أكدت نجمة الحربان بحصولها على برونزية دوري كأس خليفة بن سلمان بعد فوزها الثمين على البطل الأحمر الملكي بهدف نظيف احرزه مدافعه صالح عبدالحميد اثر ركلة جزاء في الدقيقة 10 من الشوط الثاني، ليرفع رصيده إلى (35 نقطة) مؤكدا تطوره خلال مسيرته في الدوري، ملحقا بالبطل الخسارة الثالثة له في الدوري.
وبها بقي على رصيده السابق (50 نقطة)، إذ عمد مدربه القدير سلمان شريدة إلى اشراك مجموعة كبيرة من الوجوه التي لم يشركها في مباريات سابقة معا، واراح السواد الأعظم من القائمة الاساسية الذين اراحهم شريدة لمستحقات كأس الملك والبطولة الآسيوية.
الشوط الأول
قدم الفريقان عرضا غريبا من الناحية الفنية، وان كنا نلتمس العذر للمحرق لتغيير التشكيلة الاساسية تماما إلا من اثنين او ثلاثة فقط ما ولد فيه عدم الانسجام والتفاهم في الخطوط الثلاثة، وجعله يلعب بعيدا حتى من الروح المعنوية والقتالية التي هو عليها قبل هذه المباراة، وقد يكون حسمه للقب له الدور الكبير في مثل هذه الظروف، ولكن لا نعذر باية حال من الاحوال النجمة الذي لعب بالتشكيلة المعتادة ولم يستفد من ظروف المحرق لصالحه، ولم نر منه اية مبادرات هجومية ذات فاعليه طوال هذا الشوط، فكانت معظم كراته منحصرة في الوسط وسهلة القطع في الهجوم، اذ لم يكن التنفيذ واضحا لدى الفريق.
لعب المحرق بطريقة 4/4/2 معتمدا على الحردان في الارتكاز وعلى حرية فتاي في الانتقال على مساحات الملعب ولصناعة الكرات الهجومية، ولكن لم يكن في مستوى المهمة الموكلة إليه، ولعب هادي علي على يسار الحردان كمساعد له في العودة إلى الدفاع، فيما قام أنور يوسف بمهمات الوسط المتقدم إلى الهجوم لمساندة المقلة ودعيج ناصر، فيما لم نر طلعات الظهيرين محمد عبدالله في الجهة اليسرى ولا حمد السبع في اليمنى الا نادرا، ولم يكن هناك تمويلا جيدا للهجوم دعيج والمقلة فغابت الخطورة عن الفريق باستثناء كرة دعيج عند الدقيقة 19، عندما خلص الكرة لنفسه من مدافع النجمة داخل منطقة الجزاء وواجه فيها حارس المرمى ولعبها قوية في جسم الحارس، وغير ذلك لم تكن للمحرق أية مبادرات هجومية ذات فاعلية وخطورة.
أما النجمة فقد لعب بطريقة 5/4/1 تتحول في الهجوم إلى 3/5/2 يتقدم الظهيران علي سعيد من الجهة اليمنى وطلال مشعان من اليسرى، فيما لعب اكوا ونايف عبدالحميد في الارتكاز، ولكن تشابه المهمة في الاندفاع إلى الهجوم والعودة أوجد فراغا في منطقة عمق الوسط ايضا لم يستفد منه وسط المحرق، فيما كان سالم موسى ينفذ الجانب الهجومي لمساندة ديسلفا وراشد جمال، ولكن ايضا كان سلبيا ولم تكن له اية صناعة لكرات خطرة وغاب التفاهم والانسجام بينه وبين الهجوم.
لم يكن هناك تنفيذ لطريقة اللعب بالصورة المطلوبة من قبل اللاعبين، إذ كان من المفترض ان يكون هناك انطلاقة من الظهيرين علي سعيد والمشعان، ولكن لم تكن هناك أية صورة فنية وتكتيكية لتنفيذ هذه المهمة.
وكان عليه الاستفادة من ظروف المحرق واللعب بتنظيم اكثر وخصوصا في الهجوم، وضاعت منه فرصة مؤكدة من ركنية على رأس سالم موسى الذي لعبها في المرمى لولا فدائية إبراهيم المقلة العائد للدفاع الذي ابعدها في آخر لحظة من المرمى في الدقيقة 42.
كل من محمد صالح عبدالله وفهد شويطر لم يغيرا من الوضع شيئا، ولكن شريدة زج بهداف الدوي ريكو عند الدقيقة 28 بعد تأخر الفريق بهدف من ركلة جزاء، لعل وعسى يستطيع أن يغير من واقع الفريق غير الطبيعي وخصوصا في الهجوم.
السيطرة النجماوية على منطقة الوسط لم تستغل جيدا في الجانب الهجومي، إذ كان حمد فيصل الشيخ مع ديسلفا وسالم موسى فقط هم الذين يتقدمون مع الإبقاء على الآخرين في المنطقة الدفاعية تحسبا لمباغتات المحرق ومرتداته السريعة، خصوصا مع دخول ريكو الذي لم يضف أي جديد على واقع المحرق، فاستسلم إلى الرقابة المفروضة عليه من قبل دفاع النجمة.
حتى مع الدقائق الأخيرة لم يعمد المحرق إلى تكثيف هجومه على رغم نداء المدرب شريدة لفريقه بالتوجه إلى الهجوم فكانت محاولته سلبية وعادية.
الشوط الثاني
تحسن نسبي لمجريات هذا الشوط من خلال الحركة والتقدم السريع إلى الجانب الهجومي خصوصا من النجمة الذي عدل وضعه في الوسط بشكل أفضل مع اشراك حمد فيصل الشيخ بدلا من راشد جمال، ما أعطى الهجوم نشاطا ملحوظا فأوجد بعض الفاعلية والضغط على دفاع المحرق، وحصل من واحدة على ركلة جزاء عند الدقيقة 8 اثر عرقلة حمد الشيخ من قبل حارس المحرق الكعبي، تصدى لها صالح عبدالحميد ولعبها قوية على يمين الحارس في المرمى عند الدقيقة 10، بعد هذا الهدف واصل النجمة تقدمه إلى الأمام خصوصا بعد دخول حسين عبدالكريم بدلا من نايف كويتي فصار ارتكاز الوسط متوازنا ولم يترك فراغا بين اكوا وحسين عبدالكريم، وصار سالم موسى في الهجوم أحسن حالا، وعلى رغم امتلاك الكرة بشكل أكثر للنجمة ووصوله لمنطقة جزاء المحرق أكثر أيضا فإنه افتقد لصناعة الفاعلية أمام المرمى.
فيما عانى المحرق كثيرا خصوصا في الوسط مع خروج الحردان مع نهاية الشوط الأول، ما أوجد شرخا واضحا فيه على رغم شغره من قبل هادي علي، ولم يقم أنور يوسف بواجباته بشكل سليم ولم يعط التبديلان ثمارا بإشراك وجهين من الوجوه الشابة، عندما أشرك شريدة في الدقيقة 45 كاد دعيج ناصر يحرز هدفا للمحرق عندما لعبها سهلة في جسم الحارس عندما سنحت له وهو أمام المرمى فأبعدها الدفاع سريعة عن المنطقة.
عموما كان هذا الشوط بمثابة تقسيمه ودية لم يظهر فيها الفريقان أية مبادرة جدية في اللعب في الدفاع والهجوم فخرجا متعادلين في كل شيء.
أدار المباراة الحكم الدولي خليفة الدوسري بمساعدة الدولي جعفر القطري خليفة إبراهيم والدولي جاسم محمود حكما رابعا.
العدد 1695 - الجمعة 27 أبريل 2007م الموافق 09 ربيع الثاني 1428هـ