العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ

نورتون: الإدارة الأميركية في مأزق والخيار العسكري مستبعد

قال البروفيسور الأميركي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة شيكاغو الأميركية ريتشارد نورتون أن «الإدارة الأميركية واقعة في مأزق حاليا وأن الخيارات أمامها تكاد تكون معدومة للتعامل مع مستجدات المنطقة»، مشيرا إلى أنه يستبعد تماما أن تلجأ الإدارة الأميركية إلى الخيار العسكري في تعاملها مع الأزمة النووية في إيران.

جاء ذلك في محاضرة «الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط» التي ألقاها نورتون مساء أمس الأول في فندق الخليج، والتي نظمتها جمعية «المنتدى»، وحضرها عدد من أعضاء مجلس الشورى وأعضاء الجمعية والمهتمين.

يأتي تنظيم هذه المحاضرة بحسب الأمين العام لجمعية المنتدى إبراهيم علي، استغلالا لزيارة نورتون لمنطقة الخليج العربي، إذ يقوم بمهمة بحثية أكاديمية في الكويت، فقامت الجمعية بدعوته لإلقاء هذه المحاضرة في البحرين، إذ اختار بنفسه محاور الحديث فيها بناء على خبرته في مجال السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

وضمن حديثه، الذي أعتبر جريئا ضد سياسة بلده، أكد نورتون أن الإدارة الأميركية واقعة حاليا في مأزق كبير، وأن الخيارات أمامها تكاد تكون معدومة أو قليلة جدا للتعامل مع المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا بالنسبة إلى الوضع في العراق والأزمة النووية في إيران. في حين يرى نورتون أنه من المستبعد تماما للإدارة الأميركية سواء الديمقراطية منها أو الجمهورية أن تستخدم الخيار العسكري في التعامل مع القضية النووية الإيرانية، مرجعا ذلك إلى المشكلات الكثيرة التي تواجهها سياسيا أو عسكريا من خلال الوضع في العراق.

وأضاف «على رغم أن احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري في الملف النووي الإيراني مستبعد أمام الإدارة الأميركية، فإن التطورات المقبلة في التعامل مع إيران قد تدفع الإدارة الأميركية إلى استخدام ضرب عسكري محدود جدا ربما يتمثل في ضربة جوية خاطفة لا تستغرق عدة أيام، غير أنه لايزال احتمالا بعيدا جدا».

وعرج نورتون في حديثه على وضع الجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط ووصولها إلى مواقع صنع القرار، وخصوصا في مصر والأردن وفلسطين، إذ حلل هذا الموضوع من وجهة نظر تعامل الإدارة الأميركية مع تلك الحركات الإسلامية، قائلا إن الإدارة الأميركية قبل مجيء الرئيس الحالي جورج بوش كانت تمتلك توجهات لتشجيع الانفتاح والديمقراطية وتعزيز هذا التوجه في منطقة الشرق الأوسط قبل حوادث 11 سبتمبر/أيلول، غير أن التطورات التي حصلت بعد ذلك وخصوصا بعد سقوط نظام صدام حسين، دفعت الإدارة الأميركية إلى تغيير توجهاتها في تشجيع الديمقراطية في هذه البلدان من أجل الحفاظ على الوضع القائم وعدم الضغط على الأنظمة الحاكمة، انطلاقا من إيمانها بأن التيار الديني والأحزاب الدينية هي حقيقة واقعة ويجب التعامل معها ولا يجب القفز عليها، معتمدة على مبدأ «إن لم تتمكن من التغلب عليهم، انضم إليهم».

وأضاف أن هذا التوجه دفع الإدارة الأميركية إلى فرز وتقسيم تلك الحركات الإسلامية إلى فئات وأحزاب معتدلة ومتطرفة، بناء على معطياتها الفكرية التي تجعل بعضها يميل إلى استخدام العنف، فيما يجعل البعض الآخر يرفضه. ولذلك أكد نورتون أن التوجه الأميركي الحالي في الشرق الأوسط يدرك بأنه لا يمكن التعامل مع تلك التيارات الدينية على أساس أنها غير موجودة، عبر تجاهلها أو القفز عليها.

العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً