تأهل الحد رسميا بكل اقتدار إلى دوري الكبار بعد أن ضمن لقب دوري الدرجة الثانية بفوزه في الجولة الماضية على أحد منافسيه فريق التضامن وبثلاثية تاريخية، ليضمن الفوز بلقب المسابقة قبل جولتين من خط النهاية، إذ رفع رصيده بهذا الفوز إلى 27 نقطة وهو الرصيد الذي لا يمكن لأي فريق الوصول إليه حتى من أقرب ملاحقيه فريق الاتحاد الذي تعثر بالتعادل مع الاتفاق بهدف لمثله، الأمر الذي أعطى التضامن جرعة معنوية وأحيا به آماله بخطف البطاقة الثانية المؤهلة لدوري الكبار بعدما بدت وكأن الأمور تسير لمصلحة البنفسجي.
وعلى صعيد آخر واصل الاتفاق عروضه الجادة والقوية وقدم مباراة جيدة أمام الاتحاد أحرجه فيها وأجبره على التعادل ليؤكد أبناء الدراز أنهم عملة صعبة وفريقا جيدا مليء باللاعبين الشباب القادرين على العطاء على رغم بعض المنغصات ولو توافرت الظروف لهم سيكون من حقهم الحلم ولو من بعيد.
أما أبناء سعد رمضان فريق قلالي فأثبت من خلال هذه الجولة أنهم على الدرب الصحيح من خلال تحقيق فوزهم الأول وعلى حساب مدينة عيسى الذي يبدو أن سوره انهدم ومن الصعوبة ترميمه وبنائه من جديد على رغم بعض التحركات الجادة التي قامت بها الإدارة والمدرب محمد الشملان لرأب الصدع في صفوف الفريق، وأخيرا فإن غياب البديع عن مباريات هذه الجولة لم يغير من مركزه الذي ارتقى إليه في الجولة الماضية وهو الرابع وربما يطمح أبناء البديع إلى الحصول على المركز الثالث إذا ما ساعدته نتائج مباريات الجولتين.
موسم رائع وطريق باهر لأبناء الحد
الحد استوعب الدرس ولا ينوي العودة لدوري المظاليم
فعلا قدم الحداوي موسما ولا أروع وشق طريقه بنجاح باهر من جولة إلى أخرى نحو دوري الدرجة الأولى، إذ الأضواء والشهرة وجاء التأهل المستحق للحد بعد مرور 11 أسبوعا من الدوري حقق الفوز في ثماني مباريات ولم يخسر قط وتعادل في ثلاثة لقاءات.
إحراز الحد للقب وضمان التأهل الرسمي لدوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل يؤكد القدرات الكبيرة لهذا الفريق صاحب الطموحات الكثيرة مع العودة من جديد لدوري الأضواء، كما أن تأهل الحد جاء منطقيا وطبيعيا في ضوء نتائج الفريق وباقي الفرق الأخرى هذا الموسم. أفراح الحد انطلقت في كل مكان بأرجاء ملعب استاد نادي المحرق عقب صافرة النهاية السعيدة لهم من حكم اللقاء صلاح العباسي وراح اللاعبون والجهازان الإداري والفني يعبرون عن فرحتهم الكبيرة بالعودة من جديد إلى دوري الأضواء فرحا بإحراز لقب دوري الثانية قبل جولتين من نهاية الموسم الجاري.
الفرحة الحداوية امتدت إلى غرفة ملابس اللاعبين الذين تلقوا التهاني بالفوز بلقب الدوري والصعود من جديد لدوري الأضواء والشهرة من قبل جميع أعضاء مجلس إدارة النادي وتواصلت الفرحة في طريق عودة اللاعبين من الملعب إلى مدينتهم أو ناديهم تعبيرا منهم عن السعادة والفرحة العارمة بالتأهل وخصوصا أنهم ظلوا يتحرقون شوقا للعب في دوري الأضواء والذكريات الأليمة التي ارتبطت وصاحبتهم طوال المواسم الماضية لكنها كانت دافعا قويا للفوز باللقب وتؤكد كل المؤشرات أن الحد استوعب الدرس جيدا وينوي العودة إلى أندية الصفوة من دون رجعة لدوري المظاليم.
رفض هدية البطل
البنفسج يتألم تحت الضغط
ظهر منذ البداية أن جميع الظروف تقود البنفسج الاتحادي لتحقيق نتائج جيّدة تقوده إلى حيث الأضواء والشهرة وهو ما كان فعلا ونجح أبناء عذاري من تحقيق ذلك ونجح في اعتلاء الصدارة في بعض الجولات إلا أنه بدأ بالتراجع شيئا فشيئا وآخر تراجعه كان في الجولة الماضية أمام الاتفاق عندما أجبره الأخير على التعادل، وكان بإمكان الاتحاد تحقيق الفوز والابتعاد عن منافسه على البطاقة الثانية المؤهلة لدوري الأضواء فريق التضامن بفارق 6 نقاط كاملة وهو الأمر الذي ربما كان سيقربه بنسبة كبيرة لخطف البطاقة الثانية إلا أن ذلك لم يحدث، ورفض البنفسج الهدية التي أهداها إياه الفريق البطل الحد الذي أنزل بالبنفسج الهزيمة وبالثلاثة.
