ضمن الجوانب التي يقوم مسرح الصواري بالعمل على تنظيمها لاحتفالهم بيوم المسرح العالمي، يعمل المخرج عبدالله السعداوي على بروفات المسرحية التي قام بإعدادها بالتعاون مع المخرج إبراهيم خلفان، والتي تحمل اسم «ميتروشكا» أو الدمية.
و«الدمية» برؤية السعداوي هي مجموعة من الأشخاص تطرح الأفكار وتصارع الأفكار، وتأتي صورة العمل في قالب تجريدي يعطي كل مشاهد الفرصة ليفهم بحسب وعيه ونمط تفكيره، إذ يقول السعداوي: «هذه الأفكار هي ما قد يواجه أي شخص في حياته اليومية، وقد تم تجميعها وتقديمها في شخصيتين وطاولتين صغيرتين، وعازف عود»!.
عازف العود الفنان الشاب فيصل الكوهجي، يتحدث عن دوره في المسرحية بالقول: « أقوم بتأدية الفواصل الموسيقية كافة بين المشاهد باستخدام العود، كما أعزف بعض الخلفيات الموسيقية». وألف الكوهجي 11 مقطعا من بين 15، من بينهم موسيقى البداية بعنوان (دهليز) وموسيقى الختام بعنوان (سفر)، إذ اقتبست أربعة من مجموع المقطوعات التي سيقدمها خلال العرض من بعض الأغاني والمقطوعات المشهورة.
ويشارك في تأدية أدوار المسرحية الفنان محمد مبارك، والفنان حسين عبدعلي، إذ يقدم كل منهما دورا مختلفا في كل مشهد. فالدوران الأولان لكليهما دور الأب المتسلط والابن المتمرد، والدوران الآخران هما لـ «الدكتور» والمريض النفسي.
وتتلخص الأدوار في صراع الأب المتسلط والدكتاتوري مع ابنه المتمرد الذي يرفض الانصياع لأوامر والده، بينما يتم في المشاهد الأخرى معالجة مريض نفسي لدى «دكتور» من مرض ما، إذ يقول الفنان محمد مبارك عن ذلك « تتم معالجة عدة قضايا سياسية وفكرية واجتماعية وأخلاقية من خلال الحوارات، ولاسيما في مشهد (الدكتور) والمريض النفسي، إذ أن (الدكتور) ليس طبيبا نفسيا، بل هو دكتور يقوم بتحليل القضايا السياسية والاجتماعية المحيطة بالمريض، بإطار مفتوح يترك لمخيلة المشاهد حرية الفهم، وتحديد مجال التخصص الذي يعود إليه هذا (الدكتور)».
أما المخرج السعداوي فيجد أن المسرحية هي محاولة لإخراج الإنسان من فوضى الوجود التي يعيش فيها، معبرا عن ذلك بالقول: «بعد أن أصبح هناك وجود بشري خارج النطاق الأولي للإنسان ونزوله للأرض، تشكلت لديه الرغبات، وتطورت الحالة حتى أصبحت كل أمور الناس في هذا العصر مرتبطة بالرغبات».
فكل شيء أصبح رغبة كما يرى السعداوي، وأصبح المجتمع رغبة، مضيفا «ما عاد هناك سوى دولة وهمية، وانقسم البشر لمجاميع صغيرة تُوجد خلافات لتتصارع، بينما مجموعة أخرى تلعب برأس المال، وتنموا وتزدهر بينما المجموعة الأولى منشغلة في همومها». ويأمل السعداوي من خلال عمله أن يبرز للناس قشور الأمور التي ينشغلون بها عن القضايا والأمور الأكثر أهمية في حياتهم، مؤكدا أن الإنسان «أصبح مُستَهلَكا، وأصبح بضاعة، يستخدمهم المفكرون لإيصال فكرة معينة، كما هو الحال في الديمقراطية التي تحاول أميركا أن تسوقها من خلالنا».
وستقدم مسرحية ميتروشكا تقدم ضمن مهرجان مسرح الصواري للاحتفال بيوم المسرح العالمي، وسيتم عرضها في صالة البارح للفنون في 2 إبريل / نيسان.
العدد 1668 - السبت 31 مارس 2007م الموافق 12 ربيع الاول 1428هـ