أول ممثل مصري ينافس بفيلمين سينمائيين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أخيرا، والوحيد الذي شارك باسم ثلاث دول في فيلم أميركي كندي مصري مشترك بعنوان «واجب وطني».
خالد أبوالنجا صاحب جائزة أحسن ممثل في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي عن دوره في فيلم «لعبة الحب»، يعتبر العام 2006 فاتحة الخير بالنسبة له، ويقول إن النجم يبقى نجما بغض النظر عن جوائزه ومهرجاناته.
أكد أن فيلم «واجب وطني» أصعب أدوار حياته، لأنه حاول فيه تصحيح نظرة الغرب للعرب والإسلام ويتمنى أن تقوم مصر بإنتاج أفلام باللغة الأجنبية ، ويعيش هذه الأيام حالة فنية غير مسبوقة، التقيناه في الحديث الاتي:
من وجهة نظرك ما هو تقييمك لفيلم «ما فيش غير كده»؟
- أعتبره أول فيلم غنائي منذ فترة كبيرة، ونحن بحاجة إلى هذا النوع، ومنذ طفولتي كان الغناء حلمي الأول لأنني لم أستطع أن أحصل على الفرصة، ولكن دائما يتأخر الحلم الكبير وعندما حانت الفرصة للغناء والتشجيع من «خالد الحجر» لم أتردد.
إذا كيف كانت طبيعة العمل مع «نبيلة عبيد»؟
- «نبيلة عبيد» فنانة صاحبة خبرة سينمائية طويلة، وظهر ذلك في العمل من خلال تقديمها الإرشاد والنصح والتوجيه للأحسن وشيء آخر اكتشفته أثناء تصوير الفيلم، وهو أنها صاحبة ذكاء فني، تعرف الوقت المناسب لتغيير جلدها.
كيف كان شعورك عندما علمت بمنافسة فيلمين لك في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي؟
- سعدت بالأمر، والعام 2006 لن أنساه في حياتي، لأنني فيه كنت أول ممثل مصري ينافس بفيلمين في المسابقة الرسمية، أحدهما فيلم يمثل ثلاث دول مختلفة، وهذا إنجاز مصري أفتخر به.
هل من شعور بالخوف يراودك من النجومية غير المحسوبة والمتمثلة في تقديم مجموعة أعمال سينمائية في وقت واحد؟
- هذا الأمر غير وارد، لأن النجومية غير المحسوبة تتمثل في تقديم الفنان نفسه أكثر من مرة بالنوعية والدورنفسيهما، أما أنا قدمت 3 أفلام في وقت واحد، كل واحد منهم يختلف عن الآخر، ففي فيلم «لعبة الحب» كان دوري رومانسيا أشاد به النقاد، وفيلم «مافيش غير كده» دور لايت خفيف في فيلم غنائي، وفيلم «واجب وطني» كان لشاب عربي في أميركا أجنبي اللغة · والدليل على النجاح دخول أفلامي للمهرجانات ،فقد حصل فيلم «لعبة الحب» على جائزة في مهرجان الاسكندرية، والفيلمان الآخران شاركا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
استعراض صعب
ما هي أصعب الأدوار التي قمت بتجسيدها في فيلمك «ما فيش غير كده»؟
- مشهد الاستعراض هو الأصعب وهناك مشهد آخر مع «نبيلة عبيد» وهو أول مشهد أصوره معها، وهو مشهد الطرد، وأنا شخصيا كنت خائفا نظرا لكوني خارة الشخصية، ولكن نظرة الجميع لي بالشعر الأبيض أمانيهم.
حدثتا عن شخصية «نادر»؟
- هو عبارة عن فنان يخترق جميع الناس بشخصيته، حتى الأم وهي» نبيلة عبيد»، اخترقها على رغم ذكائها الشديد، وقوة شخصيتها، وهو يتعامل مع كل شيء على أنه بيزنس وجذاب جدا، يعشق الغناء والرقص، ويعرف كيف يغير الشخص ليكون نجما ،و»نادر» شاطر في البيزنس، داخله إنسان يحب، ولكن البيزنس هو الأهم.
