قال وزير شئون النفط والغاز ورئيس الهيئة الوطنية عبدالحسين ميرزا ان مشروع إنتاج الديزل منخفض الكبريت التي تبلغ كلفته الإجمالية نحو 700 مليون دولار سيرفع إيرادات المملكة بنحو 200 مليون دولار سنويا بعائد استثماري يبلغ 22 في المئة.
وذكر ميرزا في كلمة له أمام مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز الذي افتتح أمس أن البحرين شرعت في تنفيذ خطة لرفع طاقة إنتاج الغاز لحقل البحرين بنحو 500 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم وذلك عن طريق حفر 8 آبار جديدة وباستثمارات إجمالية تبلغ 200 مليون دولار.
وذكر أن البحرين ستزيد عدد الآبار التطويرية إلى 700 بئر تطويرية وذلك خلال الـ 15سنة المقبلة للمحافظة على مستويات الإنتاج.
وستدعو البحرين غدا شركات النفط العالمية للمساهمة في برنامج للتنقيب النفطي، كما ستقوم «بابكو» غدا بعقد مؤتمر بشأن فرص الاستكشافات النفطية في المناطق المغمورة.
وناقشت الكلمات الافتتاحية للمؤتمر الذي يقام تحت شعار « تقديم الطاقة - أسرع وأفضل وبكفاءة أكثر» أبرز التحديات التي تواجه قطاع النفط والتقدم الذي طرأ على عمليات التنقيب عن النفط واستخراجه، في ظل دعوة لتبني التكنولوجيا التي تحافظ على البيئة وإيجاد بدائل مستقبلية للطاقة، ويطرح المؤتمر 168 ورقة عمل تتناول مختلف موضوعات النفط فيما يشارك في المعرض المصاحب الذي يفتتحه سمو رئيس الوزراء غدا أكثر من 300 شركة عالمية ووطنية.
وذكر الوزير ميرزا» إن السنوات العشرين المقبلة ستشهد نموا متزايدا في حجم الطلب على الطاقة، إذ تشير التوقعات المتوافرة إلى أن الطلب سيرتفع إلى 55 في المئة مع بداية الربع الثاني من هذا القرن، وإن الوفاء بهذا الطلب سيتم من خلال ثلاثية زيادة جهود الاستكشاف وزيادة التعامل بحدية مع مصادر الطاقة البديلة وتأمين إمدادات النفط والتعاون البناء بين المستهلكين والمنتجين والشركات النفطية».
وأضاف «الارتفاع في أسعار النفط يوفر لدول المنطقة فوائض مالية كبيرة يتوقع أن تصل إلى أكثر من 350 مليار دولار، وأن هذه العوائد يجب أن لاتعيق جهود دول المنطقة نحو تنويع مصادر دخلها الوطني من جانب، كما يتعين على دول المنطقة بالتوازي الاهتمام بتنويع مصادر الطاقة والتعرف على مصادر جديدة إلى جانب ابتكار أساليب وطرق لترشيد توظيفها بما يحقق كفاءة وفاعلية الاستخدام والإدامة».
وذكر الوزير «في إطار جهود المحافظة على ثروات البلاد من النفط والغاز فإن شركة نفط البحرين «بابكو» واصلت تنفيذ برنامجها السنوي التطويري والذي تضمن حفر مجموعة من الآبار التطويرية تصل إلى 48 بئرا رأسية و15 بئرا أفقية لعامي 2007 و2008 وزيادة ذلك لتصل ما مجموعه 700 بئر تطويرية وذلك خلال 15 سنة المقبلة، للمحافظة على مستويات الإنتاج وفيما يخص زيادة الطاقة الإنتاجية لحقل البحرين من الغاز الطبيعي، فقد تم الشروع في زيادة الطاقة الإنتاجية الحالية بنحو 500 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم وذلك عن طريق حفر آبار غاز جديدة يبلغ مجموعها 8 آبار باستثمارات إجمالية تبلغ 200 مليون دولار أميركي».
