قدم «ثعلب» الحالة و»تاج» المنامة واحدة من افضل المباريات خلال الدور ربع النهائي بعد مباراة مثيرة حفلت بالفرص الضائعة الكثيرة وخصوصا من جانب المنامة الذي أضاع على نفسه فرصة التأهل بعد أن استطاع الحالة الخروج فائزا بهدفين نظيفين نقلاه إلى الدور نصف النهائي لملاقاة الرفاع.
أحرز هدفي الحالة كل من أبولاجي في الدقيقة 10 من الشوط الأول، بينما أضاف الهدف الثاني التونسي سامي الهوامي في الدقيقة 41 من الشوط الثاني.
الشوط الأول
قدم الفريقان خلال هذا الشوط عرضا جيدا من الناحية الفنية كان فيه الحالة هو الأفضل من خلال انتشاره على مساحات الملعب وانتقاله من منطقة إلى منطقة المنامة ولعب على المساحات الفارغة.
بينما عانى المنامة كثيرا في التوجه إلى الهجوم على رغم الكثافة العددية في الوسط، ولكن تمركز ارتكاز وسطه المتمثل في عادل عزيز لم يكن سليما، إذ ترك منطقته كثيرا بحماس التوجه إلى الهجوم وأعطى ذلك وسط الحالة المرور لصنع كرات هجومية.
واعتمد في كراته الأمامية على الانطلاقات من الناحية اليمنى لدفاعه عن طريق محمد محمد جاسم بمساندة من مسعود قمبر، ولكن عدم التركيز فوت على الفريق الكثير من الكرات الهجومية.
الحالة لعب بطريقة 4/4/2 إذ لعب سامي الهوام في الارتكاز الذي استطاع ان يكشف وسط المنامة بهدوئه، وقام ايضا بمهمة المحول للهجوم لزملائه في الوسط ولعب أمامه خالد الشمري، وعلى الجانب الأيمن فيصل السعدون وفي الجانب الأيسر كان هناك محمد نبيل ولوحظ تقدم هشام العبيدلي كثيرا عندما تسنح له الفرصة من الجانب الأيسر لزيادة عدد الهجوم فيما استطاع بولاجي أن يجد لنفسه فراغات بين عمق دفاع المنامة، واستطاع من واحدة خطف الهدف الأول اثر كرة عرضية لعبها له السعدون جميلة على رأسه الذي لم يتوان في ايداعها المرمى على يسار المشيمخ عند الدقيقة 10 وقبل الهدف ضاعت فرصة مؤكدة للحالة عندما خطف بولاجي الكرة من درويش وتوغل بها ولعبها عرضية أمام المرمى لم يتصرف معها زويد بشكل سليم فأطاح بها بعيدة من المرمى. وفرصة أخرى من أبولاجي الذي هيأ له زويد الكرة بالقلم والمسطرة أمام المرمى وإذا به يطيح بالكرة بعيدة من المرمى عند الدقيقة 36 وسط استغراب الجميع.
وأخرى ايضا من تسديدة قوية خارج منطقة الجزاء أطلقها هشام العبيدلي أبعدها ببراعة حارس المنامة المشيمع إلى ركنية في الدقيقة 23.
والمنامة لعب بطريقة 5/3/2 إذ لعب عادل عزيز في الارتكاز ومن امامه الكسندر، فيما قام مسعود قمبر بمهمات الانطلاقة من الجهة اليمنى وأعطيت المهمة لمحمد جاسم في الانطلاقة اليمنى بمساندة قمبر، وعاني الوسط كثيرا في إيصال الكرة إلى الهجوم ولم تكن لديه الحرية في الانطلاقة للكثافة العددية في وسط الحالة التي واجهته وسنحت له فرصة مؤكدة عند الدقيقة 14 أضاعها العماني ذاكر عيد الذي كان مواجها لحارس المرمى ولعبها قوية في جسم الحارس.
كانت كرات المنامة خلال هذا الشوط معظمها طويلة وعالية بعيدة المنال، ولم يعمد وسطه إلى الانتقال السلس مستفيدا من الأسلوب المفتوح الذي كان عليه وسط الحالة وكان الاستعجال واضحا على الفريق.
الشوط الثاني
رمى مدرب المنامة أحمد صالح الدخيل بكل ثقله من خلال تغييره لطريقة اللعب التي كان عليها في الشوط الأول 5/3/2 إلى 4/3/3 عندما عمد لمسعود قمبر في اللعب كمهاجم ثالث مع ميلان وذاكر عيد وصار الفريق يلعب بصورة أفضل والمسيطر على معظم فترات هذا الشوط وأضاع أكثر من فرصة مؤكدة أمام المرمى أخطرها كرة العماني ذاكر عيد الذي لعب الكرة قوية في جسم الحارس إلى ركنية عند الدقيقة 6 والأخرى تسديدة قوية من محترف المنامة الكسندر خارج منطقة الجزاء أبعدها حارس الحالة ببراعة إلى ركنية في الدقيقة 10 والكرة العرضية التي لعبها مسعود قمبر أمام المرمى والتي مرت من العماني ذاكر عيد الذي رمى جسمه عليها ولكنها فاتت عليه في الدقيقة 22 وكان السبب في إضاعة هذه الفرص المؤكدة للاستعجال وعدم التركيز واللعب على الوقت لادراك التعادل، وأضف إلى ذلك كان المنامة في طريقة اللعب مكشوفا إذ عمد كثيرا على الانطلاقة والتوغل من الجهة اليسرى المتعبة والمرهقة لدفاع الحالة، وفعلا كان قمبر كثير المرور منها ولكن عدم التركيز لهجوم المنامة فوت على الفريق إدراك التعادل.
كان هناك ارتباك واضح في دفاع الحالة جراء الكرات الهجومية المتتالية، ولكن هجوم المنامة لم يستثمر هذه الحال لصالحه.
وأجرى مدرب المنامة 3 تبديلات بهدف تنشيط الجانب الهجومي، إذ أشرك إبراهيم شوقي بدلا من عدي المحمداوي وتبعه بهاني عبدالله بدلا من عادل عزيز وختم التبديل بإشراك إسماعيل عزيز بدلا من ذاكر عيد لزيادة الفاعلية الهجومية، على أساس ان من أشركهم المدرب كانت لديهم النزعة الهجومية، ولكن كما قلنا الفريق كان مكشوفا إذ عمد إلى اللعب فقط على الجهة اليسرى لدفاع الحالة ولم ينوع اللعب على الجانب الآخر.
وفي الربع الساعة الأخير، أوعز المدرب لحميد درويش بالتوجه إلى الهجوم لزيادة الضغط البشري على دفاع الحالة، وحصل على فرصة عندما تهيأت الكرة لمسعود وقمبر وهو أمام المرمى لعبها سهلة ارتطمت في جسم الحارس الحالاوي.
أما الحالة فلعب على الطريقة نفسها التي كان عليها في الشوط الأول مع التشديد المكثف على تحركات هجوم المنامة ولكنه كان سلبيا في بعض الفترات وخصوصا في الظهير الأيسر الذي أتعبته كثيرا انطلاقات مسعود قمبر واعتمد على الكرات المرتدة السريعة. وعلى رغم السيطرة المنامة فإنه كاد يحرز أكثر من 3 أهداف أضاعها يوسف زويد الذي لعب الكرة سريعة مرت بجانب القائم عند الدقيقة 18 والأخرى لبديل عيسى جبر عندما تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء لعبها قوية مرت أمام القائم الأيسر في الدقيقة 20، ومن خطأ لمدافع المنامة اثناء خروج الحارس المشيمع لاستلام الكرة انقطعت من الدفاع ووصلت إلى زويد والمرمى مفتوحا لعبها ولكن إلى خارج المرمى عند الدقيقة 31.
والفرصة المؤكدة 100 في المئة أضاعها صاحب الخبرة زويد عندما انفرد بالحارس ومر منه ولكنه في وضع غريب اطاح بها زويد إلى خارج المرمى في الشبكة الخارجية عند الدقيقة 40.
وارتدت هجمة للمنامة في الدقيقة 40 أيضا تهيأت الكرة لمسعود قمبر أطلقها قوية ارتطمت بالعارضة وارتدت لتعود هجمة للحالة مستفيدا من انكشاف دفاع المنامة لتصل الكرة إلى التونسي سامي الهوام الذي انفرد بها بحارس المرمة لعبها قوية في المرمى محرزا هدف الأمان عند الدقيقة 41.
في الدقائق الأخيرة رمى المنامة بثقله في الهجوم لإدراك التعادل، ولكن الحالة استطاع أن يستفيد هذا الوضع لصالحه في هجماته المرتدة السريعة وأضاف الهدف الثاني في وقت قاتل. عموما أضاع المنامة كل الفرص المتاحة له لإدراك التعادل ولكن الحالة أيضا أضاع فرصة ولكنه حجز مقعده في نصف النهائي بهدف قاتل ثان مستفيدا من انكشاف دفاع المنامة.
أدار المباراة الحكم الدولي عبدالحميد عبدالعزيز الذي وفق بدرجة امتياز بقيادته المباراة من دون صعوبة وساعده كل من الدولي جعفر القطري والحكم خليفة إبراهيم الحكم حسين عبدالعزيز حكما رابعا.
العدد 1702 - الجمعة 04 مايو 2007م الموافق 16 ربيع الثاني 1428هـ