البعض أشار إلى أن الفيلم يوجه النقد لمجموعة من أغاني هذه الأيام؟
- الفيلم لا يدين أي شخص، أو ينتقد شخصا بعينه ،لكن من خلال «نادر» الذي يقدم فيديو كليب غير مرضي عنه، يوضح لنا في النهاية الواقع الغنائي المقدم في الفيديو كليب على أنه في حاجة إلى النقد.
هل ترى أن «خالد الحجر» مخرج العمل استطاع أن يكتشف الجديد في شخصيتك؟
- «خالد الحجر» مخرج يستطيع أن يكتشف الجديد في شخصية فنانه، وكنت أذهب إلى الاستوديو وفي ذهني شيء مختلف عن طلبه، وفي النهاية أنفذ ما يريده، ولو أن مخرجا آخر طلب مني تعديل شخصيتي لرفضت، لكن مع «خالد» الأمر مختلف لأنني أثق فيه تماما.
سينما موسيقية
حذرك البعض من تقديم سينما موسيقية في هذا الوقت بالذات، فما هو تعليقك؟
- عندما قدمنا فيلم «سهر الليالي» سمعت الجملة نفسها، انتوا لازم تخافوا لأنه فيلم مختلف، ولم ينجح، وتوقف الفيلم في عرضه سنة ونصف بسبب هذا الكلام، وعند نزول الفيلم وعرضه داخل المهرجانات، ولاقى إعجاب الجميع، تغيرت النظرة، وعندما فكرنا في هذا الفيلم، سمعنا أيضا التصريح نفسه هذا نوع جديد غنائي استعراضي، ومختلف ولا يصح ومن وجهة نظري لو نظرنا إلى فشل الفيلم جماهيريا فلن نستطيع تقديم سينما.
وما هو دورك في «واجب وطني»؟
- شاب عربي يعيش ويدرس في أميركا، ومضطهد من الجار الأميركي، وبينهم صراع دائم والفيلم هنا مختلف في تقديم الشخصية العربية بشكل مختلف عن ما قدمت به قبل ذلك، فهو لا يقدمه كإرهابي، لكنه شخص مسالم متسامح جدا، يبين سماحة العرب، وفي المقابل الشخص الأميركي الذي يرى منه وسائل الإعلام أداة محبطة في الأخبار التي تصدر عن العرب والإرهاب، وهو يعلو الشاب العربي في السكن. وفي الفيلم يظهر الشاب العربي أكثر ذكاء من هذا الأميركي، فيستطيع أن يقلب الموازين ليصبح المسدس ليس له قيمة، فهو يعيد المفاهيم لدى الأميركان عن العرب.
وكيف جاء اختيارك للدور؟
- بعد عرض فيلم «سهر الليالي» العام 2003، شاهدني القائمون على إنتاج العمل، وقرروا قيامي بالدور، لأنهم كانوا يريدون شخصا عربيا يقوم به، لذلك بحثوا عني وتوصلوا إلي، وراسلوني عن طريق الإنترنت، كما أن مؤلف الفيلم أراد أن يتوصل إلى بعض المعلومات عن حياة الرجل الشرقي، وما ساعدني على إتقان الدور هو وجود أحد أخواتي في أميركا، وكان على علم بعلاقة العرب المسلمين في أميركا.
هل تم عرض الفيلم في مهرجانات أخرى؟
- تم عرضه في مهرجان «كان»، وسيعرض بأحد مهرجانات أوروبا قريبا.
العالمية مطلوبة.
من وجهة، نظرك هل الممثل العالمي هو الذي يصل بأفلامه إلى العالمية، أم الذي يقوم بالتمثيل داخل أميركا نفسها؟
- الفنان العالمي هو الذي يطلب الغرب والأميركان مشاهدة أعماله، ولكن العالمية الحقة هو قيامنا بإنتاج أفلام في مصر باللغة الأجنبية، وكنت سعيدا جدا عندما رأيت إعلانات أفلامنا المصرية «عمارة يعقوبيان» و«حليم» تملأ شوارع أميركا ، شيء مشرف جدا.
وهل تتوقع الانطلاق للعالمية بعد نجاح «واجب وطني»؟
- أشعر أنني وضعت قدمي على أول الطريق، والموضوع بلاشك صعب، لكنه ليس مستحيلا، فأي ممثل يطمح لهذا، والصعوبة هنا لأن المنتج مستقل عكس الأفلام، التي تمولها شركات هوليوود الكبرى، وعموما فإنني أضع أمامي دائما «عمر الشريف»، فهو مثلي الأعلى.
