انتهى اجتماع عقد بين النائب السيد عبدالله العالي والمسئولين الأمنيين بمديرية شرطة المنطقة الوسطى باتفاق على وضع واقعة «مجهول سلماباد» على أعلى درجة التأهب والمراقبة، فيما عيون الأهالي الذين قضوا الليلتين الماضيتين بهدوء على شرطة المجتمع في إشارة مهمة الى اقتناع المواطنين بأدائهم.
وفي الوقت الذي كان شباب المجمع يحرصون على اليقظة والمراقبة الشديدة، ويتربصون بالمجهول الذي اختفى، كاد خلاف بين أحد الأهالي وشاب من مجمع آخر يتحول إلى صراع دموي عندما غاب الأخير معترضا على إيقافه لتخفيف سرعته وأحضر معه مجموعة من الشباب وكادت الأمور تخرج عن السيطرة لولا تدخل الأهالي وفض النزاع، في صورة توحي بأن هناك خطرا بات يهدد المجتمع البحريني سببه علاقات الناس مع بعضهم بعضا وعدم احترام عادات وتقاليد وانظمة البلد، ناهيك عن التقصير الذي يوجهه البعض الى الجهاز الأمني.
قضت مجموعة من شباب مجمع 708 بإسكان سلماباد ليل الخميس بتيقظ شديد حتى طلوع شمس صباح أمس، فيما لم يظهر «مجهول سلماباد» الذي يقتحم المنازل بعد منتصف الليل في واقعة غريبة استنكرها المجتمع البحريني ووقع صداها على الناس بين مصدق ومكذب.
وإثر اللقاء الذي عقده الأهالي مع النائب العالي مساء يوم الأربعاء، تم الاتفاق على خطة عمل منها اشراك السكان أنفسهم في تحمل مسئولية أمن المجمع، وعدم رمي الثقل على الجهاز الأمني لحساسية الواقعة وغرابتها، لكن اجتماعا عقد صباح أمس بين المسئولين الأمنيين بمديرية المنطقة الوسطى وشرطة المجتمع والنائب عبدالله العالي تلاقت فيها الآراء بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية والتعاون للقضاء على مثل هذه الممارسات ذات الطابع الخرافي وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.
ويبدو أن قصة «مجهول سلماباد» رفعت حال التوتر في المجمع، فمساء يوم الأربعاء، كاد الوضع يتحول الى صدام عنيف عندما أوقف أحد الأهالي أحد الشباب من سكنة مجمع آخر وطلب منه قيادة سيارته ببطء خوفا على أطفال كانوا يلعبون، فما كان من صاحب السيارة الا أن غاب لبعض الوقت وأحضر معه مجموعة أخرى، لكن الله ستر.
واستغل الأهالي فرصة عقد اللقاء ليطرحوا نقاطا أخرى مهمة لإيصالها الى الجهاز الأمني ومنها ظاهرة المخدرات والسرقات بالإضافة الى الفوضى التي يسببها الوضع، وعلى رغم أن الموضوع مخصص لكشف فاعل مجهول، إلا أن الرؤية كانت واحدة لضمان أمن المجمع وبالتالي مشاركة الأهالي والصندوق الخيري ومكتب النائب مع شرطة المنطقة الوسطى.
واعترض الأهالي على وصفهم بالإهمال مؤكدين أن قضية مثل هذه لا يمكن أن تهمل من جانب الأهالي الذين يحاولون بذل ما في وسعهم، ولكن ينتظرون دوريات أمنية مكثفة لضمان أمن المجمع وعدم تكرار هذه الحادثة.
وعبر أحد المواطنين وهو «وليد علي» عن أن هناك رغبة لدى القاطنين في انهاء هذا الكابوس الذي تكرر، وإن هو توقف الليلة الماضية، وسيتابع الأهالي حراسة المجمع حتى مع وجود الدوريات، لكن الاتفاق المهم بين الأهالي هو عدم التلكؤ او تجاهل أية حركة تحدث في منتصف الليل بين الجيران لكشف مثل هذه الممارسات المرفوضة في مجتمع محافظ.
العدد 1694 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