وتابع ميرزا «بالنسبة للمشروعات التي هي قيد التنفيذ فإن أكبرها مشروع إنتاج الديزل منخفض الكبريت والذي تبلغ كلفته الإجمالية 700 مليون دولار ومن المقرر تدشين وحدة التكسير الهيدروليكي خلال شهر أبريل/ نيسان المقبل، على أن يتبع ذلك تنفيذ أعمال التجديد في وحدة نزع الكبريت الهيدروليكي رقم 2 في غضون شهر يونيو/ حزيران المقبل، ومع الانتهاء من هذا المشروع فإنه سيرفع إيرادات مملكة البحرين بنحو 200 مليون دولار أميركي سنويا بعائد استثماري قدره 22 في المئة، كما يتواصل العمل في 4 مشروعات أخرى لتحديث المصفاة وهي مشروع إزالة الكبريت من غاز المصفاة والتي تبلغ كلفته نحو140 مليون دولار ومشروع إنتاج التشحيم الاسالسي وكلفته 300 مليون دولار، إضافة إلى مشروع معالجة مياه الصرف الصحي والذي هو مشروع قيد الدراسة الأولية».
وتطرق ميرزا إلى خطط المملكة لخصخصة بعض أنشطة قطاع النفط قائل : «ضمن استراتجية الهيئة الوطنية للنفط والغاز المتوافقة مع توجهات الحكومة في خصخصة بعض القطاعات الإنتاجية والخدمية وإشراك القطاع الخاص في إدارة وتشغيل الخدمات فإنها تعمل حاليا على دراسة آليات خصخصة بعض الخدمات المرتبطة بقطاع النفط والغاز والصناعات النفطية اللاحقة، ويأتي على رأس قائمة الخدمات المستهدفة بالتخصيص محطات التزود بالوقود وخدمات التفتيش وغيرها من الأنشطة والخدمات الفنية والهندسية المساندة للصناعة النفطية».
وأكد ميرزا «لقد تم التركيز على تنمية العنصر البشري الذي يمثل أساس أية تنمية حقيقية بحيث أصبح لدينا الآن جيل من الخبراء والفنيين الجيولوجيين ومهندسي البترول والفنيين وأصبح وأصبحوا جميعا يديرون الثروة النفطية للبلاد إذ مثلت نسبة القوى العاملة المحلية في الصناعة النفطية أكثر من 86 في المئة لتكون بذلك النسبة الأعلى بين دول المنطقة إن لم تكن في عموم المنطقة العربية».
وتحدث ميرزا عن تأثير الأوضاع الإقليمية على صناعة النفط في المنطقة قائلا : أوجدت الظروف الجيوسياسية الراهنة في المنطقة ومنها الأوضاع غير المستقرة في العراق وتنامي ظاهرة الإرهاب وغيرها من العوامل الحاجة إلى أن تضع الصناعة النفطية مسائل الأمن على قائمة أولوياتها وذلك من خلال خلق ثقافة الأمن الذاتي لدى المنشآت والعاملين لديها واستخدام التقنية الحديثة في الوصول إلى مستويات من الحماية لهذه المنشآت».
ودعا ميرزا إلى السعي لإبعاد منطقة الشرق الأوسط من أي تقلبات سياسية تهدد مصادر النفط، قائلا «منطقة الشرق الأوسط تضطلع بثلثي الاحتياطات النفطية العالمية وأكثر من ربع احتياطيات الغاز وتنتج 31 في المئة من إجمالي الإنتاج النفطي العالمي و10.6 في المئة من إنتاج الغاز الطبيعي لذلك سيكون استقراراها مصلحة مشتركة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء».
وطالب ميزرا بإيجاد شراكة وتعاون بين المنتجين والمستهلكين والشركات النفطية الوطنية بعضها بعضا لتحقيق مصالح جميع الأطراف يما يزيد العوائد من قطاع النفط لمصلحة شعوب العالم ودولها.
العدد 1648 - الأحد 11 مارس 2007م الموافق 21 صفر 1428هـ