العدد 1709 - الجمعة 11 مايو 2007م الموافق 23 ربيع الثاني 1428هـ

غوردن براون

أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس (الجمعة) رسميا تأييده لوزير الخزانة (المالية) غوردن براون ليخلفه في الحكم بعد استقالته في 27 يونيو/ حزيران المقبل. ويستعد براون (56 عاما) لتحقيق طموحه في تسلم منصب رئيس الوزراء، ولا يبدو أن أحدا يستطيع منافسته في تحقيق هذا الامتياز، وسيكون أول اسكتلندي يحصل على كل هذا النفوذ .

- ولد براون وهو واحد من ثلاثة أشقاء في غلاسغو الاسكتلندية (شمال بريطانيا) في 20 فبراير/ شباط 1951.

- ابن قس بروتستانتي بأحد كنائس اسكتلندا. وكان تلميذا نجيبا بدأ يوزع المناشير الدعائية لحزب العمال منذ الثانية عشرة، ثم التحق بالجامعة في السادسة عشرة. ولكن ضربة تلقاها خلال مباراة في لعبة «الرجبي» أفقدته عينه اليسرى؛ ما زاد في تشوه ملامحه.

- حصل براون على شهادة عليا في التاريخ من جامعة أدنبرة الاسكتلندية وهو في العشرين ثم أكمل دراساته حتى حصل على درجة الدكتوراه.

- في سن الـ 21 جمع بين التدريس في الجامعة والنشاط السياسي والعمل في التلفزيون.

- يحبذ براون الانطوائي، اللقاءاتِ التي يتباهى خلالها بنباهته، إلا أنه يحفظ سر علاقاته الغرامية بتكتم كبير، ولكن قلبه لا يخفق إلا للعمل حتى إن الأميرة الرومانية مارغريت - رفيقته خلال السبعينات - لخّصت ذلك بالقول: «إنه مشغول بالسياسة والسياسة والسياسة... ».

- انتُخِب براون العام 1983 لتمثيل أدنبرة في البرلمان البريطاني (ويستمنستر) وانضم بعد 4 سنوات إلى حكومة الظل التي قادها نيل كينوك. ووجد في بلير - اللبق الذي لا يميل كثيرا إلى اليسار - شريكا وبدءا العمل سوية، لصوغ مستقبل جديد للحزب.

- ولكن وفاة الزعيم العمالي جون سميث المفاجئة العام 1994 غيّرت مصيره. وترك براون - الذي تأثر كثيرا بذلك - بلير يصارع وحده من أجل الخلافة.

- في العام 1994 كان يُنظَر إليه على نطاق واسع على أنه سيصبح زعيما للحزب، ولكنه وافق عبر صفقة سرية ذاعت عنها أحاديث طويلة، على أن يتنحى مفسحا الطريق لآخرَ يتمتع بشخصية أكثر منه شعبية وقدرة على القيادة. وبناء على وعد غامض تراجع براون وراء بلير على أمل أن يحل محله بعد ولايتين. وسرعان ما ندم على عدم خوض الصراع. وكتب واضع سيرته الذاتية غير المرخصة توم باور «إنه كان يلقي اللوم على مقربيه وعلى تربيته لقلة ثقته بنفسه». وانطلقت المنافسة بينهما فكانت تارة خلاقة وأخرى مدمرة. وأشار الصحافي أندرو راوسلي إلى أنه «لا أحد منهما كان يستطيع أن ينجز ما أنجزاه سويا»، ولكن بلير وبراون «قد يكونان قادرين على إنجاز المزيد لو تعاملا سويا أكثر مما كانا يتواجهان».

- عكف مع بلير على تحديث حزبهما. وتولى براون العام 1997 وزارة المالية، إذ صقل سمعته في الدقة الصارمة. ومن إنجازاته استقلال بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) ورفض اليورو. ومارس براون نشاطه بصرامة حتى إن أحد كبار الموظفين (اللورد تارنبل) أدان أخيرا أسلوبه «الستاليني». وهو أطول الوزراء شغلا لمنصب وزير الخزانة البريطانية منذ مئتي عام.

- يحبذ «زعيم الفصيل» كما لقبه توم باور، الصداقات المتينة. وباقترانه من زوجته سارة العام 2000 وضع براون حدا لسمعة الأعزب المنفعل الذي يُهمِل هندامه. ولكن وفاة ابنته - التي ولدت قبل الموعد العام 2002 - ثم مولد ابنيه جون وجيمس المصاب بمرض موكوفيسيدوز (تزايد غير طبيعي للألياف في أنسجة أحد أعضاء الجسم) جعلا صورته أكثر إنسانية لدى الجمهور.

- يقول براون إن الأخلاقيات البروتستانتية التي كان أبوه يلقنها مستمعيه في مواعظه والمساعدة والنصح للفقراء في منزل رجل الدين جون براون وزوجته إليزابيث، كانت بوصلته الأخلاقية في الحياة.

- ويجهد براون في تحسين علاقاته العامة وبدأ يتحكم في الموضوعات التي تهم رئيس الوزراء. ولكن نفاد صبره واضح جدا. ويُشتبه في أنه دبّر أو وافق على تدبير المؤامرة التي دفعت إلى الحديث عن استقالة بلير منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. ويبقى براون - الذي لم يتورط في فضيحة «الأموال مقابل الألقاب» - متمتعا بالأخلاق والشرف.

- وبينما يُعزى إليه الفضل في قيادة مسيرة نجاح الاقتصاد البريطاني منذ وصول حزب العمّال إلى السلطة العام 1997، فإن براون لم يكشف سوى القليل عن الطريق الذي سيأخذ إليه البلاد في حال شغله منصب رئيس الوزراء.

العدد 1709 - الجمعة 11 مايو 2007م الموافق 23 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً