مر الملكي الأحمر المتصدر بسلام من محطة الحوت الستراوي على رغم التباين الواضح في الفنيات، ورفع حظوظه القوية مقتربا بذلك من الاحتفاظ باللقب الذي احرزه في الموسم الماضي، بعد ان دك مرمى سترة باربعة اهداف نظيفة، ليؤكد ان الأحمر ماضٍ في طريقه بثبات وفق خطة محكمة وضعها المدير الفني القدير سلمان شريدة، الذي وازن بين الآسيوي والمحلي فحافظ على هيبته وكبريائه، ولم تتبق سوى 4 جولات فقط ويحتاج الأحمر إلى 3 جولات فقط، ليتوج بطلا رسميا للدوري، بينما خسارة سترة جعلته يعاني الأمرين ويقترب من خط الوداع الأخير ويسلم نفسه إلى قدر الهبوط، وخصوصا ان صدقت الاخبار بتجريده من نقاط الشرقي، ولكن مازال الأمل يحدوه لمن يدخله غرفة الانعاش من جديد لعل وعسى يخرج منها سالما.
أما الرفاع المطارد للمتصدر فكسب رهانه في هذه الجولة وخطف النقاط الثلاث من فم فارس الغربية، بعدما هزمه بهدفين نظيفين قرب نفسه بهم من المتصدر بآمال، وطموحاته ان يتوثب احد الفرق لعرقلة الأحمر ليؤجل جولة الحسم حتى آخر مباراة بحساباتها المختلفة، والمهم في هذا الأمر ان السماوي بدأ يتعافى نوعا ما من الخمول الفني، وان لم يكن واضحا، وبقاؤه في الصدارة يعطيه الضوء الأخضر للعب بمعنويات الفوز في كل مباراة.
بينما خرج المالكية ولثالث مباراة يندب حظه بالخسارة، ولكنه هذه المرة كان يستحق على أقل تقدير النقطة بعد الاداء القوي والرجولي الذي قدمه يوم الثلثاء، وعليه في الاربع الجولات المقبلة ان يتحكم في أدائه الفني المتميز مع استثمار الفرص المتاحة بدءا من مباراة المنامة في الاسبوع الـ (19) المقبل، لكي يعطي نفسه الدافع للدخول مع الاربعة الكبار في المنافسة على بطاقة التأهل، ونحن نعتقد أن بامكانه الوصول إلى هذا الطموح لو اراد هو بنفسه.
وفي مباراة متباينة في شوطيها، خرج البسيتين والشباب بالتعادل العادل، في لقاء غابت عنه الاثارة وطغى عليه الجري من دون ضوابط فنية والتوتر العصبي في بعض فتراته، وخصوصا في الشوط الثاني، وخرج الفريقان بالتعادل بهدف لكل منهما في لقاء لم يقدم فيه أي فريق ما يلفت النظر، أو يشبع الرغبة بجمالية اللعب ومتعته، وكأنهم يلعبون في الحواري.
وفيه فوت الحكم صاروخ العراقي عباس حسون الذي اطلقه من مسافة بعيدة ارتطمت بالعارضة وتجاوزت خط المرمى بقدم، ولكن لا الحكم ولا المساعد الثاني استطاعا التحكم بدقة في نظرهم لمعرفة حقيقة الكرة دخلت المرمى ام لا، ونحن نؤكد اجتيازها خط المرمى بكامل محيطها، ولكن القرار الأول والأخير للحكم!
ومباراة الغزال الاخضر مع النجمة واصل فيها البحرين تخصصه في التعادل الذي وصل رصيده إلى 10 مباريات تعادل، وهذا الرقم لم يصل إليه أي فريق، ولكنه استطاع ان يتحسن في الجانب الهجومي مع بداية القسم الثاني باحرازه الاهداف، ولكنه غفل عن دفاعه الذي هو الآخر تعرض مرماه إلى مثل ما سجله من اهداف، ومازال امله وطموحه في المنافسة على بطاقة التأهل لاقترابه من اصحاب المركز الثالث.
أما النجمة فبعد 3 مباريات مريرة جرعته الحسرة والندم تعرض فيها إلى الخسارة غير المتوقعة، خرج من مباراته امام البحرين بالتعادل، اذ تنفس من خلاله الصعداء واعطى نفسه فرصة في العودة من جديد إلى جو مباريات الدوري، بعدما افقد نفسه فرصة كبيرة بالاقتراب من المتصدرين والابتعاد بمركزه الثالث عن الفرق وتركهم يتصارعون على البطاقة الرابعة، ولكن تأخره اعطاهم الفرصة في احدى البطاقتين المتبقيتين.
وكرر الحالة والشرقي ما فعله النجمة والبحرين وخرجا متعادلين بهدفين لكل منهما، في الوقت الذي كان الشرقي يامل بالقيادة الجديدة للزياني، اذ تقدم مرتين ولكنه فشل في المحافظة على تقدمه، بعدما احكم المراقبه على داهية الحالة وهدافه اسماعيل عبداللطيف، ولكن المحترف ابولاجي في الحالة قام بمهمة اسماعيل واحرز هدفين في مرمى الشرقي مازال بهما قريبا من التأهل، ولكن هناك فرقا أخرى كالاهلي والمالكية والشباب ما يزالون يحملون الامل والطموح، وهي آمال الشرقاوية أيضا بعد حصولهم على نقاط سترة وابتعادهم من شبح الهبوط مؤقتا، حتى تتكشف الامور بدءا من الاسبوع الجديد الـ (19).
وفتح الاهلي باب الطموح الكبير نحو التأهل إلى المربع بعد الفوز الثمين الذي حققه على الجار المنامة، حين رد اعتباره من خسارة القسم الأول بفوزه بهدفين مقابل هدف، أرجع به بعض ما فقده في المباريات السابقة، واوقع نفسه مع الذين يتنافسون على بطاقة التأهل إلى مربع الكبار لمسابقة كأس سمو ولي العهد. الفوز الاهلاوي اعطى الدافع القوي لكي يحصد نقاط المباريات المقبلة، وخصوصا انه سيلاقي الجريح الستراوي في الاسبوع المقبل. بينما عانى المنامة الكثير بعد هذه الخسارة وصار يصارع مع نفسه على عتبات الهبوط، وكلما مرت الايام وتلقى فيها الخسارة كلما كان اقرب من الهبوط، واذا ما اراد ان ينقذ نفسه ويبعدها من غرفة الانعاش فعليه الفوز أولا في المباراة المقبلة امام المالكية.
رزاق فرحان وسالم موسى استحقا النجومية
كان من الطبيعي أن تجد نجما للأسبوع في أكثر المباريات إثارة ومتعة في الجولة 18 لدوري خليفة بن سلمان، إذ إن الفريقين قدما مباراة جيدة المستوى كانت هي الأبرز في هذه الجولة.
لذلك فإن هناك من كان لهم تأثير كبير في المباراة حتى خرجت بهذه الصورة المثيرة.
مهاجم البحرين القناص العراقي رزاق فرحان كان أحد نجوم المباراة، وأحد نجوم الأسبوع، والحق يقال أن هذا اللاعب من أفضل صفقات اللاعبين المحترفين في الدوري البحريني لما يتمتع به من حس تهديفي ومهارات جيدة تمكنه من الوصول إلى شباك المنافسين بأقصر الطرق.
فرحان قدم مباراة كبيرة كعادته منذ انضمامه لصفوف الغزال، وساهم مرة أخرى في خروج الأخضر بتعادل ثمين من فم النجمة، إذ سجل هدف التعادل الأول للبحرين الذي يعبر عن المهارات التي يمتلكها هذا اللاعب، بالإضافة إلى حركته المستمرة في المقدمة والتي أربكت تحصينات النجمة الدفاعية.
وليس فرحان وحده الذي استحق النجومية، إذ إن هناك النجماوي سالم موسى الذي تألق في خط وسط النجمة وكانت له بصمات واضحة على أداء النجمة بالإضافة إلى الهدف الصاروخي الجميل الذي أحرزه في تلك المباراة.
