حذر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أمس من أن استمرار الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية لعدة أشهر مقبلة، سيدفع الفلسطينيين إلى إعادة النظر في مواقفهم برمتها ما سيكون له تداعيات كثيرة.

وقال هنية في خطبة الجمعة بعد وصوله إلى مدينة غزة قادما من الرياض بعد مشاركته في القمة العربية، بلغة غلب عليها التهديد «على العالم والمجتمع الدولي أن يلتقط حال التوافق الفلسطيني والمرونة التي أبديناها وإلا فإنه في حال استمرار الحصار عدة أشهر أخرى فإننا سندرس خياراتنا ومساراتنا ووضعنا الفلسطيني لأننا أصحاب كرامة ولا نريد أن يستمر الحصار». وأضاف «هم قالوا لنا تعالوا متفقين وجئناهم وعليهم الآن تحمل مسئولياتهم». وتابع إن «الفلسطينيين فعلوا ما يتوجب عليهم من اتفاق وتشكيل حكومة وحدة والتوصل إلى برنامج القواسم المشتركة وأن الدور الآن والمسئولية تقع على الزعماء العرب بضرورة رفع الحصار عن شعبنا».

ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني بقرارات القمة العربية مطالبا بضرورة تفعيلها على أرض الواقع. وقال «القمة العربية أكدت دعمها المطلق للحكومة الفلسطينية وقررت رفع الحصار عن شعبنا ووقوفها إلي جانب دعم الاقتصاد الوطني المنهار». ورأى إن «قرارات القمة إيجابية وتعبر عن إرادة سياسية عربية جيدة»، وقال «شعبنا ينتظر ويترقب متى ستتحول تلك القرارات إلى برامج وخطوات عملية على الأرض».

في المقابل، طلب السفير الإسرائيلي في أنقرة بنحاس أفيفي من وزارة الخارجية التركية تقديم إيضاحات بشأن دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لرئيس الوزراء الفلسطيني لزيارة تركيا أثناء مشاركتهما بالقمة العربية.

وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أمس أن الخارجية التركية لا تملك في الوقت الراهن أي معلومات عن هذا الموضوع. من ناحية أخرى، أعرب دبلوماسيون إسرائيليون في تصريحات لشبكة «إن تى في» الإخبارية التركية عن الأسف البالغ لتوجيه أردوغان الدعوة إلى هنية، زاعمين أن هذه الدعوة وزيارة هنية لتركيا كرئيس للوزراء لا يمكن أن تكون عاملا مساعدا في دفع مسيرة السلام بالشرق الأوسط. وحذر الدبلوماسيون الإسرائيليون من أن العلاقات التركية الإسرائيلية قد تتضرر بسبب هذه الزيارة.

في غضون ذلك، أحيا الآلاف من العرب الإسرائيليين أمس في سخنين بالجليل (شمال إسرائيل) «يوم الأرض»، ذكرى مقتل ستة من فلسطينيي الداخل على أيدي القوات الإسرائيلية في الثلاثين من مارس/ آذار 1976 خلال تظاهرات احتجاج على مصادرة أراضيهم.