احتفى مهرجان «تاء الشباب» الصيفي بالفيلسوف الفرنسي جاك دريدا من خلال تدشين سلسلة «أطياف»، في إصدارها الأول تحت عنوان «دريدا... بأثر رجئي» وذلك مساء أمس الأول (الأربعاء) بمركز الفنون.
وقد استضاف التدشين مجموعة من تلامذة ومريدي دريدا، الذين شاركوا في تقديم مادة الكتاب، ونقل وقراءة الخلفية الفلسفية التي بلورها خلال سنوات حياته.
وبدأ هذه التلويحة وكيل وزارة الثقافة والإعلام ومحرر الكتاب محمد البنكي، في افتتاحيته التي وصفها بأنها غير بروتوكولية، واسترسل في بيان العلاقة ما بين دريدا والبحرين، إذ تُعتبر هذه المبادرة هي المصافحة المجازية الثانية لهذا الفيلسوف.
وأضاف «في العام 2003م، أصدرت إحدى المجلات ملفا حوله، ونقلته إليه – أي دريدا – المخرجة والفنانة/ صفاء فتحي، ما أثار سعادته بتلك الجهود التي حاولت التماسَّ مع فكره من خلال الترجمة والنقل والتحليل. وعلى رغم الانتظار الطويل لزيارة دريدا للبحرين ذات صائفة، والتي حاولت فتحي الترتيب لها، إلا أن للأقدار كلمتها، وكانت معاناته مع المرض العضال هي الحد الجسدي الفاصل ما بينه واستضافته».
وأردف «لم يمنع ذلك من عودة دريدا إلى الحياة، فكما وصف المعنيون بفكره، أن هذه الاحتفائية شكلٌ من أشكال وجوده في هذا العالم مرة أخرى، وخصوصا أن «دريدا بأثر رجئي» فتح سماء على أبواب التعالق والمستقبل. وقد شارك في إصداره الكثير من المعنيين بفكر دريدا من المغرب، تونس، مصر والسعودية، إلى جانب اللمسات الفنية لوحيدة مال الله، وإخراجه بالتعاون فيما بينها وبين ناصر مهدي».
وأتبع هذا التقديم مشاركة ضيوف التدشين، الذين عايشوا فكر وفلسفة دريدا، وتشّربوا آراءه ومعتقداته، فقد أعربت الفنانة صفاء فتحي عن عميق سعادتها وامتنانها للاهتمام بهذه الذكرى، وبالفكر الذي ترى أنه لم يُكشَف بعد، مؤكدة أن «هذا الفيلسوف لم يمت، بل لا يزال للمستقبل». كما عبّرت عن تفاجئها بحجم الإعلانات التي تستقبل فيها البحرين هذه القامة قائلة: « أنا فوجئت باهتمام البحرين لكونها دولة صغيرة بعيدة عن مركز الثقافة العربية، وعلى رغم ذلك فقد قامت باستباق المستقبل الذي له علاقة بالفكر التفكيكي».
العدد 2534 - الخميس 13 أغسطس 2009م الموافق 21 شعبان 1430هـ