يقول البعض إنك تعيش حالا فنية غير مسبوقة، فما هي الأسباب؟
- وجهني أحد الأصدقاء المنتجين بالقول :»رخص سعرك وأعمل عكس الكل»، حتى تصبح اسما كبيرا بسعر رخيص، وهنا تأتي لك الأدوار وتختار ما يناسبك، وفعلا حدث هذا، وخلال عامين ونصف العام عرض عليّ الكثير من الأعمال والأدوار.
بعيدا عن التمثيل ما هو الجديد لديك كمذيع تلفزيوني؟
- سأعود للتلفزيون قريبا، لأنني وجدت الجديد الذي أقدمه، خصوصا بعد أن أصبحت برامجنا تضاهي برامج الغرب، وأستعد لتقديم برنامج الليلة الكبيرة، وهو نوع جديد لم نقدمه من قبل، لكنه مناسب لنا فعلا، وهو عبارة عن سهرة آخر الليل ،وهي فكرتي من زمان من أيام «اسهر معانا».
ابتسامة ليلية
ما هي فكرة البرنامج؟
- البرنامج يعتمد على ساعات ما قبل النوم، ويعتمد على الأخبار، لكنه يحولها إلى نكتة جميلة من الناحية الاجتماعية والفنية، وليس السياسية، مثل «المونولوج» لكنه لا توجد به أغان، ويعتمد على الأخبار الحقيقية، وسيكون هناك ضيوف من الفناننين أو الرياضيين المشهورين، ولكنهم يقولون الأخبار بنكتة خفيفة حتى أخبار السياسة تعتمد على أنه كل 20 ثانية، لابد من وجود نكتة، حتى ينام الشخص وعلى وجهه ابتسامة.
هل حذرك البعض من الجمع بين الوجود الإذاعي والتمثيل؟
- عندما كنت أقدم برنامج «اسهر معانا»، كنت أصور فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، وفيلم «سهر الليالي»، وغالبية البرامج التي تقدم في الخارج، يقدمها نجوم السينما المشهورون.
ما هو وصفك للأعمال الثلاثة التي قدمتها خلال العام؟
- أصف كل فيلم منهم في كلمة واحدة وهي أن فيلم «مافيش غير كده» أكثر فيلم استمتعت به، و «الواجب الوطني» هو أصعب فيلم قدمته، و «لعبة الحب» هو أكثر فيلم أخذ مني تركيزا.
بطولة ثانية
في نظرك هل تجهزك هذه الأعمال للبطولة المطلقة، أم أنك على استعداد لقبول أي دور حتى لو بطولة ثانية؟
- قدمت قبل ذلك «ملك وكتابة» وكان به 7 مشاهد فقط، ولم أرفض في حين أنني قدمت قبله أعمالا كان بها بطولة، فلا مانع من الدور الذي أحبه وأقتنع به، حتى لو مشهد لأن الكاميرا تسجل الصدق فقط وليس غير ذلك.
وما هو العمل الذي تسقطه من حياتك الفنية؟
- أنا لا أسقط أي عمل منذ تاريخي الصغير، وعلى رغم أن الكل لا يعجبه «راندفو» ولم يشجعوني عليه، إلا أنني لا أسقطه من تاريخي أبدا، والمشكلة الوحيده فيه هي أن الممثلين كان لابد من إعادة النظر في توزيع أدوارهم فقط.
هل تتمنى تقديم شخصية حقيقية في أحد الأفلام؟
- لا أفكر في ذلك ،ولا أتمناه لأنها تعتمد على الحرفة أكثر من الإحساس التمثيلي، وحاليا أقدم الأدوار التي تعتمد أكثر على الأداء من خلال الإحساس.
هل يأتي اليوم الذي تجسد فيه أدوار الأكشن؟
- طموحاتي التنوع في أداء الأدوار، لأني أحب التشكيل والتغيير، ومثلما قدمت الكوميدي وهو جديد، والأكشن التشويقي حاليا أقدم أيضا فيلم رعب أقوم بتصويره حاليا وهو شقة مصر الجديدة.
العدد 1639 - الجمعة 02 مارس 2007م الموافق 12 صفر 1428هـ