العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ

المجمعات بيئة مغلقة... ولابد من تعاون الجميع لحظر التدخين

الجلاهمة تؤكد أن المواد المسرطنة تبقى في الهواء

مع بدء العد التنازلي لتفعيل قانون حظر التدخين في المجمعات التجارية والاماكن العامة الصادر منذ العام 1994 في المجمعات التجارية بمختلف ارجاء البلاد المزمع تطبيقه بصورة تدريجية مع 31 مايو/ أيار الجاري، فقد اكدت الوكيل المساعد بوزارة الصحة مريم الجلاهمة ضرورة تعاون المجتمع وإدارات المجمعات لتنفيذ الحظر بصورة حضارية وتدريجية وذلك من دون فرض عقوبات مباشرة على المخالفين مبدئيا في المرحلة الاولى.

وأضافت الجلاهمة في تصريح لـ «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للاقلاع ان «التعاون لابد ان يتم بين المواطن وإدارة المجمع واصحاب المقاهي المفتوحة في المجمع نفسه لمنع التدخين باعتبار مكانا وبيئة مغلقة اذ ثبت علميا ان المواد المسرطنة تبقى في الهواء وعلى الملابس ولايمكن لاي نظام هوائي ازالتها... هذا اذا اردنا منع الضرر على المدخنين وغير المدخنين».

واوضحت الجلاهمة انه على رغم تفعيل القانون متاخرا الا ان قرار التنفيذ صدر من جميع وزارات الدولة مع الجهات الاهلية اذ ستبدا بالاسلوب الشفهي لتوعية المجتمع من خلال احترام تنفيذ القانون وبصورة لا تسبب الازعاج وذلك لضمان خلو المجمعات من الدخان 100 في المئة التي نجاحها يعد اول اسس الوقاية من مضار التدخين في الاماكن المغلقة وخصوصا أن الأمر فُعِّل في أكثر من دولة في العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.

وعن اذا ما كانت البحرين تنوي مقاضاة وكلاء التبغ على غرار السعودية التي ستبدأها في سبتمبر/ ايلول المقبل ازاء الخسائر التي تتكبدها وزارة الصحة السعودية لعلاج ضحايا التدخين، اجابت الجلاهمة ان البحرين لم تصل الى هذه المرحلة لكنها حاليا ستركز على توعية المواطن ووقاية صحته باعتبار ان هذه العادة تضره وتضر غيره وتنفيذ الحظر في المجمعات التجارية بداية لذلك.

واشارت الجلاهمة الى ان تعرض الشخص غير المدخن لدخان التبغ المحروق في الأماكن المغلقة من سيجارة المدخن يُضايق الآخرين ويزعجهم الى جانب ان له آثارا صِحّية بالغة على جميع الأعمار اذ يجب عدم الإغفال أن الأشخاص غير المدخنين معرضون للإصابة بالأمراض نفسها التي يتعرض لها المدخنون اذ إن المدخن يستنشق نحو 15 في المئة فقط من محتويات السيجارة على حين ينفث 85 في المئة من طرفها المحترق إلى الهواء ليستنشقها الآخرون ما يعرف بـ «التدخين السلبي».

وتُعد البحرين اليوم ملزمة تنفيذ حظر التدخين في الاماكن العامة بعد ان وقعت مع دول مجلس التعاون الخليجي الاتفاق الاطاري لمكافحة التدخين اضافة الى ما اطلقته وزارة الصحة منذ العام 2005 من تنفيذ خطة للقضاء على ظاهرة التدخين في البحرين خلال السنوات الخمس المقبلة والعمل على تفعيل احكام مرسوم بقانون رقم 10 للعام 1994 بشأن مكافحة التدخين وإعداد مشروع قانون جديد يعدل القانون الحالي بحيث تمت إضافة مواد جديدة تقلل من مخاطر التدخين وتمنعه في الاماكن العامة بصورة قانونية كما هو الان مطبق في الدول الاوروبية مثل النمسا وفرنسا ومعظم الولايات الأميركية وكندا وسنغافورة التي تشمل المطاعم والمقاهي والحانات والمجمعات التجارية وايضا تكبير عبارات مخاطر التدخين على علب السجائر ووضع صور لمصابين من امراض التدخين كما هو مفعل في بريطانيا وايضا منع وسائل الاعلام ومتابعتها لعدم نشر أي دعايات لشركات التبغ كما هي الحال مع الصحافة. كما من المقرر ان يتم بحث رفع سعر الضرائب على كل انواع التبغ والتشديد على منع بيعه لمن هم دون السن القانونية الى جانب خلق تعاون مع وسائل الاعلام والصحافة بحيث يساعد على نشر اعلانات مجانية توعوية تساهم في الحد من هذه الظاهرة في البحرين.

التبغ

عبارة عن نبات يزرع للحصول على أوراقه التي يصنع منها السجائر والسيجار والنشوق والمضغة.

