شددت الكاتبة الصحافية أنيسة فخرو على أنه «من الخطأ ربط واقع تخلف المرأة بالعقائد واللغات‘ إذ إن الأديان جاءت لسعادة البشرية لا لتعاستها، أما بالنسبة إلى اللغة فهي جاءت نتيجة تطور طبيعي للعقل البشري، لذلك ينبغي أن نربط واقع تخلف المرأة نسبيا في العالم كله بالقيم والعادات والتقاليد التي سادت منذ قرون». جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جمعية التجمع الديمقراطي أمس الأول بمقر الجمعية تحت عنوان «تمكين المرأة اجتماعيا».
وبينت فخرو أن التمكين الاجتماعي للمرأة هو تثمين دور المرأة اجتماعيا لتتمكن من حماية حقوقها وتحديد واجباتها في الأسرة والمجتمع، كما أوضحت أنه يجب تمكين المرأة لحماية حقوقها في كل ما تفرزه المؤسسات الأسرية من علاقات مجتمعية وما نحدده من ادوار وما تطلبه من مهمات وأعمال وذلك من أجل الانتقال من التخلف الاجتماعي إلى النهضة والتنمية الحقيقية القائمة على المشاركة الفعلية.
وأشارت إلى أن عملية المشاركة الفعلية تشترط وجود درجة معينة من القوة والتمكين، إذ إن المشارك في الحياة اليومية هو من لديه القدرة على الفعل والاختيار وتحقيق الأوضاع والأهداف التي يرغب بها، إلى جانب أن المشاركة الفعلية تحمي قدرة المرأة على تحقيق إرادتها وتطلعاتها على الصعيد الاجتماعي وخصوصا أن مفهوم التمكين يرتبط بالتحليلات النفسية الاجتماعية، إضافة إلى ارتباطه بمفهوم تقدير الذات والقدرة على إثباتها.
ومن جهة أخرى سألت فخرو: إذا كان من الممكن تخيل مجتمع ليس به أمرأة تعمل خارج المنزل وخصوصا في ظل وجود ربات بيوت في هذا المجتمع من فئة النساء الأميات، وعن مصير هؤلاء النساء خصوصا في ظل انتشار الخدم والتكنولوجيا التي ساهمت في تخفيف الأعباء المنزلية، إضافة إلى أن مشكلات الأبناء قلت في الفترة الأخيرة بسبب اعتماد الأبناء على أنفسهم ما يجعل غالبية الأمهات يتوجهن إلى الأسواق ومتابعة آخر صيحات الموضة. ثم استدركت قائلة: «إن الجميع يحترم ضرورة وأهمية وجود المرأة في المنزل وما تقدمه هذه المرأة من تضحيات، إلا أن البعض يطالب أن يكون العمل مشترك بين الطرفين وخصوصا أن الحياة مشتركة بين جميع الأطراف». وعلى صعيد آخر أكدت فخرو أن «المجتمع العربي الذي نعيش فيه هو مجتمع غير صحيح في بنيته الاجتماعية وغير صحي في مناخه الثقافي والنفسي، ومظاهر الخطأ في بنيته وتركيبته الاجتماعية تظهر في مسألة الشرف التي تنتشر في بعض الدول ما يجعل الكثير من الجرائم وسفك دماء النساء في هذه الدول حلالا بسبب الشرف».
كما تطرقت فخرو إلى واقع المرأة البحرينية الإيجابي بشكل نسبي، مشيرة إلى أن هذه النسبية لا يعني أن الوضع مثالي بل أن المهمات المطلوبة بحاجة إلى تضافر الجهود الرسمية الأهلية من أجل النهضة والتنمية الحقيقية الأصلية.
العدد 1650 - الثلثاء 13 مارس 2007م الموافق 23 صفر 1428هـ