وسالم موسى من المواهب الشابة التي أثبتت وجودها في صفوف النجمة ومن الذين يعتمد عليهم خالد الحربان كثيرا في بناء خططه في المباريات التي يخوضها الفريق ويعتبر أحد المفاتيح المهمة في الفريق النجماوي.
هل هي مجرد صدفة؟ ... استاد المحرق يتحول إلى مسرح للشغب
شاءت الصدفة ان تجعل استاد نادي المحرق مسرحا لأبرز التصرفات والسلوكيات غير الرياضية في مباراتين اقيمتا في يوم واحد أولهما بين المالكية والرفاع وتلتها مباشرة البحرين والنجمة.
في مباراة المالكية والرفاع كانت جميع الأمور تسير طبيعية حتى نهاية المباراة التي شهدت اشتباكا بين بعض لاعبي المالكية ولاعب الرفاع عمر الانصاري وسرعان ما اشتد وتدخل افراد من الجمهور الملكاوي، ولولا حكمة وتدخل العقلاء من الجانبين لحدث مالا يحمد عقباه في ظل غياب رجال الأمن عن القيام بدورهم المطلوب في حفظ النظام ويبدو أن عدوى هذه المشكلة انتقلت ولكن بنسبة أقل في المباراة الثانية التي اقيمت بعد دقائق على الملعب نفسه بين النجمة والبحرين، إذ لوحظ قيام افراد من جماهير النجمة الموجود بعضهم في المنصة والمدرجات باطلاق الشتائم تجاه حكم المباراة حسن عبدالعزيز، ووقفوا متربصين بالحكم عند بوابة الخروج من الملعب، ما استدعى اخراجه في حراسة الشركة من البوابة البعيدة!
مشيمع الكبير يكسب الصغير
شهدت مباراة الأهلي والمنامة مواجهة من نوع خاص بين الشقيقين أحمد وعبدالله مشيمع، إذ وقف الأول يحرس مرمى طيور المنامة والثاني مرمى النسر الأصفر، وتمكن مشيمع الكبير من كسب المواجهة مع شقيقه الصغير، على رغم أن نتيجة المباراة آلت إلى النسر الأصفر، نظرا إلى تلقي مرماه الكثير من الكرات التي وقف إلى بعضها وتوفق في حماية مرماه عكس شقيقه الصغير، الذي ظل مرماه آمنا غالبية فترات المباراة بسبب اعتماد المنامة على الهجوم المرتد والمعاكس، والذي لم يشكل خطورة كبيرة على مرماه عدا هدفهم الوحيد والفرصة التي أضاعها بهرام الصغير.
موهبة على الطريق
الشاب المتألق ابن الرفاع عبدالرحمن مبارك شق طريقه إلى النجومية مبكرا؛ نتيجة الموهبة الفذة التي يمتلكها منذ صغره والتي رفعته وعلمته كيف يكون متألقا وبارزا بين اقرانه في كل الفرق التسعة.
مبارك من اللاعبين المتميزين الذين يجيدون السرعة والمباغتة في لعب الكرات والمراوغة السريعة، بل واحراز الاهداف بطرق مختلفة على رغم انه يلعب بقدم واحدة فقط.
هدفه في مرمى الشباب انعش ابناء الرفاع وصفق الجميع له عندما اطلقها صاروخ «ارض جو»، ما يدل على رجاحة تفكيره وذكائه المهاري في اطلاق مثل هذه الكرات المهمة.
ولكن هذا اللاعب في بعض المباريات تتحكم فيه المزاجية في اللعب، وهذه حال غير جيدة، وعلى مبارك الالتفات إلى هذا الامر الخطر قبل ان ترسخ في ذاكرته وينسى واجباته واظهار مهاراته في الذود عن القميص الذي يرتديه، ونطالبه بان يبتعد عن المزاجية؛ لانه لاعب اكثر من جيد لديه المقومات الفنية لان يكون مشروعا لنجم بارز للكرة البحرينية مستقبلا.
العدد 1673 - الخميس 05 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الاول 1428هـ