طالب المعلق الرياضي لمباريات كرة القدم إبراهيم الدوسري الذي قضى في التعليق ما يربو على 15 عاما تقريبا، طالب المسئولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون والقائمين على شئون التعليق الرياضي بالتقييم الموضوعي لكل المعلقين، عن طريق أحد المختصين ممن له باع طويل في هذا المجال ولديه الفكرة الكاملة ويمتلك خلفية كبيرة ورؤية ثاقبة في التعليق، ليقوم بتقييم عادل بدلا من هذه الفوضى الحالية.
وأضاف «ومن خلال هذا التقييم لابد من تصنيف المعلقين حتى يكون هناك عدل في التوزيع، ولا يجوز أن أعامل الجميع بالمرتبة والدرجة نفسها، لأن من يتعب ويجتهد في إبداء المعلومات يحق له أن يحصل على مقابل لهذا الجهد والتعب، وأضف إلى ذلك أطالب عند التقييم ان يوجه المعلق إلى الأفضل؛ بعلاج أخطائه أثناء تعليقه للمباريات».
وتابع الدوسري «هناك الكثير من الصعوبات التي نواجهها نحن كمعلقين، فمثلا عندما أصل إلى الملعب الوطني مثلا لأقوم بالتعليق على إحدى المباريات تراني اطلب قائمة الفريقين من التشكيلة، فالمسئولون عن الملعب أو من اتحاد الكرة يمنعنا من الدخول إلى غرفة الحكام أو حتى إلى غرف الفرق لأخذ القائمة. ويطلبون منا الانتظار حتى يقوم الهندي الموجود في الملعب بتصوير القائمتين، وهذا الفعل عادة ما يكون قبل المباراة بعشر دقائق فقط، تصور هذا الوقت الذي يجب أن أكون فيه على كرسي التعليق لكي اعد نفسي للانتقال المباشر، وترى هذا الهندي غير مكترث بالأمر ويتأخر ويصل بالقائمتين والفريقان داخل الملعب ينتظران صافرة الحكم لبدء المباراة، ونحن المعلقين مازلنا لم نصعد بعد، وتعرف الوقت المستغرق للصعود المتعب في الوطني.
مقترح لشراء جهاز طباعة
ولذلك اقترح على المؤسسة العامة أو اتحاد الكرة شراء جهاز صغير بسعر (20 دينارا) يطبع لك القائمتين من غرفة الحكام سريعا، بدلا من توجيه الهندي إلى الذهاب إلى مكان آخر، ولابد من إخطار الفرق بإرسال القائمة مبكرا لتتم طباعتها إلى المعلقين والصحافيين.
وقال أيضا: الأمر الآخر الذي نعاني منه كتابة القائمتين بالقلم، فهناك من يكتب الاسم غير واضح وقد يعطيك الاسم خاطئا ما يضعنا في مواقف محرجة، ولذلك اقترح أن يكون هناك مكتب إعلامي في كل ملعب فيه موظف يقوم بطباعة الأسماء بجهاز الحاسوب، وأتمنى أن يضاف للاسم اللقب المحبب للاعب. الأمر الآخر الذي أريد قوله ان يكتب في القائمة أسماء حكام المباراة أو يسمحوا لنا بالدخول ونتوجه إلى مدير كل فريق لنسأله عن الفريق واستعداداته وعن المحترفين والأندية التي لعب فيها حتى تكون المعلومة سليمة عندما ننقلها إلى المستمع.
حتى الماء غير متوافر لنا
وأضاف «أثناء التعليق تحتاج إلى كأس من الماء وأيضا هذا الأمر غير موفر لنا، والأكثر غرابة عندما تريد الانتقال مباشرة للإذاعة لدينا مذياع والإخوان والزملاء العاملون في النقل ينزعون البطاريات من المذياع أثناء الانتقال، وأنا أريد أن اسمع الصوت المساعد لي وهم يخافون من انتهاء البطارية؛ لأنهم يشترونها من مصاريفهم الخاصة، فالإذاعة لا توفر لهم حتى البطارية! وهذا الأمر بشكل صعوبة أخرى في التعليق».
المعلق محروم من البطولات الخارجية
وقال أيضا: «أنا اسأل في البطولات الخارجية لماذا لا يرافق المنتخب الوطني معلق رياضي لكي يحتك مع الآخرين ويستطيع أن يكسب الجديد ويطور نفسه مثلما كان يحدث في السابق، وأيضا اسأل لماذا لا يبعث المعلق إلى دورات تدريبية خارجية ترفع من قدراته في كيفية التعليق، ليسير المعلق على أساس قوي ومتين ومبني على امور علمية بعيدا من الارتجالية والاجتهادات الشخصية والمجاملات والمحاباة والمحسوبيات، وذلك يرفع من مستوى التعليق الرياضي عندنا.
