تحدى الاشتراكي برنار كوشنير عائلته السياسية ليتولى في السابعة والستين من العمر وزارة الخارجية والشئون الأوروبية في عهد الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي محققا بذلك حلما يتوج حياة ناشطة أمضاها في قلب النزاعات العالمية ما أثار غضب القادة الاشتراكيين بعد أن كان من أعضاء فريق حملة سيغولين روايال الانتخابية، فقرروا طرده من الحزب.
- أحد مؤسسي منظمة أطباء بلا حدود التي منحت جائزة نوبل للسلام العام 1999 إذ شارك العام 1971 في إنشاء جمعية من الأطباء المتطوعين تحت اسم «أطباء بلا حدود» سرعان ما اشتهرت في الخارج باسم «الأطباء الفرنسيون» (فرنتش دوكتورز) وكانت هذه بداية حياة حافلة بالنشاط جاب خلالها كوشنير مناطق النزاعات الكبرى والكوارث الطبيعية مثل الأردن ولبنان وكردستان وفيتنام وكمبوديا ويوغوسلافيا وغيرها. إلا ان كوشنير غادرها بسبب خلافات داخلية فأسس العام 1980 منظمة «أطباء من العالم» التي ترأسها حتى العام 1988.
- شارك على مدى أكثر من عشر سنوات في عدد من الحكومات الاشتراكية (بين 1988 و2002)، سواء بصفة سكرتير دولة للعمل الإنساني أو وزير للصحة.
- سياسيا، يبدو أنه لا يشعر بأي إحراج حيال الحزب الاشتراكي الذي لم ينضم إليه سوى العام 1998 ويعتبر أنه لم يوفر له المكانة التي يستحقها وهو الذي يصنف بانتظام بين الشخصيات الأحب إلى الفرنسيين.
- عرف عنه أنه ذهب في اتجاه مخالف للرأي السائد في فرنسا بشأن الحرب في العراق إذ أبدى أسفه لعدم تضامن بلاده مع الولايات المتحدة وقال «لو بقينا إلى جانبهم لتمكنا من تجنب الحرب»، منتقدا «المشاعر المعادية للأميركيين» التي انتشرت بين الفرنسيين.
- أدرك هذا الطبيب الذي كان من رموز انتفاضة مايو/ أيار 1968 الطلابية، ضرورة التحرك الإنساني العاجل في بيافرا وأرسله الصليب الأحمر في السنة ذاتها. فتمرد في هذه المنطقة الانفصالية النيجيرية على الصمت المفروض باسم مبدأ الحياد على الأطباء الذين يشهدون المجازر والمآسي الجارية، وقد صهرته تجربته في بيافرا فكان بعدها من كبار المدافعين عن مبدأ وجوب الطعن في سيادة الدول عند وقوع انتهاكات كثيفة لحقوق الإنسان والسماح بتدخل جهات خارجية في مقدمها منظمات إنسانية.
- وإن كان نشاطه وتفانيه في العمل الإنساني موضع إعجاب، ألا أن الأصداء الإعلامية الواسعة التي واكبت مساره تثير الاستياء أحيانا وقد أثار ظهوره على شاشات التلفزيون العام 1992 على أحد شواطئ الصومال يحمل كيسا من الرز على كتفه سيلا من الانتقادات.
- في العام 1999 تولى كوشنير رئاسة بعثة الأمم المتحدة في كوسوفو، ورأى أن حق التدخل «فرض نفسه أخيرا»، فعمل طوال 18 شهرا على إعادة إعمار الإقليم غير أنه فشل في إحداث مصالحة بين الصرب والألبان.
- عند عودته إلى باريس، سعى لتولي إدارة المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، غير أن مساعيه لم تفض إلى نتيجة.
- معروف بطرافته على رغم ثورات الغضب التي تنتابه.
- متزوج من الإعلامية التلفزيونية كريستين اوكرنت ولهما ابن يدعى الكسندر. وهو أب أيضا لثلاثة أولاد من زواج سابق.
العدد 1718 - الأحد 20 مايو 2007م الموافق 03 جمادى الأولى 1428هـ