انحنى الجمهور لمارسيل خليفة قبل أن ينحني هو ليحييه، بعد أن غمره بإحساس الحب الذي قدمه عبر أغنية «قل هو الحب»، ليسجل جمهور الأمسية - التي أقامتها جمعية «المنتدى» وتيار «لنا حق» مساء أمس الأول (الأربعاء) بعنوان «دفاعا عن الثقافة وحرية الإبداع» - عبر تصفيقه المنفعل موقفه المتضامن مع مارسيل وقاسم حداد.
أنعش دخول مارسيل الحاضرين، بعد أن طال انتظاره، إذ قدمت 6 جهات رسمية كلماتها قبل حضوره، إضافة إلى تلاوة البيان الذي أصدره قاسم ومارسيل «جئنا لنعلن الحب» في ردهما على القضية التي أثارها أعضاء مجلس النواب ضد ما تضمنه عرض «مجنون ليلى» الذي أحياه الفنانان مطلع شهر مارس/ آذار الجاري ضمن برنامج مهرجان «ربيع الثقافة 2007».
وقف مارسيل وحيا جمهوره، موجها إليه - بقوله - رسالة حب من ليلى إلى قيس، تضمنت مقطعا شعريا يحكي مشاعر ليلى لفراق قيس، وكيف كانت حياتها من بعده، موجها رسائلَ ضمنية إلى من هاجم عملهما على لسان ليلى بالقول: «نصاب بسهام المتربصين بالحياة»، ملمحا إلى أن رسالته كانت بث ثقافة الحب التي قوبلت بالهجوم.
أتاح خليفة بعد ذلك المجال لحداد كي يردد ترانيم أنشودته «قل هو الحب» بصوته الرخيم، ليقوم - مارسيل - بغنائها بعد ذلك والجمهور يردد معه بالأسلوب ذاته، الذي أعجب به حضوره في حفل «مجنون ليلى». ويأتي هذا الحفل تعبيرا عن تضامن 35 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في البحرين التي كانت قد أصدرت بيانا للدفاع عن قاسم ومارسيل في جميع الصحف المحلية.
الثلاثة، قاسم، مارسيل وخالد الشيخ اعتلوا المسرح بعد أغنية «قل هو الحب»، وحيا الشيخ الجمهور بأسلوب مرح معتاد، وحيا الفنانين خليفة وحداد، ليفاجئ الجمهور بترديد هامس لأغنية «ريتا» الشهيرة لمارسيل، إذ دفع بالجمهور للترديد كلماتها معه، ثم وجه (المايكروفون) إلى خليفة كي يواصل الغناء مع الجمهور.
استمر الحفل نحو ثلاث ساعات، ابتدأ بعرض مرئي مصاحب لأغنية «دلمون»، التي غنتها الفنانة البحرينية هدى عبدالله بألحان الفنان خالد الشيخ وكلمات نورة الشيراوي.
الأغنية تلتها قراءة للبيان الذي صاغه قاسم ومارسيل للدفاع ضد الهجمة التي وجهها إليهما النواب، كما ألقيت كلمات عدة بين الفِقرات الفنية مثّلت الجمعيات الثقافية والسياسية والمؤسسات الصحافية والحقوقية والمحامين، وأكد المنسق العام لتيار «لنا حق» عبدالواحد أحمد في كلمته، ضرورة الدفاع عن حرية التعبير والتعددية في الأفكار والإبداع، داعيا الشعراء والأدباء والفنانين إلى تشكيل لجنة لدعم الثقافة والإبداع في البحرين.
احتوى الحفل فِقرات موسيقية متنوعة، شملت مقطوعة «طيور الحب» لخليفة، التي قام بعزفها الفنان أحمد الغانم وأولجا، كما قدم الغانم بصحبة نور القاسم عزفة لمقطوعة «أديش في ناس» للأخوين رحباني. كما أن الأخيرة أدت مقطوعة شوبان الشهيرة «فنتازيا».
قدمت فرقة الرومانسية البحرينية مقطوعة بعنوان «أزهار القمر»، شارك في عزفها زياد زيمان، يوسف مال الله ومحمد الفارس، كما قدم عازف العود سعد العراقي مقطوعتين موسيقيتين، إحداهما للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب.
الجمعيات والمنظمات التي شاركت في الحفل أكدت في جميع كلماتها ضرورة دعم قضية قاسم ومارسيل، وأهمية الدفاع عن حرية الإبداع وحرية التعبير عن الأفكار، مؤكدين أن «ربيع الثقافة» تتويج لمسيرة الحراك الثقافي الممتد في تاريخ البحرين.
العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