قال وكيل وزارة التربية والتعليم لشئون التعليم والمناهج إبراهيم جناحي: «إن الوزارة دربت أكثر من 200 مشرف اجتماعي من الجنسين بالمدارس الحكومية في الفترة الأخيرة على التعامل النفسي مع الطلبة في المراحل العمرية المختلفة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة»، ولفت إلى أن «الجهود مستمرة لتعميم هذا النوع من التدريب على جميع المرشدين الاجتماعيين لتعزيز مهاراتهم في التعامل مع المشكلات السلوكية للطلبة».
وذكر أن «الوزارة وظفت في الفترة الأخيرة عددا من خريجي تخصص علم النفس الإكلينيكي ممن سبق ابتعاثهم للغرض نفسه»، مشيرا في السياق ذاته إلى القرار الوزاري الأخير الصادر عن وزير التربية والتعليم بخصوص تعديل لائحة الانضباط المدرسي في اتجاه تشديد الإجراءات التأديبية بالنسبة للمخالفات السلوكية الطلابية الكبيرة والمتعلقة بتجاوز القيم الأخلاقية.
إلى ذلك، أوضح جناحي أن «ازدياد النشر الصحافي عن بعض المشكلات السلوكية في الفترة الأخيرة لا يعكس بالضرورة زيادة فعلية في حجم هذه المشكلات، إذ ان غالبية ما نشر هو عبارة عن حكايات مثيرة لا تستند إلى أي مرجع وتحيل إلى أشخاص من دون أسماء، يرمز إليهم بحروف مبهمة لا يمكن الوصول إليهم أو التحدث معهم أو التأكد من صحة ما يروون من حكايات بعيدة كل البعد عن واقع مدارسنا وقيم مجتمعنا العربي المسلم، إذ من السهل إيراد أي كم من القصص الغريبة طالما أنها تروى من دون سند يصمد أمام أي تحقيق موضوعي».
وعبر وكيل الوزارة عن أسفه من أن هذه الحكايات التي تنشر «بالشيفرة»، على أنها حقائق لا يمكن التحقق من صحتها لأنها بكل بساطة من دون عنوان أو دليل أو أسماء، ومن دون أي استعداد جدي للتعاون لكشف الحقائق من قبل مدعيها، ولذلك تقول الوزارة، وباستمرار «هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين»، وترفض المزايدة على المجتمع المدرسي.
وأضاف ان «بعض ما ينشر مجرد إشاعات يتم تداولها بشكل متكرر، حتى أن الحكاية نفسها التي نشرت أول مرة أعيد نشرها في أكثر من صحيفة بصيغ مختلفة، مع أنه لا أساس لها من الصحة»، مشيرا إلى أن الوزارة مع ذلك تحقق في كل ما ينشر وكل ما يصلها من معلومات حتى لو كانت كاذبة أو من دون أي سند من باب التأكد، إذ لا مصلحة لها في إخفاء وجود مشكلات فعلية، بل إنها تكون شاكرة ومقدرة لكل من يدلها على موطن الخلل في عملها أو عمل المدارس بشكل موضوعي وحقيقي، وخصوصا أن لديها قطاعا كاملا للخدمات الطلابية معنيا ومتخصصا في متابعة الشئون التربوية للطلبة بما في ذلك الجانب السلوكي، هذا فضلا عن أن أبواب الوزارة مفتوحة أمام الجميع وهي مستعدة لوضع يدها في أيدي أي جهة أو أفراد يقدمون معلومات صحيحة بشأن أي موضوع، لأن من رسالتها مقاومة ومحاربة أي فساد، إذ ترد إلى الوزارة يوميا أسئلة الصحافة وتتعامل بايجابية مع كل ما يرد إليها عبر النشر الصحافي أو الخط الساخن أو الاتصال المباشر وغير ذلك من وسائل الإعلام، كما أن تعاونها مع الصحافة الرصينة والموضوعية يؤدي في كثير من الأحيان إلى معالجة الكثير من الموضوعات بشكل ايجابي يحقق المصلحة العامة.
