لم تبارح سلمى موقع هاتف منزلها، منذ أن زودت وزارة التربية والتعليم برقمها وذلك على أمل الاتصال بها لشغل وظيفة مدرّسة. ولم تكن سلمى التي تخرجت من المدرسة بتفوق ومن ثم ابتُعِثت للدراسة في أميركا على حساب الوزارة لتأتي بشهادة البكالوريوس بتفوقٍ أيضا تتوقع في لحظة من اللحظات أنها ستقف أمام القضاء كمتهمة!
وأي متهمة؟ وبأي تهمة؟ وبأي سبب؟ بسبب تفوقها في الدراسة! ومن خصمها؟ خصمها الجهة التي ابتعثتها وموّلتها ماديا لإكمال دراستها! حقا إنها مفارقة غريبة جدا.
حال سلمى هو لسان حال الكثير من الطلاب المبتعثين الذين سينتهي بهم التفوق إلى أروقة المحاكم بسبب العقد الموقع مع الوزارة والذي يقضي بالتزام المبتعثين بالعمل في الوزارة لمدة 5 سنوات أو سداد المبلغ الذي يصل إلى 40 ألف دينار بحسب طبيعة التخصص.
من جهته، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة في تصريح لـ «الوسط» أن «البعثات بوزارة التربية والتعليم يحكمها نظام إداري وقانوني محدد وهي بذلك ليست عملية مطلقة أو خاضعة للأمزجة، ولذلك فإن الوزارة مطالبة بتطبيق هذه الآلية بأقصى درجات الدقة والعدالة وتكافؤ الفرص بين الطلبة، وهو ما يطالبنا به الجميع».
(التفاصيل محليات)
العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