ويُعد التبغ مخدرا ويسبب الإدمان لوجود مادة النيكوتين فيه. وتشير الدراسات إلى أن التبغ به ما يزيد على 4000 مادة كيماوية من بينها 100 مادة سامة و63 مادة مسرطنة (يطلق عليها القطران) تسبب السرطان. وأهم هذه المواد المتهم الأول القاتل النيكوتين القابض للأوعية الدموية وسام للأعصاب، ومواد مبيدات حشرية وزرنيخ والسيانيد (cyanide) السام (الذي يستخدم عادة في غرف الإعدام بالغاز بأميركا) وفورمالدهيد (يستخدم حاليا لحفظ الجثث) وبروميد الأمونيا (النشادر) الخانق، والآسيتون وغازات أول أكسيد الكربون والميثان والبروبان والبيوتان وكلها غازات سامة.

ويُعد التبغ - بحسب الإحصاءات الأخيرة - القاتل الأول في العالم؛ لأنه لا يوجد ما يقال بالسيجارة الآمنة. فبين عامي 1990 و1999 أودى بحياة 21 مليون شخص نصفهم بين سن 35 و65.

وخلال مطلع هذا القرن يتوقع وفاة 10 ملايين كل سنة؛ ما جعل التدخين وباء عالميا قاتلا، يسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية وعدة أنواع من السرطان ولاسيما سرطان الرئة والالتهاب الشعبي المزمن بالرئة ومشكلات في الأوعية الدموية القلبية والطرفية والدماغية. ومن الأمراض التي يسببها أيضا التدخين التهابات اللثة وإصابات العضلات والذبحة الصدرية وآلام الرقبة والظهر وتحرك العينين غير العادي (Nystagmus) وإصابة العين بالطفيليات (Ocular Histoplasmosis) وقرحة الاثني عشر ونخر، أو هشاشة، العظام (Osteoporosis) بالجنسين وعتمة العين (Cataract) والتهاب عظام المفاصل (Osteoarthritis) وعدم قدرة القضيب عند الرجل على الانتصاب وقلة الحيوانات المنوية أو تشوهها وسرعة القذف. ويصل المدخن إلى العجز الجنسي، والتهاب الدورة الدموية بالأطراف والتهاب القولون والاكتئاب والصدفية وكرمشة الجلد وفقدان السمع والتهاب المفاصل الروماتويدي، وضعف جهاز المناعة وفقدان الأسنان.

وقد تصاب المرأة بالعقم والتبكير في سن اليأس. كما قد يؤدي في النهاية للعمى (Optic Neuropathy) أو ما يسمى «فقدان النظر» بسبب التبغ. ويصاب المدخن بالسل والالتهاب المزمن بالجيوب الأنفية والتهاب أعصاب العين.

والتدخين أو التعرض لدخان السجائر يعجلان بظهور أمراض شرايين القلب والقرحة بالمعدة ويسببان اضطرابات في الإخصاب وارتفاع ضغط الدم وأمراضا مميتة وتأخير التئام الجروح وظهور سرطان الشرج والكبد والبروستاتا والعجز الجنسي.

وفي أميركا يتسبب التدخين غير المباشر (السلبي) بموت 3 آلاف سنويا بسرطان الرئة و300 ألف طفل يصابون بمشكلات العدوى بالجاهز التنفسي السفلي (Lower Respiratory Tract). وقد تصبح هذه الحالات المرضية مزمنة. وفي تقرير أفرج عنه هذا العام الجراح العالمي ريتشارد كامونا لوسائل الإعلام العالمية عن التدخين والصحة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 مايو/ أيار من كل عام (No Tobacco Day)، كشف فيه لأول مرة عن مدى تأثير التدخين على كل عضو بالجسم إذ بيّن فيه أن التدخين له علاقة بظهور الكتاراكت (العتمة) بالعين وسرطان الدم (اللوكيميا) والالتهاب الرئوي وسرطان الحوض والمثانة والحلق والفم والكلي والبنكرياس والمعدة؛ لأن المواد السامة تسير مع تدفق الدم في كل أجزاء الجسم.

حفاظا على الصحة وحقوق المرأة والطفل في مواثيق حقوق الإنسان

يوافق اليوم 31 من شهر مايو/ أيار من كل عام اليوم العالمي لمكافحة التدخين «World No Tobacco Day»، الذي تحشد الجهود العالمية لمواجهة «التدخين» بإشراف مباشر من منظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تسعى إلى تنسيق الجهود العالمية، وتكثيف البرامج الإعلامية، والنشاطات التوعوية، للتعريف بأضرار التبغ، والتحذير من آثاره المدمرة لصحة الإنسان، والملوثة لبيئته، سواء أكان من المدخنين أم ممَّن يُخالطونهم ويتعرَّضون للدُخان كالمدخنيين السلبيين وذلك بمختلف طرق استعمال التبغ المتنوِّعة والمختلفة بحسب عادات البلدان وتقاليدها.