وعن حقيقة ما تنشره بعض الصحف في بعض الأحيان بشأن بعض الممارسات الغريبة والأخلاقية في بعض المدارس نفى وكيل الوزارة لشئون التعليم والمناهج صحة هذه المعلومات بالصورة المنشورة، مؤكدا أن التحقيقات التي تجريها الوزارة والمتابعات اليومية الميدانية لم تسجل أي شيء من هذا القبيل خارجا عن حدود المعتاد من المشكلات الطلابية اليومية التي تتعامل معها الوزارة من خلال آلياتها التي يعرفها الجميع وفقا للائحة الانضباط الطلابي، ومنها إجراءات صارمة ضد كل طالب وطالبة يبدر منها أو منه سلوك مناف للقيم والأخلاق أو للقانون المدرسي، وقد تصل هذه الإجراءات إلى الحرمان النهائي من الدراسة النظامية في المدارس الحكومية، وتحويل الموضوع إلى النيابة إذا كانت المخالفة من النوع الخطير.
وقال جناحي أيضا إن محاولات التشكيك في جهد الوزارة المبذول في هذا الجانب غير مناسبة، وخصوصا أن الوزارة جهة حكومية مسئولة عن كلامها ومساءلة عنه، وعليه فإنها عندما تعلن أمرا ما تكون متأكدة تماما من صحته ولديها الدليل الموثق عن كل أمر من أمورها، وخصوصا ان الوزارة تتولى مسئولية أكثر من 125 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية فقط، وأن الظواهر السلوكية يدخل فيها أكثر من عامل ودور أكثر من جهة، وخصوصا دور الأسرة، إذ إن الطلبة يقضون في المدارس 180 يوما وهي أيام التمدرس، منها نحو ست ساعات في الفصول الدراسية ومنها نحو نصف ساعة في الفسحة تحت الرقابة المدرسية.
العلوي: طالبات يتداولن مجلات «مخلّة»... والأسرة المسئول الأول
الوسط - علي العليوات
لم تستبعد المعلمة المتقاعدة من وزارة التربية والتعليم جليلة العلوي بعد خدمة استمرت 35 عاما تفشي الكثير من الظواهر السلوكية كالبويات وعبدة الشيطان في مدارس البنات، وأرجعت وجود هذه المشكلات إلى عدة أسباب أهمها «خلو مقررات وزارة التربية والتعليم من أية توجيهات أخلاقية، وفي المقابل فإن المعلم مطالب بمقررات وحشو معلومات ولا يجد الوقت المناسب الذي يتطرق فيه إلى الجانب التربوي».
وتحدثت العلوي عن وجود الكثير من المخالفات السلوكية في المدارس، وقالت: «في فترة عملي في الوزارة وبحكم وظيفتي كمشرفة إدارية في إحدى المدارس رصدت بعض الطالبات يضعن حقائبهن في المدرسة صباحا ويسارعن بالخروج من المدرسة قبل بدء اليوم الدراسي من أجل الالتقاء ببعض الشباب، ومن الأمور التي كنا نرصدها كذلك هو تداول مجلات مخلة بالآداب بين بعض الطالبات تتضمن مشاهد مخزية».
ولفتت العلوي إلى أن «وزارة التربية والتعليم لا تريد لأحد أن يتحدث عن هذه الأمور، لأنها تراها مسيئة للعملية التربوية، ولكن نحن نهدف إلى مصلحة الأجيال».
وشددت على ضرورة إيجاد حل للمشكلات الأخلاقية المتفشية في المدارس من خلال الاجتماع بأولياء الأمور، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «التربية مصدرها الأساسي البيت والأسرة وليس من المدرسة»، واستعرضت العلوي تجربتها الخاصة، قائلة: «من واقع تجربتي الخاصة، فإني أحرص على متابعة أبنائي حتى مع وصولهم إلى المرحلة الجامعية، وخصوصا أن الطالب ينطلق في هذه المرحلة إلى حياة جديدة مختلفة عن أجواء المدرسة».
وتساءلت العلوي عن دور الأسرة، وقالت: «الأم مشغولة بصديقاتها ورحلاتها، والأولاد لا يعلمون ما يوجد في الحقائب». ودعت أولياء الأمور إلى متابعة أوضاع بناتهم، والسؤال عنهن وعدم نسيانهن في المدارس ومعرفة صديقاتهن وأماكن تواجدهن.
ويأتي ذلك في وقت تلقت فيه صحيفة «الوسط» يوم أمس اتصالات من عدد من المواطنين يتحدثون عن وجود الكثير من المخالفات السلوكية في مدارس الطالبات.
العدد 1643 - الثلثاء 06 مارس 2007م الموافق 16 صفر 1428هـ