المسئولون يتجاهلوننا
وأضاف «في إحدى السنوات حصلت على عرض للتعليق من قبل الاتحاد العربي للإذاعات الذي أرسل خطابا رسميا إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون، وكان يومها يمثل المملكة الشرقي في البطولة العربية في تونس، ولكن للأسف لم يخبرني احد بها، مع أن الإخوان في الشرقي عند عودتهم اخبروني ان اسمي موجود ضمن المعلقين المعتمدين هناك، وعندما سألتهم عن السبب أجابوني أن الدوري هنا يسير وهم محتاجون إلي».
الوضع لا يسر في التعليق
ومن جانب آخر، قال: «وفق هذه الظروف الصعبة قررت الابتعاد عن التعليق لعدم التقدير، فالمسئولون يتجاهلون المعلقين والمعاناة التي يعانون منها، وليس هناك من يأخذ بيدك، ولا يعرفون قيمة المعلق، هم فقط يريدون معلقا يسد الفراغ بغض النظر عن مستواه، حتى ان لم يفد المستمع أو المشاهد من المعلومات أو بالتحليل الفني، فالجمهور البحريني واع ولديه المقدرة على الفهم وعدم خلط الأمور، ولذلك يتوجب اختيار المعلق الذي يحمل الجديد في أمور التعليق».
مأساة التعليق في استوديو التلفزيون
من الصعوبات التي تواجهنا كمعلقين، في إحدى المرات اتصل بي التلفزيون لأقوم بالتعليق على مباراة اليابان مع إيران، وقبل بدء المباراة بعشر دقائق تقريبا طلبت منهم قائمة الفريقين، ولكنهم قالوا لي إن التلفزيون سيعرضها على الشاشة وسنأخذها، مع أن هناك وفد للتلفزيون من الممكن إرسال القائمة بالفاكس على أقل تقدير، وهل يعقل أن اعلق على مباراة بالأرقام من دون أسماء من دون النظر إلى ردة فعل المشاهد، اعتقد الخلل يكمن في المسئولين الذين لا يهيئون الأمور الأساسية للمعلق ومن ضمنها كما قلت القائمة.
والأغرب في إحدى المباريات التي اعلق عليها من الاستوديو، ان الجميع يترك المعلق لوحده يصارع الصعوبات، ففي هذه المباراة حدث خلل في «الكيبل» فانقطعت الصورة عن البث ولم أشاهد أي شيء، وأنا لا افهم في مثل هذه الأمور وكان الأجدر ان يكون مهندس مختص موجودا في المكان لتدارك مثل هذه الأخطاء، فالمعلق يحتاج الى من يسانده ويساعده في مثل هذه الأمور. وتابع وبعدها يقال لك أنت لم تتلفظ بالأسماء الصحيحة من دون النظر إلى الأسباب الحقيقية، فهل يعقل إصدار الحكم من قبل المسئول من دون البحث عن الأسباب مع أنها واضحة وليس فيها لبس.
إلى المنشد مع التحية
وفي اشاره إلى ما تحدث به المعلق الرياضي خالد المنشد إلى إحدى الصحف المحلية عن أمور التعليق ومحاربة القدماء له في عدم إتاحة الفرصة ولم يأخذوا بيده ولا يوجهونه إلى الطريق القويم، قال الدوسري: أولا كنت أتمنى من الأخ العزيز المنشد ألا يعمم، ولابد من أن يذكر من هم الذين لا يعطونه الفرصة، والأمر الآخر عندما دخل مجال التعليق لماذا لم يقم المسئول الذي دفعه إلى هذا المجال بتعريفه على زملائه والطلب إليهم توجيهه ودفعه إلى الأفضل، ثم أنا أتحدث عن نفسي لماذا أحاربه؟ وليس هناك بيني وبينه ما يعكر الصفور، أتمنى له التوفيق والنجاح وكل الخير، فليس لدينا الحقد على أي معلق ولو طلب مني مساعدته فلن اتردد. وقوله إن البحرين لم تأت بمعلق مثل النهام قول جانبه الصواب مع تقديري واحترامي للنهام، الذي يعد من الكفاءات المشهود لها، ولكن ايضا هناك من المعلقين الجيدين، ولذلك على المنشد في تصريحاته ان يكون دقيقا والا يعمم الخطأ على كل المعلقين.
العدد 1661 - السبت 24 مارس 2007م الموافق 05 ربيع الاول 1428هـ