قالت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) إنها أوقفت «مؤقتا» رقم الاتصال الدولي الجديد (122) عن الخدمة بعد أقل من شهر واحد على كشفها عن الرقم الذي يحل محله، بعد نزاع على ما يبدو مع هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة)، التي تشرف على قطاع الاتصالات في المملكة، بشأن الخدمة، وهي الأولى من نوعها في البحرين.

وجاء كشف «بتلكو» عن وقف الخدمة في رسالة نصية قصيرة (SMS) أرسلتها الشركة إلى المشتركين في خدمة الهاتف الجوال معها؛ إذ قالت الرسالة «نأسف، الرقم 122 غير متوافر في الوقت الحالي إلى حين حصول (بتلكو) على استشارة من الهيئة».

وبدأ زبائن «بتلكو» استخدام الرقم الجديد بدلا من رقم الاتصال المعمول به في جميع الدول، ولكن الاتصالات لا تمر عبر شبكات الاتصال للشركات الأخرى عند استخدم الرقم الجديد. كما أن أرقام المتصلين لا تظهر على شاشات الهواتف المستقبلة للمكالمات الدولية، بحسب قول بعض الزبائن الذين جربوا الخدمة الجديدة قبل توقفها.

وقبل التوقف «المؤقت»، كان بإمكان الزبائن إدارة الرقم 122 متبوعا بالرقم الدولي للبلد المراد الاتصال به ورقم الشخص من دون الحاجة إلى وضع رقم في المقدمة. ويمنع الرقم 122 المكالمات من الوصول إلى شبكات شركات الاتصالات الأخرى «وهذا هو سبب انخفاض سعر المكالمات». ولم يمكن الاتصال بأحد المسئولين في الهيئة أو «بتلكو» لتوضيح السبب وراء وقف الخدمة التي تساهم في تخفيض أسعار المكالمات الدولية التي لا تعد مرتفعة بالمقارنة مع بعض الدول، ولكن يبدو أن نزاعا نشب مجددا بين «بتلكو» و«الهيئة» بشأن طرح خدمات قبل أن تعرض على الهيئة التي تعتقد أن الشركة لا تزال تهيمن على سوق الاتصالات في البحرين.

وكان الرئيس التنفيذي للشركة بيتر كالياروبولوس قد بين أن «بتلكو» أدخلت رقم اتصال دولي جديدا وهو 122 الذي يسمح لزبائن الشركة الاستفادة من تخفيض في أسعار المكالمات الدولية يصل إلى 90 في المئة، ما يعطي الشركة ميزة تنافسية كبيرة في ظل المنافسة الشرسة بين شركات الاتصالات في المملكة.

وأضاف «نحن الآن نعرض رقما تنافسيا وبقيمة أفضل وهو الرقم 122، الذي يمكن المتصلين من الحصول على صوت «ممتاز» وتخفيض في الاتصال الدولي يصل إلى 91 في المئة من الأسعار العادية».

وتسيطر «بتلكو» على نحو 60 في المئة من سوق الهاتف النقال في البحرين التي فتحت سوق الاتصالات للمنافسة أمام مختلف الشركات في العام 2003؛ الأمر الذي سمح بدخول العديد من الشركات أهمها «زين البحرين» التي أنهت احتكار «بتلكو» لخدمة دامت أكثر من عقدين.

وشركة «بتلكو»، المملوكة بنسبة 75 في المئة إلى الحكومة البحرينية، تسيطر كذلك على نحو 90 في المئة من سوق الإنترنت في المملكة، وخصوصا بعد إدخالها الخدمة بأسعار مغرية تبلغ 10 دنانير في الشهر بعد مشادة طويلة مع «الهيئة»، وهو الذي دفع الشركات الأخرى إلى التذمر.

والإجراء هو الأخير في سلسلة نزاعات بين «بتلكو» و«الهيئة»، التي أنشئت في العام 2003 بهدف تقديم خدمات اتصالات ممتازة بأقل الأسعار؛ إذ يزعم المسئولون في «بتلكو» أن «الهيئة» تشدد الإجراءات على الشركة البحرينية في حين لا تعامل شركات الاتصالات المنافسة الأخرى بالقدر نفسه من الشدة، إذ ذكر كالياروبولوس أن «الهيئة» تعتقد أن «بتلكو» لا تزال مهيمنة في قطاعات كثيرة، «ونحن نعتقد أن الشركة هي رائدة ونواصل المفاوضات مع الهيئة لرفع بعض القيود المفروضة علينا، وأن الشركة ليست حرة في التنافس مع زين البحرين».

وتعد «زين البحرين»، التي بدأت تقديم خدمات الهاتف الجوال في نهاية العام 2003 ولديها نحو 40 في المئة من سوق الهاتف والاتصالات في البحرين، المنافس الرئيسي لـ «بتلكو» التي بدأت عمليات تملك في الأسواق الدولية للتعويض عن خسارة حصتها في سوق البحرين الصغيرة البالغ عدد سكانها نحو 1,1 مليون نسمة.

وتقول «بتلكو» إن 36 في المئة من أعمالها تأتي من خارج البحرين، وإنها تعرف عدم قدرتها على «تنمية الأعمال في البحرين بكثرة بسبب المنافسة، ولذلك توجهنا إلى الاستثمار في الخارج وسنستمر في الاستثمار. نحو 22 في المئة من أرباحنا تأتي الآن من خارج البحرين».

ولا تزال الشركة تتفاوض مع شركات في الهند وبعض الدول الإفريقية لتملك شركة اتصالات قبل نهاية العام الجاري بقيمة نهائية تصل إلى نحو ملياري دولار. واستثمرت «بتلكو» حتى الآن نحو 600 مليون دولار لشراء حصص في شركات بالأردن واليمن والكويت ومصر، بعد أن وجدت «بتلكو»، التي استثمرت أكثر من مليار دولار لإقامة واحدة من أفضل شبكات الاتصالات في المنطقة، نموها في البحرين يتراجع. ومن ضمن الاستثمارات نحو 21 مليون دينار لتطوير شبكة الجيل الجديد NGN المقرر أن تكتمل في نهاية العام 2008، وأن نحو 80 في المئة من المشتركين في خدمات الهاتف الجوال والإنترنت تم توصيلهم بالخدمة الجديدة