ويرى الكثيرون أن السبب في ذلك يعود إلى تأثر أبناء عذاري بالضغوط الموضوعة عليهم سواء من مجلس الإدارة أو محبي وعشاق النادي ولهذا فإننا شاهدناه في الجولات الأخيرة وكأنه فريق مغايرا عن الفريق الذي بدأ على رغم أن الأجواء كانت مهيأة له وخصوصا من ناحية التعاقدات وتطعيم صفوف الفريق بلاعبين قادرين على تحقيق آمال وتطلعات محبيه وعشاقه، ليظهر البنفسج كفريق يتألم من شدة الضغط.
عموما، بقت جولتان أو بمعنى أصح مباراتان للفريق مع التضامن والحد ومازالت الفرصة بأقدام لاعبيه وربما يفصح البنفسج عن نفسه في هذه الجولة عندما يلتقي الخصم اللدود التضامن وينثر البنفسج عبق الصعود ويحول ظلام وسواد الليل إلى بنفسجي تزدهي به البلاد القديم وعذاري.
المحرقي في ثالث مواسمه مع الفريق الأزرق
نحلة المحرق التي امتصت الرحيق وحولته إلى عسل
ربما تبدو الكلمات غريبة بعض الشيء وخصوصا لعشاق المحرق والذين مازالوا يتذكرون نحلتهم التي غادرت المستطيل الأخضر منذ فترة زمنية ربما تعدت العقد ألا وهو اللاعب السابق والمدرب الحالي عبدالرحمن راشد والذي أطلق عليه لقب «النحلة».
اللاعب محمد المحرقي لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الحد حاليا ربما لا يعرف الكثيرون أنه من خريجي مدرسة المحرق أو بمعنى أصح القلعة الحمراء، هذا اللاعب تربى في كنف هذه القلعة متعلما أساليب الفرح والسرور جراء البطولات التي حققها مع فئات المحرق إلا أنه بمجرد وصوله إلى الفريق الأول لم يحصل على الفرصة الكافية لتمثيل الذئب الأحمر ليخرج من قلعته المتحصنة ويلجأ إلى فريق آخر احتضن موهبته وحاول الاستفادة منها وهو ما حدث فعلا عندما التحق بصفوف الحد منذ ثلاثة مواسم تقريبا، المحرقي ربما قدم أحلى مواسمه حتى الآن وبدا وكأنه نحلة لا تهدأ ولا تكمل ولا تمل طوال فترة المباراة تحاول بشتى الطرق جمع رحيق الزهور وتحولها إلى عسل مصفى.
نعم المحرقي وعلى رغم مركزه في الفريق إلا أنه يقوم بأدوار مزدوجة فتراه يدافع عند فقدان الكرة ويهاجم في حال الحصول عليها ويصنع ويمرر الكرة ويسجل الأهداف وهو إن جاز لنا التعبير في وصف اللاعب فيعتبر هو اللاعب الشامل في صفوف فريق الحد.
بالقهوة العربية رمضان قلالي يتجلى
نعم، مدرب فريق قلالي سعد رمضان أدار فريقه في مباراته أمام مدينة عيسى وهو يترنم باحتسائه أكواب القهوة العربية الأصيلة وربما أنها «عدلت رأسه» كثيرا وجلبت له بعض المزاج «الرايق» وخصوصا أن أداء لاعبيه فوق أرضية الملعب جاء متناغما مع مزاجه العالي، إذ ظهر قلالي فريقا مغايرا في هذه المباراة وتمكن من تقديم عرض جاد وقوي توجه بتحقيق فوزه الأول في المسابقة.
أمله ينحصر في الفوز وتعثر البنفسج أمام الأزرق
الرمادي تاه أمام الحداوي ويملك فرصة للحاق بالاتحادي
ماذا حصل لفريق التضامن في آخر جولتين، نعم خسارته أمام الحد مقبولة في ظل معطيات المباراة وأيضا ما سبقتها وخصوصا أن الحد يعد أحد أفضل الفرق فنيا ولهذا فالخسارة أمامه تعد مقبولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولاسيما أن التضامن لعب أمام الحد غالبية فترات المباراة منقوصا عدديا جراء طرد أحد لاعبيه. إلا أن المفاجأة هي خسارته في الجولة قبل الماضية أمام البديع وبالثلاثة أيضا الأمر الذي يثير علامات الاستفهام الكبيرة بشأن أحقية التضامن في المنافسة على بطاقتي الصعود.
وما يؤكد كلامنا أن فريق التضامن يعتبر فريقا جيدا ويقدم كرة قدم ممتعة وهو فريق منظم يستطيع أن يصل لمرمى منافسيه كثيرا ولكنه في الوقت نفسه يفتقد لميزة مهمة يحتاج إليها الفريق ألا وهي الحسم في الفوز بالمباريات واستثمار ما يتاح له من فرص لتحقيق الفوز وإلى جانب كل ذلك يبقى التضامن وكأنه يعاني من مشكلة حقيقية في الجانب المعنوي، إذ سرعان ما تتوتر أعصاب لاعبيه ليقودهم ذلك إلى فقدان التركيز ويجعلهم يلعبون بشيء من التسرع الذي غالبا ما يؤدي إلى إهدار الكثير من الفرص ومنها فرص سهلة مثلما سبق أن شاهدنا أكثر من مرة.
عموما الرمادي مازال يملك فرصة خطف البطاقة الثانية ولكن الأمر ليس بيده وحده، إذ إنه مطالب بتحقيق الفوز في مباراتيه المتبقيتين وخصوصا الأولى أمام الاتحاد ومن ثم على مدينة عيسى وبعدها ينتظر تقرير مصيره في مباراة الحد «البطل» مع الاتحاد.
العدد 1678 - الثلثاء 10 أبريل 2007م الموافق 22 ربيع الاول 1428هـ