعيه معالجو فضائيات الشعوذة من أنهم يعتمدون على «علم الجفر»، أم أنهم يعتمدون على الشيطان في شعوذاتهم من أجل الربح والمادة؟!
العدد 1639 - الجمعة 02 مارس 2007م الموافق 12 صفر 1428هـ