وتبذل وزارات الصحة في شتى بلدان العالم جهودا حثيثة متواصلة، منذ انطلاقة هذا الإشهار لليوم العالمي لمكافحة التدخين قبل خمس سنوات، وتعتمد هذه الأنشطة على بيئة قانونية دولية متمثلة في منظمة الصحة العالمية مضافة إليها الكثير من الاتفاقات الثنائية والإقليمية المتعلقة بمخاطر التدخين على المجتمعات الإنسانية بما يتصل بضمانات حقوق الإنسان للطفل والمرأة على حد سواء.

معا... لبيئات خالية من التدخين

معا لبيئات خالية من التدخين (Smoke Free Environments) تمَّ اختيار هذا الشعار ليكون شعار اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام 2007، وذلك من خلال التعاون بين جميع المكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، وجرى التصديق عليه من قبل مكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وهناك سببان أساسيان لاختيار هذا الشعار، هما: أولا: هناك سعي جادّ في الكثير من بلدان العالم إلى العمل على إيجاد أماكن خالية من التدخين (Smoke-free places)، وثانيا: تقوم الجهات المشاركة في الاتفاق الإطاري العالمي لمكافحة التبغ، من خلال ما يُعرف بمؤتمر الأطراف (Conference Of the Parties) بالعمل على تطوير دلائل إرشادية (Guidelines)، لإيجاد أماكن خالية من التدخين.

هل يوجد مستوى معين من التعرض لدخان التبغ يسمح به ويعتبر آمنا؟ إن الأبحاث والدراسات العلمية، المتعلقة بالآثار الضارة للتدخين القسري (السلبي) (وهو استنشاق شخص غير مدخن لدخان تبغ المدخنين وتضرره به)، والتي أجريت على مدى السنوات العشرين الماضية، تؤكد، بما لا يَدَعُ مجالا للشك، ان «التدخين القسري أو السلبي يؤدي إلى أضرار خطيرة جدا على صحة الإنسان، وقد يؤدي للإصابة بالسرطان والكثير من الأمراض التنفسية والقلبية الوعائية، عند الأطفال والبالغين، ويؤدي غالبا للموت المبكر».

ولقد توصَّلت منظمة الصحة العالمية (WHO)، من خلال نتائج الأبحاث والدراسات العلمية المتراكمة، إلى أنه «لا يوجـد مستوى آمن لتعرُّض الناس لدخان التبغ وأنَّ التوصيات القادمة، المتعلقة بسياسة منظمة الصحة العالمية للحماية من التعرض لدخان التبغ، ستنص بوضوح على أن الطريقة الوحيدة لحماية الناس من التعرض للتدخين القسري وعواقبه الوخيمة... هي إيجاد أماكن خالية من التدخين 100 في المئة».

وتعتمد المطالبات على إيجاد اماكن آمنة من التدخين على حقيقة وصدقية مقولة كبرى تقتضي أن «استنشاق هواء نظيف، خالٍ من دُخان التبغ، هو أحد الحقوق الإنسانية».

تشير إحدى الدراسات إلى خطوات عملية تذهب لحماية الإنسان من التدخين السلبي والحصول على بيئة آمنة:

الخطوة الأولى: (على مستوى المنزل ومكان العمل)

بإمكانك الآن إيجاد بيئة خالية من التدخين 100 في المئة في منزلك، وفي مكان عملك، وفي وسيلة نقلك، وخصوصا عندما تكون أنت صاحب القرار. هل هناك من يُدخِّن داخل منزلك؟ (من أفراد الأسرة أو الأقارب والأصدقاء والزائرين) هل تعمل في مكان عام، حيث يُسـمح فيه بالتدخين؟ هل أنت مستعد للمشاركة في الجهود الموجَّهة نحو إيجاد أماكن خالية من التدخين؟ هل تستطيع وضع لوحة تحظر التدخين في مكان عملك ومنزلك ووسيلة نقلك، بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين؟ هل ستسعى للمحافظة على بيئة خالية من التدخين 100 في المئة بصورة دائمة؟

وتأمل منظمة الصحة العالمية في هذا اليوم في أن تنظم الجهات التوعوية مهرجانات وزيارات خاصة لجميع الأماكن والمؤسسات والشركات والمؤسسات الحكومية والمدنية التي يسمح فيها بالتدخين لتقديم النصح والارشاد وممارسة المزيد من الضغوط على المؤسسات الرقابية والتشريعية نحو استحداث قوانين تمنع وتجرم التدخين في الأماكن العامة بما يشمل المنازل حين يقطن فيها النساء والأطفال.

العدد 1728 - الأربعاء 30 مايو 2007م الموافق 13 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً