العدد 2535 - الجمعة 14 أغسطس 2009م الموافق 22 شعبان 1430هـ

بيئيون: نفوق الأسماك في خليج توبلي فاق المعدلات الطبيعية

أكدوا أن بداية حل المشكلة تكمن في إزالة محطة الصرف الصحي

أكد عدد من النشطاء البيئيين أن نفوق الأسماك الذي تعرض له خليج توبلي فاق المعدل الطبيعي، داعين إلى اتخاذ إجراءات عملية على أن تكون إزالة محطة الصرف الصحي بداية خطة العمل.

وأوضح الناشط البيئي سعيد منصور أن المشكلة الأساسية التي يتعرض لها خليج توبلي هي غياب الإستراتيجية الواضحة عند وزارة البلديات وباقي الجهات المسئولة، مشيرا إلى أنه لا يوجد الآن تحرك فعلي من قبِل هذه الجهات على رغم أن هذه الجهات تملك كل المعلومات والدراسات التي أقيمت على خليج توبلي.

ولفت منصور إلى أنه لا يوجد تحرك إلى الآن لحل المشاكل العالقة التي يعانيها خليج توبلي بصفة مستمرة، مبينا أن كل الذي طرح في هذه الفترة يدور حول عملية تحريك المياه داخل خليج توبلي، مشيرا إلى أن هذه ليست المشكلة الكبرى وإنما المشكلة الكبرى هي معالجة المياه في الخليج التي سبب تعكرها هو وجود محطة الصرف الصحي.

وأضاف أن «المشكلة الأساسية هي مياه المجاري التي تصب في مياه الخليج، لذلك لابد من معالجة هذه المشكلة بدلا من معالجة تيارات المياه (...) كما يجب البحث عن الحلول للمشاكل الأخرى لاحقا، إذ إن هذه المشاكل ليست هي الأهم فإذا تمت إزالة هذه المجاري سيتجدد الخليج من تلقاء نفسه، في الوقت الذي تعالج مشكلة الخليج، إذ تمت معالجة تيارات المياه فقط، لذلك تجب معالجة المشكلة بشكل علمي أكثر من شكل نظري حتى تحل القضية التي مضى عليها أكثر من 5 أعوام».

إلى ذلك، قال الناشط البيئي غازي المرباطي: «إنه من خلال المتابعة لمجريات خليج توبلي عبر المراقبين البيئيين الذين يرصدون المخالفات البيئية في خليج توبلي نلاحظ منذ أعوام أن وضع الخليج يتجه باتجاه سيئ، وخصوصا أن التيارات المائية الموجودة في الخليج تعاني من تعكرها وتلوثها، إلى جانب وجود الاعتداءات المستمرة على الخليج، إذ إن الاعتداءات لازالت مستمرة من خلال عمليات رمي المخلفات والردم غير المباشر في الخفاء جراء انعدام الرقابة سواء كانت مراقبة الدولة أو مراقبة المواطن نفسه».

ولفت المرباطي إلى أن حجم نفوق الأسماك الذي يتعرض له مخزون خليج توبلي فاق المعدل الطبيعي، إذ تم رصد تزايد في وتيرة نفوق الأسماك ولاسيما أن كمية نفوق الأسماك كانت سابقا مرة واحدة أو حالتين في العام الواحد، إلا انه تزايدت مؤخرا، هذه الوتيرة حتى اتجهت تجاه أن تكون ظاهرة، مبينا أن ذلك يدعو إلى القلق والتساؤل عن السبب الذي جعل وتيرة نفوق الأسماك تتزايد بمعدل حالة في كل شهر تقريبا، وخصوصا أن المراقبين البيئيين من خلال الزيارات الميدانية وما يكشفه البحارة من شكاوى عن نفوق الأسماك أكدوا وجود ظاهرة نفوق الأسماك بشكل دوري.

وسأل المرباطي عن السبب الذي دعا المسئولين إلى تأكيد أن أسماك خليج توبلي سليمة وصالحة للاستهلاك إذ تعيش في مياه مفتوحة، مشيرا إلى أن هناك تناقضا وخصوصا أن الزيارات التي ينظمها المعنيون لهذا الخليج يتم التأكد من أن هناك تزايدا في رمي المخلفات بشكل ملحوظ مع تدفق المياه المتعكرة من جهة أخرى ما يسبب موت الأسماك، مبينا أنه لا توجد رؤية واضحة للحفاظ على المال العام والدفاع عنه وخصوصا فيما يتعلق بشأن خليج توبلي.

وأكد المرباطي أن من الضروري أن يعلن المسئولون في حال اكتشاف ما تلقيه محطة توبلي للصرف الصحي وخصوصا أن المواد الملقاة تشكل خطرا على أسماك خليج توبلي.

كما أوضح المرباطي أن هناك حاجة ملحة إلى تعديل بعض التشريعات لتفعيل الرقابة البيئية الحقيقية المدعومة من الدولة حتى يتم التأكد من أن هناك رؤية إستراتيجية تؤكد أن البيئة البحرية هي أحد الأعمدة التي يستند إليها اقتصاد مملكة البحرين.

وأشار إلى أنه لابد من اتخاذ إجراءات صارمة مع عدم قبول الواقع المزري الذي يتعرض له الخليج وخصوصا أن الخليج يتعرض بصفة مستمرة للانتهاكات سواء عن طريق محطة مياه الصرف الصحي أو عن طريق المتنفذين أو عن طريق المواطنين أنفسهم.

العدد 2535 - الجمعة 14 أغسطس 2009م الموافق 22 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً